غزة 2024: عام من الألم والدمار وسط صمت دولي وخذلان عربي

profile
شيماء مصطفى صحفية مصرية ومعلقة صوتية
  • clock 31 ديسمبر 2024, 1:25:22 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مع نهاية عام 2024، يُطوي عام آخر في غزة، حيث لا تزال الأرض تحتضن جراحًا عميقة يصعب التئامها. الحرب الوحشية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع خلفت وراءها دمارًا هائلًا وأعدادًا ضخمة من الضحايا الأبرياء، وسط تهميش دولي وتجاهل عربي وإسلامي. غزة، التي كانت دائمًا رمزًا للصمود والمقاومة، تجد نفسها في مواجهة تحديات جديدة تضاف إلى قائمة طويلة من المآسي الإنسانية.

منذ بداية العدوان الصهيوني على القطاع في عام 2024، تعيش غزة واحدة من أكثر مراحل تاريخها قسوة. استهدفت الهجمات الجوية والبريّة مدنًا وقرىً بأكملها، حيث دُمّرت البنية التحتية، وتُركت المنازل خرابًا، وتعرضت المدارس والمستشفيات للاحتراق والتدمير. كل زاوية في غزة شهدت فظائع الحرب، التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وهو ما يعتبر جريمة حرب بحق الإنسانية.

على الرغم من حجم الكارثة الإنسانية، استمر الصمت الدولي الذي زاد من مرارة الجراح. لم تتحرك المنظمات الدولية بشكل فعّال لوقف العدوان أو تقديم الدعم اللازم للمتضررين. بل على العكس، غالبًا ما كانت ردود الفعل الدولية ضعيفة، حيث اكتفى البعض بالبيانات الاستنكارية، بينما كانت الحكومات الغربية تتجاهل الجرائم الإسرائيلية وتمنحها الضوء الأخضر للاستمرار في عملياتها العسكرية المدمرة.

أما على الصعيد العربي والإسلامي، فقد كان الخذلان أكبر. فلم تُظهر العديد من الدول العربية والإسلامية أي تحرك حقيقي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي أو تقديم الدعم اللازم لشعب غزة. بفضل هذا الصمت العربي والإسلامي، كانت إسرائيل تتمادى في عدوانها، مستغلة غياب أي تحرك عملي من الدول التي تدّعي دعمها لقضية فلسطين.

يضاف إلى ذلك أن غزة تواجه تحديات إنسانية ضخمة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب. العديد من المؤسسات الإنسانية التي كانت تخدم السكان المحليين تعرضت هي الأخرى للتدمير، مما جعل عملية الإغاثة أكثر صعوبة. الأوضاع الصحية والاقتصادية في غزة باتت في أسوأ حالاتها، مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف معظم الأنشطة التجارية والخدمية.

عام 2024 يختتم في غزة مع مشهد مأساوي لا يوحي بفرج قريب. وبينما يستمر الحصار الإسرائيلي ويزداد الوضع الإنساني صعوبة، يبقى السؤال الأكبر: هل سيظل الصمت الدولي مستمرًا؟ وهل ستستفيق الأمة العربية والإسلامية من خذلانها وتتحرك نصرة لأبناء فلسطين؟

التعليقات (0)