- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عمره عامان فقط، ويتعهد بإعادة السوريين بالرقصات والابتسامات.. “حزب البلد” التركي ومرشحه الرئاسي “محرم إنجه”
عمره عامان فقط، ويتعهد بإعادة السوريين بالرقصات والابتسامات.. “حزب البلد” التركي ومرشحه الرئاسي “محرم إنجه”
- 10 مايو 2023, 9:41:19 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يعتبر حزب البلد التركي هو الحزب الوحيد الذي يخوض الانتخابات الرئاسية في تركيا من دون الانخراط في أي تحالف على غرار الأحزاب الأخرى، فعلى الرغم من أنه أيضاً ليس حزباً برلمانياً، استطاع مرشح الحزب لمقعد الرئاسة الترشح بعد أن تمكن من الحصول على أكثر من 100 ألف توقيع.
ويعتبر الحصول على 100 ألف توقيع، شرطاً أساساً وقانونياً للترشح لهذا المنصب الذي يعد أعلى منصب في البلاد، طالما أنّ حزبه ليس حزباً برلمانياً.
من هو حزب البلد، متى تأسس، ما هي أهدافه، ومن هو مرشحه الرئاسي؟.
حزب البلد.. حزبٌ حديث العهد يعارض الحكومة والمعارضة في آن معاً!
يعتبر حزب البلد أو كما يطلق عليه باللغة التركية "Memleket Partisi" حزباً حديث العهد، إذ أسسه مجموعة من الأعضاء المنشقين عن حزب الشعب الجمهوري (CHP)، أبرزهم هو المرشح الرئاسي لعام 2023 "محرم إنجه".
ويعتبر إنجه من السياسيين البارزين في تركيا، إذ كان المرشح الرئاسي عن "الشعب الجمهوري" في 2018، وتمكن من كسب 30% من الأصوات أمام الرئيس رجب طيب أردوغان الذي حصل على أكثر من 52% من الأصوات.
تأسس حزب البلد قبل نحو عامين من الآن، تحديداً في 17 مايو/أيار 2021، والمؤسس الرئيسي للحزب هو المنشق عن حزب "الشعب الجمهوري"، محرم إنجه.
في حين يعتبر الحزب امتداداً لـ"حركة البلد" التي أطلقها إنجه في سبتمبر/أيلول 2020، التي قال إنها احتجاج على ما وصفه بـ"غياب للمعارضة داخل المعارضة"، قبل أن يستقيل لاحقاً من حزب الشعب رفقة عدد من النواب البرلمانيين أبرزهم أوزكان أوزيل وحسين أفني أكسوي ومحمد علي شلبي، إضافة إلى مئات من أعضاء الحزب الذين انضموا لحزبه الجديد.
أما سبب استقالة إنجه من الحزب الذي رشحه لرئاسة 2018، فهو لعدم منحه الدعم الكافي، وفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية.
في حين أنّ شلبي استقال بعد أقل من عام على تأسيس الحزب بسبب ما وصفه بعدم الالتزام بالمبادئ التأسيسية للحزب وغياب التشاور.
تبعه أيضاً استقالة نحو 30 عضواً مؤسساً عاد معظمهم إلى حزب الشعب الجمهوري.
وخلال فترة التأسيس، نُصّبَ محرم إنجه زعيماً للحزب بإجماع أعضاء المجلس التنفيذي المركزي، في حين يعتبر الحزب هو الحزب رقم 110 في تاريخ السياسة التركية.
تويتر/ محرم إنجه زعيم حزب البلد التركي
ويقدم الحزب نفسه على أنه معارض لكل من الحكومة التي يترأسها حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية، والمعارضة المتمثلة في العديد من الأحزاب أبرزها حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد وحزب الشعوب الديمقراطي، والعديد من الأحزاب الصغيرة الأخرى.
أيديولوجياً، فإنّ حزب البلد هو قريب جداً من حزب الشعب الجمهوري، كونه أيضاً يتبنى ما يعرف بـ"الفكر الكمالي" .
وفي الوقت الذي يعتبر به "حزب الشعب الجمهوري" من أحزاب يسار الوسط، فإنّ حزب البلد لا يعرف نفسه على أنه يمين أو يسار، ويبرز ذلك من خلال شعاراته التي يقول في أحدها: "لا من اليمين ولا من اليسار، وإنما على طريق أتاتورك".
في حين يعرف حزب البلد عن نفسه وفقاً لما ذُكر في ميثاق التأسيس على موقع الحزب الرسمي على الإنترنت، بأنه حزبٌ جمهوري ديمقراطي مبني على مبادئ وثورات مصطفى كمال أتاتورك، وبأنه يهدف إلى الفصل بين السلطات، والمساواة والحرية والسلام الاجتماعي والعمل والرفاهية، بالإضافة إلى سيادة القانون وتوزيع الثروات بشكل عادل، والتنمية المستدامة للوصول إلى مستوى الحضارة المعاصرة.
الانضمام إلى تحالف الأجداد والانسحاب قبل الإعلان الرسمي!
في يونيو/حزيران 2022، بدأ الحديث عن تشكيل تحالف جديد خوض الانتخابات الرئاسية، وكان الحديث حينها يدور حول 6 أحزاب أبرزها حزب الظفر القومي الذي يرأسه المتطرف والمعادي للاجئين أوميت أوزداغ، وحزب البلد الذي يرأسه محرم إنجه وأحزاب صغيرة أخرى.
وبالفعل في 11 مارس/آذار 2023، تم تشكيل تحالف الأجداد "Ata İttifakı" الذي ضم فقط 4 أحزاب هي: (النصر، العدالة، بلدي، التحالف التركي)، فيما انسحب محرم إنجه زعيم حزب الوطن قبل نحو أسبوع من تشكيل التحالف، من خلال إرسال رسالة إلى مجموعة WhatsApp الخاصة بهم فقط، من دون إبداء أسباب محددة.
هل ترشح محرم إنجه يشتت أصوات المعارضة فعلاً؟
أثار ترشح إنجه للانتخابات الرئاسية التركية 2023، غضباً كبيراً في صفوف حزب الشعب الجمهوري، كما شنت وسائل إعلام محسوبة على المعارضة حملة شرسة على إنجه، الذي اتهمته بتشتيت أصوات المعارضة.
وقال إنجه في أحد التصريحات: "إن الذباب الإلكتروني يهاجمني الآن، لكنني صعب المراس ولا أستسلم لذلك، يقومون الآن بالافتراء، والتشويه، بغض النظر عما يقومون به، سنفوز بالانتخابات".
فيما يشير مراقبون إلى أن ترشح محرم إنجه للرئاسة، أربك حسابات الطاولة السداسية التي سعت إلى توحيد المعارضة على دعم كليجدار أوغلو، وقد تؤثر هذه الخطوة في نسبة التصويت لصالحه.
واعتقدت المعارضة التركية أنها قامت بالمهمة الأصعب من خلال توحيد قواها بشكل غير مسبوق ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، لكنها لم تحسب حساب محرم إنجه الذي أعلن الترشح خارج طاولة المعارضة.
ليقوم بعدها المرشح الرئاسي لـ"تحالف الأمة" كمال كليجدار أوغلو في نهاية مارس/آذار العام الجاري، بإجراء زيارة إلى محرم إنجه، من أجل ثنيه عن خوض الانتخابات الرئاسية.
في حين رد إنجه على تلك الأصوات قائلاً إن الانتقادات الموجهة إليه بأنه "سيقسم" أصوات المعارضة هي خاطئة.
كما قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع كليجدار أوغلو، إن حزبه يؤمن بالتحالفات القائمة ضمن إطار المبادئ، وليس التحالفات المبنية على المصالح، مؤكداً أنّ موقف حزبه واضح تجاه "الإرهابيين" مثل "منظمة حزب العمال الكردستاني" و"غولن"، وأنه لن يتنازل عن الترشح للرئاسة.
موقف حزب البلد من قضية اللاجئين!
يعرف محرم إنجه زعيم حزب البلد بعدائه للاجئين السوريين، إذ تعهد مراراً وتكراراً بترحيلهم في حال فوزه بالانتخابات، معتبراً أنّ فترة استضافتهم في تركيا قد زادت عن حدها.
وقال إنجه في مقطع فيديو نشره على صفحة الحزب الرسمية على فيسبوك إنّ أول قرار سيتخذه بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية هو إغلاق الحدود مع سوريا، ومن ثم إلقاء القبض عليهم واحداً تلو الآخر من الشوارع وإرسالهم إلى بلدهم.
وأضاف: "لم نؤسس دولتنا بالمشاركة معهم، هل شارك اللاجئون في معارك جناق قلعة ومعارك التحرير والاستقلال؟".
في حين أكد إنجه، في مقابلة مع وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، إنه يعتزم إذا فاز في الانتخابات، عقد لقاء مع رئيس النظام السوري بشار الأسد وتعيين سفير لبلاده فيها وإعادة اللاجئين إلى هناك، قائلاً: "سنعيدهم إلى ديارهم بالرقصات والابتسامات".
يذكر أنّ العرب وتحديداً السوريين قد قاتلوا الحلفاء إلى جانب الجيش العثماني خلال معارك جناق قلعة.
فيما نشر المؤرخ التركي أنس ديمير أسماء بعضٍ من الشهداء الذين قتلوا في المعركة، أبرزهم من مُدن حلب والباب وإدلب واللاذقية في سوريا، ومدينة غزة الفلسطينية، وبغداد العراقيّة، وذلك في كتابه "شهداء من العالم الإسلامي في ملحمة الدفاع الأخيرة.. جنق قلعة".
وذكر ديمير وفقاً لوكالة أنباء الأناضول أنّ حلب وحدَها قدَّمت 551 شهيداً، تليها الباب بـ96 شهيداً.
من جهته، أوضح المؤرخ الأسترالي جورسيل جونكو أن نحو 300 ألف مقاتل عربي كانوا يقاتلون إلى صفّ الجيش العثماني، منذ بدء الحرب العالمية الأولى، وأضاف أنّ ثلثي قوات مصطفى كمال أتاتورك في الفرقة الـ19 كانوا من السوريين، وفقاً لما ذكره موقع Aljazeera English.
ولا تزال إلى يومنا هذا قبور الشهداء العرب موجودة وموزعة في الولايات التركية، لا سيما في مدينتي جنق قلعة وبورصة، ولكن للأسف معظم هذه القبور تحمل على شواهدها أسماء المدن التي ينحدر منها الشهداء فقط.
ما نتائج محرم إنجه في استطلاعات الرأي؟
رغم أن إنجه يبدو واثقاً من أنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية أمام بقية المرشحين الثلاثة، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى نتائج مغايرة، ووفقاً لـ29 استطلاع رأي أجرتها شركات مختلفة منذ سبتمبر/أيلول 2022 حتى مارس/آذار 2023، لم يحصل إنجه على أكثر من 5.6% وهو رقم تفردت به شركة "تركيا رابور" بينما بقية الشركات لم تمنحه أكثر من 3% على أبعد تقدير.
وبحسب استطلاعات رأي لشركات مختلفة، نقلتها صحيفة جمهوريت في 30 مارس/آذار الماضي، أظهرت أن إنجه لم يحصل على أكثر من 1% فقط.
في حين منحه أحدث استطلاع رأي أجرته شركة "ASAL" في 4 أبريل/نيسان الحالي، نسبة 4.2%.
من هو محرم إنجه؟
ولد محرم إنجه (59 عاماً) في 4 مايو/أيار عام 1964 بقرية "إلماليك" في ولاية يالوفا شمال غربي تركيا، وهو الابن البكر لوالديه، ويقول إن والدته زكية سمته "محرم" لأنه "ولد في شهر محرم المبارك مع أذان الفجر".
درس مراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية والثانوية في يالوفا، ولأن عائلته كانت فقيرة اضطر للعمل بمختلف المهن والحرف كما يقول، فيما تخرج في كلية التربية بجامعة أولوداغ في قسم الفيزياء والكيمياء، حيث قرر أن يصبح معلماً، ليعمل لاحقاً في التدريس والقطاع التربوي سنوات عديدة.
وكثيراً ما يفخر إنجه بأنه معلم وأنه اشتغل في التدريس، كما يقول إن أزمات تركيا لا يمكن أن يصلحها غير معلم.