- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: ليس صديقي
عماد عفانة يكتب: ليس صديقي
- 26 يوليو 2022, 11:52:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وصف وزير جيش العدو "بيني غانتس" بدقة ووضوح طبيعة العلاقة بين كيان الاحتلال وبين قيادة السلطة بكلمتين "ليس صديقي".
فالعلاقة الطبيعية التي تربط العدو بمحتله هي علاقة العداء والنضال ضد الاحتلال، وليس علاقة الصداقة، فأنى للمفترس أن يصادق ضحاياه إلا ليفترسهم.
سلطة التنسيق الأمني التي وصفت أوسلو دورها بالأمني حفاظا على أمن وسلامة كيان الاحتلال والمغتصبين، هو ما أعاد غانتس بالأمس التأكيد عليه، عندما قال "إن السبب الحقيقي خلف لقاءاته المتكررة مع عباس مؤخراً، أمني بحت ولصالح تعزيز أمن "إسرائيل".
"غانتس" في لقاء أجراه معه موقع "والا" العبري شرح بلا خجل ولا وجل، وبل بكل ثقة يعلوها كبر وعنجهية، لماذا ألتقي أبو مازن؟
هو ليس صديقي ولا أبحث عن صداقته.
أنا معني فقط بأمن "إسرائيل.
وهذا هو مربط الفرس، وهذا هو سبب عقد اتفاق أوسلو.
وهذا هو سبب وجود عشرات الأجهزة الأمنية.
وهذا هو سبب تجنيد عشرات الالاف من حملة البنادق الممهورة بختم الاحتلال.
ولم ينسى غانتس تذكير الجميع بالعامل المشترك الذي يجمع كيانه بالسلطة، إنه العداء لحماس.
فحول أهداف اللقاءات الحقيقية مع عباس قال: الارهابي غانتس "يجب علينا التأكد من إضعاف قوة حماس وضمان استمرار التنسيق الأمني ولهذا السبب أنا ألتقي معه".
غانتس وكيانه يعلم أن السلطة فاسدة، وفساد السلطة يريده كيان العدو ويرعاه، ينميه ويغذيه، فلا تقدس التنسيق الأمني مع عدوها سوى سلطة فاسدة.
لذا لقاءات غانتس وغيره من قادة السلطة ليس لالتقاط الصور، وليس حبا في قادتها الفاسدين، لكن سيبقى غانتس وقادة الكيان مستعدون دوما لهكذا لقاء طالما أنه يخدم أمن "إسرائيل".
"يوجد أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون من النهر إلى البحر وهم ليسوا مواطنين إسرائيليين" قال غانتس، متجاهلا كونهم أصحاب الوطن الأصليين.
ولأنه يجب على العدو إيجاد الوسيلة للعيش إلى جانبهم، كما قال غانتس، فكان لابد من صناعة سلطة من بينهم، تلبس أزيائهم، وتتكلم لغتهم، لكنها تنفذ سياسة الاحتلال، وتضربهم بعصاه الغليظة التي تستقوي بها عليهم.
فلسطين تريد وتحلم بغانتس فلسطيني، يقدم مصالحها ويخلص لقضيتها، ويربط حياته وكل علاقاته بما يضمن أمنها وسلامتها.
لا شك أن فينا أقوى وأفضل انتماءً لفلسطين وقضيتها من غانتس ألف مرة، وإلا لما غيب الاحتلال اكثر من ستة آلاف بطل خلف القضبان، ليفسح المجال للرويبضات والمتسلقين وأصحاب المصالح، لتصدر مواقع القيادة لحفظ أمنه وخدمة مصالحه.
في النهاية الحق على مين؟
هل على الاحتلال الذي نجح في وضع السقط في مواقع قيادة شعبنا.
أم على الشعب بقواه وفصائله التي سمحت بتمرير ذلك!!.