عماد عفانة يكتب: في عامها الـ 34 ... أولويات حماس بين النظرية والتطبيق

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 8 ديسمبر 2021, 10:51:00 ص
  • eye 545
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تبدو أولويات حماس في عامها الـ 34 مختلفة عن أولوياتها التي حددتها لنفسها يوم انطلاقتها 1987، شأنها في ذلك شأن الشاب اليافع المنطلق والمتحمس لتحقيق أسمى الأهداف في أقصر وقت وبأقل تكلفة، لكن يصدمه الواقع، فتجبره على تغيير أولوياته، لكن دون تغيير أهدافه.

فسيبقى تحرير فلسطين كل فلسطين هدفا أسمى لحماس كرأس حربة المقاومة، ولكن دونه عوائق وصعوبات تفرضها موازين القوى، ولعنة الجغرافيا، وتآمر أو قل تخاذل الأخوة الأعداء.


وبعد 34 عاما على انطلاقة حماس، وبلوغها شأوا عظيما ازدادت معه التحديات وعظمت، بات حشد الطاقات الفلسطينية كلها دون استثناء قدر الاستطاعة هدفا لحماس على طريق التحرير، غير منبت عن ضرورة حشد طاقات الأمة وضمها الى طاقات الشعب الفلسطيني، توظيفا لما تتفرد به فلسطين من بعد ديني وعقدي.

من هنا ظهر تكتيك حماس الجديد، بضرورة فتح جبهات مقاومة مع العدو، واستنزاف لطاقاته في جميع الانحاء، في اسيا وافريقيا، في أوروبا وفي كل المحافل القانونية الاقتصادية السياسية والثقافية وفي غيرها، والعمل على ملاحقة علاقاته السياسية والاقتصادية والجماهيرية والقانونية والتصدي لها بهدف محاصرته، وإيقاف قطاع التطبيع، وافشال مؤامراته على قوى الامة الصاعدة.

الأمر الذي تزداد معه ضرورة دفع قوى الامة للرد على الجريمة البريطانية المستمرة بدءا من وعد بلفور، وصولا الى تصنيف حماس على قائمة الإرهاب.

وفي الوقت الذي يستلزم فيه تقريب النصر، العمل على فتح جبهات متعدد مع الكيان لاستنزاف طاقته والاحاطة به حتى الاندحار عن ارضنا.

فان تصدير القدس كعنوان للصراع وخوض مختلف المعارك تحت لواءها، بات أحد لوازم توحيد الأمة لأنها أحد البوصلات التي تتجمع الامة حولها، وما أحدثته معركة سيف القدس في صفوف شعوب الأمة خير دليل.


إن عظم المخططات التي باتت تستهدف القدس اليوم، يتطلب من الجميع تكريس كامل القوة للدفاع عنها في كل ساحات العالم ومحافله، فهذا زمن المواجهة، ولم يعد للمناورة فيه مكان غلا بما يخدم المواجهة.

إن واقع الضفة الغربية التي أنهكها الاحتلال، وواقع غزة التي أنهكها الحصار، يفرض على كل قوى المقاومة عدم اقتصار المعركة على الضفة وغزة التي يجب تجديد حملات وجهود كسر حصارها ودعم صمودها، على طريق تثوير الأمة، واخذ القوى المناصرة لقضيتنا وعدالتها دورهم في ترجمة هذه النصرة.

إن دعم المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، بكل أشكال الدعم، وعلى رأسها المال، بات يتطلب من حماس إحداث اختراق إيجابي في الأقطار العربية، لجهة اثارة حمية المنافسة القومية والعروبية والدينية، ليكون لهم بصمة واضحة في تحرير فلسطين قبلة المسلمين الأولى.

إن طول سنوات الأسر، وعقم أو قل ضعف نجاح المحاولات التقليدية لفك اسرهم، في تبييض السجون، بات يفرض على قوى المقاومة التفكير خارج الصندوق بما يضمن الافراج عنهم دون انتظار سنوات من القهر والألم.

دون اغفال ضرورة تأمين دعن معنوي ومادي مستدام لذوي الشهداء والأسرى، واسناد صمود الجرحى، وفاء لمن فقد بعض أعضائه، وتضميدا لقلوب ما زالت تتألم من فقد احبتها.

ان قطار التطبيع والتوسع الصهيوني في الدول العربية والافريقية، لن يوقفه الا تصعيد بؤر الاشتباك مع العدو الصهيوني بكافة الأشكال المتاحة، وبمختلف المستويات، خاصة حين نرى عدوانا على غزة، أو تصعيداً في المسجد الأقصى، بحيث يكون الاشتباك كل في ساحته وموقعه، ووفق الظروف المتاحة له.

التعليقات (0)