"فرصة تعدُّد الساحات".. هل أنتم راضون عمّا حققتم؟ الإغراء الذي تواجهه "إسرائيل"

profile
  • clock 2 نوفمبر 2024, 4:36:48 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

معاريف - المؤلف: ميخائيل هراري

ركزت السياسة الخارجية الإيرانية في السنوات الأخيرة على تحقيق هيمنتها على عدد من ساحات المنطقة، لكي يكون في جعبتها عدد كبير من الأوراق القوية في مواجهة إسرائيل. ومنطقها هو أن تهديد إسرائيل من عدة جبهات، يمكن أن يردعها عن مهاجمة منشآتها النووية. حققت هذه السياسة نجاحاً لا بأس به: لقد شكّل حزب الله رأس الحربة، و"حماس" تبنّت "توجهاً إيرانياً" (طبعاً، أقل أهميةً، مقارنةً بنظيرها اللبناني)، أمّا الحوثيون في اليمن، فكانوا حليفاً موثوقاً به. هذه السياسة تحققت في 8 أكتوبر، مع فروق مختلفة في الجبهات المتعددة. كما أدت جبهتان أخريان دوراً مركزياً؛ سورية والعراق.

في الأسبوع الماضي، ضربت إسرائيل مختلف الجبهات بشدة. وبالإضافة إلى ذلك، انتقلت العدوتان الأساسيتان إسرائيل وإيران إلى مواجهات مباشرة، وكانت المواجهة الأخيرة في نهاية الأسبوع الماضي. ومع ذلك، ماذا تغيّر؟

في لبنان، جرى اغتيال قيادة حزب الله، وألحقت العمليات العسكرية البرية في الجنوب اللبناني ضرراً كبيراً بالحزب. ويحاول لبنان استغلال ضعف حزب الله من أجل تنظيم شؤونه الداخلية، سواء فيما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية غير مرتبط بحزب الله، أو العودة إلى مخطط التسوية مع إسرائيل، بحسب صيغة القرار 1701؛ في غزة، الأضرار التي لحقت بـ"حماس"، بما فيها بقيادتها، جسيمة للغاية. ولا يزال الجيش الإسرائيلي في الميدان، من دون وجود سياسة للخروج من هناك، حتى الآن؛ في اليمن، تبين أن الحوثيين حليف مهم لطهران، لقد نجحوا في إزعاج إسرائيل حتى الهجوم الإسرائيلي على مرفأ الحُديدة، لكن الجزء الأساسي من مساهمتهم يعود إلى عرقلة الملاحة البحرية في باب المندب؛ أمّا في العراق، فقد قامت الميليشيات العراقية الموالية لإيران بدورها، وأضافت جبهة  إضافية في مواجهة إسرائيل؛ أمّا في سورية، فكانت "المفاجأة" وإعلان النظام السوري عدم رغبته في الانضمام إلى ما يجري، والإضرار بالجهود (الناجحة) التي بذلها خلال سنوات من أجل تطبيع العلاقات مع الدول العربية، وإلى حد ما، مع الغرب.

تشكل صورة هذا الوضع تحدياً لطهران.

الذي شكّل درة التاج في استراتيجية "وحدة الساحات". تسعى إيران لمنع تعريض قوات الحزب لمزيد من الضربات، وبالنسبة إليها، من الأفضل الدخول في عملية سياسية تنهي ما يجري في لبنان.

"حماس" هي قصة مختلفة. التوجه الإيراني الذي تبنّته الحركة، سيكون موضع اختيار، بعد مقتل السنوار وقسم من قيادة الحركة في الخارج. يبقى أن نرى كيف ستقوم الحركة بصوغ موقفها. وهذا يتعلق، إلى حد كبير، بالطريقة التي ستقرر بها إسرائيل المواجهة في الساحة الفلسطينية عموماً.

تحاول إيران جرّ العراق إلى تدخّل أعمق، لكنها تصطدم بعدم حماسة الحكومة في بغداد، ومثلما قلنا، أوضحت سورية عدم رغبتها في المساس بما يعتبره النظام السوري عودة إلى الإجماع الإقليمي.

وماذا بالنسبة إلى إسرائيل؟ الضربات القاسية التي وجّهتها إلى حزب الله و"حماس" غيّرت صورة الوضع على الجبهتين نحو الأفضل، وفتحت المجال نحو خطط أفضل، إذا كانت إسرائيل تريد ذلك. المواجهات المباشرة مع إيران، والتي جرت بتأييد أميركي، أعادت شعوراً مهماً بالثقة بالنفس. الإغراء الذي تواجهه إسرائيل، ولكي نكون منصفين، مثل أيّ طرف آخر في ظروف مماثلة، هو متى وكيف يجب ترجمة النجاحات العسكرية إلى عمل سياسي واستراتيجي، وهل لا نزال بحاجة إلى "القليل من الضغط العسكري"؟ أمام إسرائيل فرصة لبلورة واقع جديد أفضل، حتى لو لم يكن مثالياً على الجبهات الثلاث: في لبنان، السعي لخطة لتعزيز القرار 1701، وربما انتخاب رئيس جمهورية مستقل؛ في غزة، "احتضان" الاستعداد الدولي لإعادة إعمار غزة، وإطلاق عملية سياسية تستغل ضعف "حماس"؛ وفي سورية، تشجيع النظام السوري على التحرر من إيران.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)