فايننشال تايمز: مستقبل العراق على المحك وإيران لن توقف وكلائهما طالما صبت أفعالهم في صالحها

profile
  • clock 11 نوفمبر 2021, 4:59:41 م
  • eye 633
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال المعلق في صحيفة “فايننشال تايمز” ديفيد غاردنر إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي طرحت أسئلة جديدة حول الميليشيات التي تدعمها إيران.

وتحت عنوان “مستقبل العراق على المحك” قال إن المحاولة التي استخدمت فيها ثلاث طائرات مسيرة نهاية الأسبوع واستهدفت منزل الكاظمي تثير الدهشة، فمع أن استهداف المسؤولين الكبار في العراق والشرق الأوسط ليس جديدا، لكن الرد على محاولة الإغتيال هذه- التي لم يصب فيها الكاظمي بأذى مع أن عددا من حراسه أصيبوا- قد تقوي أو تؤدي إلى انهيار الدولة ولأسباب منها، أن المنفذين كما يقول المسؤولون العراقيون، مع أنه لا توجد أدلة قطعية بعد، هم عناصر من الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران وبخاصة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، أقوى جماعتين مواليتين لإيران في العراق.

وبالتأكيد فقد جاءت المحاولة في أعقاب الغضب السياسي بعد سحق كتلة الفتح، الموالية لإيران في انتخابات الشهر الماضي وخسرت ثلثي مقاعدها ورفضت علنا القبول بنتائج الإنتخابات.

وحصل المنافس الرئيسي مقتدى الصدر على 73 مقعدا بزيادة عن 53 مقعدا حصل عليها في انتخابات عام 2018. وحصل حلفاء إيران في تلك الإنتخابات على 48 مقعدا بدلا من 16 مقعدا الآن. ونشرت لقطات مصورة لقيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق وهو يهدد الكاظمي يوم السبت، وذلك بعد المواجهات بين قوات الأمن وعناصر الميليشيات الذين حاصروا المنطقة الخضراء زاعمين تزوير الإنتخابات.

وحققت الميليشيات العراقية نجاحا بعدما لعبت دورا في هزيمة الحركة الجهادية، تنظيم الدولة الإسلامية الذي هزم الجيش العراقي الذي انهار بسبب الفساد والطائفية، رغم مليارات الدولارات التي أنفقت على تدريبه وتسليحه. ولعبت مع 100.000 من مقاتلي الحشد الشعبي دورا في الحد من تقدم مقاتلي تنظيم الدولة نحو العاصمة بغداد والنجف وكربلاء. وزعموا انهم من أوقف التقدم الجهادي واستعادة المناطق المتنازع عليها من الأكراد، ولكنهم لم يحلوا بناهم العسكرية بل وسيطروا على الحشد الشعبي في وقت حاولت فيه الحكومات المتعاقبة الحد من سلطاتهم.

وكان الكاظمي أكثر من حاول جلب التنظيمات هذه واخضاعها للضوابط الحكومية، وتولى منصبه كرئيس وزراء انتقالي بعد أن أطاحت انتفاضة شعبية في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بسلفه. ولعبت الميليشيات المسلحة الدور الأبرز في محاولات قمع الإنتفاضة، وهو ما زاد من درجة الغضب من خروجها عن القانون وأدى لتراجع الدعم لها في الإنتخابات، وليس حضورها العسكري على الأرض. ولهذا أعلنوا منذ انتخابات 10 تشرين الأول/ أكتوبر أنهم لن يقبلوا بوضع يحرموا فيه من مؤسسات الدولة التي عاملوها كغنيمة ومنذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003 والذي منح بشكل فعلي العراق لإيران وحلفائها المحليين.

وإنه أمر مزعج لهم أن يصبح الصدر بمثابة “صانع الملك” في السياسة العراقية فيما ينظرون للكاظمي، مدير المخابرات السابق كأداة أمريكية ومن المتوقع تعيينه لرئاسة الوزراء، مرة ثانية.

ويرى الكاتب أن الصدر أعاد تشكيل نفسه كمعارض للتدخل الأمريكي والإيراني في شؤون العراق. وكمعجب بحزب الله، فقد قلد نموذجه من خلال التحكم بمؤسسات الدولة وغرس كوادره فيها، هذا بالإضافة لكونه يدير ميليشيا مسلحة. ويرى مخضرمون في العراق أن التغير بمثابة تحول براغماتي عن الوضع قبل 15 عاما، وعندما كانت الميليشيات مثلا، تتقاسم مبنى وزارة الداخلية المكون من 11 طابقا، كل واحد لميليشيا، باستثناء الطابق السابع الذي قسم بين جماعتين مسلحتين.

الصدر أعاد تشكيل نفسه كمعارض للتدخل الأمريكي والإيراني في شؤون العراق

ويرى الكاتب أن مستقبل العراق الذي فشل قادته بالتشارك في السلطة والمصادر وخيبوا آمال مواطنيهم، معلق في الهواء. وبعد معاناتهم من الهجوم الذي قام به صدام مدعوما من دول الخليج والغرب في الحرب التي استمرت ثمانية أعوام من 1980 -1988، فمن المستبعد أن تتخلى إيران عن العراق، الذي يرونه عمقا استراتيجيا وخطوط دفاع أولى أهداها الغزو الأمريكي لهم. وفي الوقت نفسه لا يريدون حربا أهلية بين الشيعة قد تجرهم أعمق للعراق.

وكما هو الحال مع حزب الله في لبنان ولحد ما في سوريا واليمن، فالنموذج المفضل للإيرانيين هو دعم ميليشيات بصواريخ وطائرات بدون طيار. وهذا النموذج يمنحهم القدرة على استغلال العراق عبر سلسلة من الدروع المربحة مثل بناء المزارات.

ومنذ مقتل العسكري المعروف، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري وأبو مهدي المهندس زعيم كتائب حزب الله والمسؤول في الحشد الشعبي، في مطار بغداد بداية العام الماضي، وجدت إيران نفسها أمام معضلة حول كيفية السيطرة على الجماعات المسلحة الموالية لها وبخاصة في العراق، وقد يحاولون استخدام الخسارة في التحكم لصالحهم.

ومنذ رحيل إدارة الرئيس دونالد ترامب في العام الماضي، وهو الشخص الذي خرج من الإتفاقية النووية التي وقعتها إيران ومع أمريكا وخمس قوى أخرى، وحدت من النشاطات النووية الإيرانية، يشعر بعض المسؤولين الذين يحاولون إحياء الإتفاقية من جديد أن إيران تتعامل مع محاوريها بالمطالبين.

والسؤال هو عن كيفية منع إيران من التقدم نحو القدرات النووية بدون حرب لا أحد لديه شهية بشنها؟ ولو كان هذا صحيحا فهناك فرصة قليلة لوقف العدوان الإقليمي للموالين لإيران طالما صبت أفعالهم في صالحها.


كلمات دليلية
التعليقات (0)