فؤاد راشد يكتب : ابراهيم النبراوي

profile
  • clock 11 أبريل 2021, 8:10:50 م
  • eye 810
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أقدار / ماذا لو ربحت صفقة البطيخ؟ ابراهيم بك النبرواي!


 ولد ابراهيم النبرواي في قرية نبروه دقهلية وكانت تتبع وقتها مديرية الغربية , وذات يومه كلفه عمه أن يحمل علي ظهر جمل حمولة من ثمار البطيخ لبيعها في القاهرة .

مضي الوقت ولم يفلح الفتي الصغير في بيع البطيخ حتي تلفت ثماره .

أصاب الرعب الفتي  وخاف من سوء العاقبة ان عاد الي عمه بعد 

الخسارة الفادحة , وفكر فيما يصنع وانتهي الي بيع الجمل  وتسلم ثمنه , ثم لم يجد ما يفعل الا  التسكع في  شوارع القاهرة علي غير هدي ودون أدني ترتيب ..

قادته قدماه يوما الي الجامع الأزهر , وجلس بين صفوف الطلاب وراح يستمع الي محاضرات العلماء , ثم بعد حين بدأ يجيب أسئلتهم علي نحو لفت الأنظار لذكائه الحاد ..

انخرط الفتي في طريق العلم وأحزر تقدما باهرا ..

وسرعان ما تم اختياره ضمن عدد قليل للدراسة بكلية الطب في أبو زعبل ( وقتها ) .

في عام 1832 تقرر سفره ضمن بعثة من أحد عشر دراسا لاكمال دراسة الطب في فرنسا ..

وهناك عقد له اختبار أمام لجنة من اثي عشر طبيبا فرنسيا من كبار أطبار فرنسا لتقرير صلاحيته لاكمال الدراسة بباريس , وكان ضمن حضور الامتحان رجال الجمعية العلمية وأمراء باريس وضمن من حضروا البارون ديبوا والدكتور مارك طبيب ملك فرنسا .. 

واجتاز الفتي الاختبار بنجاح وقبل لاكمال دراسته .

وعاد الي مصر بعد الحصول علي درجة الدكتوراه


كان أستاذا للجراحة بمدرسة الطب وطبيبا خاصا لمحمد علي ثم لعباس الأول وتدرج أيضا في الرتب العسكرية حتي صار برتبة أميرالاي.

وصفه علي باشا مبارك بأنه أعظم من أنجبت مصر في طب الجراحة وكان يتفرد وحده بلقب أطلق عليه وهو ( رئيس الأطباء ) ..

والسؤال الذي يطل برأسه , ماذا لو باع الفتي البطيخ وربح وعاد لقريته , هل كان صيته فيما لو نجحت مهمته يتعدي قريته أو بعض القري القريبة؟

تري كم اغتم الفتي لخسارته ..

وتري كم سخر من نفسه – لاحقا – بعد أن صار الي ماصار اليه ..

العبر .. أو بالأحري .. بعض العبر:-

١- قد يكمن النجاح الدائم في ثياب الفشل العارض 

٢- نحن قصار النظر لا نعرف ما تخبيء لنا الأقدار فيما يشقي ومايسعد شقاء عارضا أو سعادة عابرة ..

٣- يد الأقدار فاعلة مهما ظننا بأنفسنا الظنون حسنها وسيئها ..

التعليقات (0)