-
℃ 11 تركيا
-
21 مارس 2025
في حفل إفطار "حريات": إطلاق 3 مبادرات استراتيجية لمواجهة التحديات
في حفل إفطار "حريات": إطلاق 3 مبادرات استراتيجية لمواجهة التحديات
-
20 مارس 2025, 1:33:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حفل إفطار مركز حريات للدراسات
نظم مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية في إسطنبول حفل إفطار رمضاني حضره عدد كبير من الرموز الإسلامية، والسياسيين، والمفكرين، والعلماء، والدعاة، والخبراء، والمربين، من مختلف دول العالم الإسلامي. جاء الحفل في لقاء استثنائي يعكس حجم التحديات التي تواجه المشروع الإسلامي، والحاجة إلى العمل المشترك لمواجهتها.
كلمة رئيس مركز حريات
افتتح الحفل بكلمة رئيس المركز الدكتور طارق الزمر، الذي أكد أن هذا الاجتماع ليس مجرد لقاء عابر، بل هو جزء من لحظة تاريخية تفرض على الجميع مسؤوليات جسام.

وتساءل في كلمته: "هل هي مصادفة أن يجتمع هذا العدد الكبير من قادة التيار الإسلامي والمفكرين والعلماء في مكان واحد؟ وهل هي مصادفة أن يكون هؤلاء جميعًا محرومين من العودة إلى أوطانهم، بل مهددين بالاعتقال أو القتل إن عادوا؟ وهل من قبيل المصادفة أن يكون الاجتماع في إسطنبول، عاصمة الخلافة الإسلامية، ذات الموقع الجيوسياسي المتميز؟".

وأضاف أن هذه المصادفات المتكررة ليست عبثًا، بل هي رسالة قدرية تؤكد أننا أمام مرحلة جديدة، تتطلب وحدة الصف، وتخطيطًا استراتيجيًا، واستعدادًا لصناعة النصر القادم، مشيرًا إلى أن انطلاق “طوفان الأقصى” في هذه اللحظة التاريخية، يمثل نقطة تحول في الصراع مع الاحتلال، وفرصة حقيقية لتحرير الأمة من قيودها.

ثم استعرض أهم المبادرات التي يجب العمل عليها في هذه المرحلة، والتي حددها في خمسة محاور رئيسية:
- 1. توحيد الجهود والتنسيق بين القوى الإسلامية لمواجهة التحديات المشتركة.
2. صياغة رؤية استراتيجية للمشروع الإسلامي بعد دراسة تحديات الواقع الجديد.
3. إيجاد آليات جديدة للعمل الإسلامي المشترك في السياسة والفكر والإعلام.
4. إعادة تقديم المشروع الإسلامي برؤية أكثر واقعية تستوعب التحولات الإقليمية والدولية.
5. إطلاق مبادرات عملية تدعم استقلال الأمة وتحررها من التبعية والاستبداد.
وأكد الدكتور الزمر أن هذا اللقاء ينبغي أن يكون بداية لمرحلة جديدة، تُبنى فيها التحالفات، وتُوضع فيها الخطط، ويتم فيها الانتقال من التنظير إلى العمل الفعلي.

رسالة واضحة رغم التحديات
في كلمته خلال الحفل، أكد الكاتب والباحث إسلام الغمري، نائب رئيس مركز حريات، أن اجتماع هذه النخبة من القادة والمفكرين والعلماء في إسطنبول هو رسالة واضحة بأن الأمة، رغم التحديات، لا تزال قادرة على النهوض من جديد.

وأشار إلى أن شهر رمضان ليس فقط شهرًا للعبادة، بل هو مدرسة تربوية تعلمنا الصبر، والبذل، والتضحية، وهو أيضًا فرصة لاستنهاض الهمم وتوحيد الجهود من أجل خدمة قضايا الأمة الإسلامية.

وأضاف الغمري أن قضية فلسطين وسوريا واليمن وتركستان الشرقية وسائر قضايا الأمة ليست مجرد ملفات سياسية، بل هي اختبارات عملية لمدى التزامنا بوحدتنا الإسلامية، وواجبنا في نصرة المستضعفين. وأكد أن الأمة مطالبة اليوم بموقف عملي، وليس مجرد بيانات شجب واستنكار، فالمعادلة تغيرت، والأمة اليوم أمام فرصة تاريخية يجب أن تستثمرها بحكمة.
وشدد على أن العمل الجماعي والتعاون بين مختلف مكونات الأمة هو السبيل الوحيد لاستعادة مكانتها، مشيرًا إلى أن هذا الحفل الرمضاني هو تجسيد لوحدة الصف الإسلامي، وتأكيد على أن المشروع الإسلامي ما زال قادرًا على جمع مختلف التيارات الإسلامية حول رؤية مشتركة.
لماذا يجب أن نتحرك الآن؟
من جانبه، أكد الدكتور حسين عبد العال، الأمين العام لهيئة أمة واحدة، في كلمته أن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم اليوم توفر فرصة تاريخية للأمة الإسلامية لإعادة تموضعها على الساحة الدولية.
وقال إن انهيار الهيمنة الغربية وتراجع نفوذها السياسي والعسكري، إلى جانب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، يفتح الباب أمام مشاريع جديدة وتحالفات بديلة، يمكن للأمة الإسلامية أن تكون جزءًا منها.
وأضاف أن الأمة تشهد اليوم صحوة سياسية وروحية، حيث أعادت معركة طوفان الأقصى تعريف معادلات الصراع، وأثبتت أن الإرادة القوية تستطيع إحداث تغيير حقيقي، تمامًا كما فعل صمود غزة، ونجاح طالبان في أفغانستان، واستمرار الحراك الثوري في أكثر من بلد إسلامي.
لكنه حذر من أن الفرص التاريخية لا تنتظر أحدًا، وإذا لم تتحرك الأمة الآن، فسيتم فرض مشاريع تُكرس تبعيتها وتُعيق نهضتها.
التحديات والعوائق أمام المشروع الإسلامي
تناول الكاتب عامر عبد الرحيم، رئيس دائرة الشؤون البرلمانية بمركز حريات، أهم العوائق التي تواجه المشروع الإسلامي، وأبرزها الحرب على الوعي، والانقسامات الداخلية، والتعامل مع القوى العالمية.

وقال إن الإعلام العالمي يعمل على تشويه المشروع الإسلامي وربطه بالعنف والتخلف، وهو ما يتطلب إعلامًا قويًا يعيد صياغة الرواية الإسلامية ويرد على حملات التشويه.
أما عن الانقسامات الداخلية، فأكد أنها تُعيق النهضة، لكنها قد تكون مصدر قوة إذا أُديرت بشكل صحيح، مطالبًا بضرورة تجاوز الصراعات الجزئية والتركيز على الأهداف الكبرى، مثل تحقيق العدل، والحرية، والاستقلال الحضاري.
إطلاق ثلاث مبادرات استراتيجية
شهد اللقاء إعلان ثلاث مبادرات استراتيجية، تهدف إلى توحيد جهود الإسلاميين حول مشاريع عملية، وهي:
- 1. إطلاق “منصة إسطنبول للحوار الإسلامي”
• ستكون هذه المنصة منبرًا مفتوحًا للحوار والتنسيق بين التيارات الإسلامية.
• ستعمل على إنتاج الأفكار والمشروعات الإسلامية المشتركة، وتحليل الأوضاع الإقليمية والدولية.
- 2. مشروع استئناف الحضارة الإسلامية – فرصة القرن
• يهدف إلى بلورة رؤية إسلامية موحدة لمستقبل الأمة.
• يتضمن إطلاق مشروعات فكرية وسياسية وإعلامية تدعم استقلال الأمة.
- 3. حملة “لا للتهجير.. لا للتطبيع.. لا للحصار”
• تهدف إلى رفض تهجير الفلسطينيين، والتصدي لمشاريع التطبيع، والعمل على كسر الحصار عن غزة.
• ستكون الحملة صرخة موحدة من إسطنبول إلى العالم الإسلامي، بأن الأمة لن تقبل بتهجير شعب فلسطين، أو شرعنة الاحتلال، أو خنق المقاومة.

نصرة غزة وعدم الاكتفاء بالبيانات
في كلمته، شدد الدكتور نواف التكروني، رئيس هيئة علماء فلسطين، على ضرورة التحرك الفوري لنصرة غزة، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، مؤكدًا أن الوقت لم يعد يحتمل مزيدًا من التخاذل.
وقال إن غزة لم تعد تخوض معركتها وحدها، بل هي في طليعة معركة الأمة كلها، ومن الواجب على الجميع دعمها بكل الوسائل الممكنة.

دعوة إلى العمل المشترك
أكد الحاضرون أن الأمة تمر بمرحلة فارقة، تتطلب تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف، وتحويل الرؤى إلى مشروعات عملية.
وأكدت الكلمات الختامية أن مستقبل الأمة لن يصنعه التمني، بل التخطيط والعمل الجاد، داعين الجميع إلى التفاعل مع المبادرات المطروحة، والمساهمة في إنجاحها، ليكون هذا اللقاء انطلاقة فعلية لمشروع نهضوي إسلامي جديد.
“إننا اليوم أمام فرصة تاريخية، فإما أن نستثمرها بحكمة، أو نخسرها كما خسرنا غيرها.. والموعد مع التاريخ لا يُعاد مرتين”.
من أبرز محاور الحفل، كان الإعلان عن مشروع استئناف الحضارة الإسلامية، والذي تم تقديمه من خلال عرض برومو مرئي يسلط الضوء على الفرصة التاريخية المتاحة الآن لإعادة بناء الحضارة الإسلامية.

ودعا المشروع إلى تضامن كل التكوينات الإسلامية – فكرية، وسياسية، وإعلامية، واقتصادية – لاستثمار هذه اللحظة الحاسمة، والعمل على بلورة رؤية استراتيجية موحدة، تواكب التحولات العالمية، وتؤسس لاستئناف الحضارة الإسلامية.
وأشاد الحضور بأهمية هذا اللقاء في تعزيز جسور التعاون بين مختلف التيارات الإسلامية، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك، مؤكدين أن إسطنبول تمثل اليوم مركزًا استراتيجيًا يمكن أن ينطلق منه مشروع نهضوي جديد يعيد توحيد الأمة.
عدم تفويت الفرصة
في ختام الحفل، أكد المتحدثون أن الأمة أمام فرصة نادرة لاستعادة نهضتها، وأن التحولات العالمية تفتح الباب أمام المسلمين لاستعادة زمام المبادرة.
ودعوا الجميع إلى تحويل الأفكار المطروحة إلى برامج عملية، والانخراط في المبادرات المطروحة، سواء عبر منصة إسطنبول للحوار الإسلامي، أو مشروع استئناف الحضارة الإسلامية، أو حملة لا للتهجير.. لا للتطبيع.. لا للحصار.

وخلص الحفل إلى أن المستقبل لن يُمنح للأمة الإسلامية، بل عليها أن تصنعه بوعيها ووحدتها وعملها الجاد، وأن اللحظة الراهنة لا تتحمل مزيدًا من التخاذل أو التردد، بل تتطلب الجرأة في اتخاذ المواقف، والجدية في التنفيذ، والاستعداد لتحمل المسؤولية التاريخية.
حضور بارز للجاليات العربية والإسلامية
شهد الحفل حضورًا واسعًا لعدد من رموز الجالية العربية والإسلامية في إسطنبول، وفي مقدمتهم ممثلون عن الجاليات المصرية، والفلسطينية، والسورية، والسودانية، واليمنية، والعراقية، والأفغانية، والإريترية فضلا عن التركية ما يعكس أهمية هذا اللقاء في توحيد جهود الإسلاميين من مختلف الخلفيات والمناطق.










