في قبضة المقاومة وما خفي أعظم

profile
رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والامني
  • clock 6 يونيو 2021, 9:52:01 م
  • eye 3008
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ما شاهدناه في قبضة المقاومة يبعث علي الفخر بمقاومة غزة المحاصرة ورجالها فهم من نجح في هذا التحدي نجاحا تجاوز كل معايير صراع القوى،

 احداث ووقائع يكشف عنها القسام تستنزف روح (إسرائيل) وأعصابها وثقتها في ذاتها .

يعد الظهور الاعلامي الاول لنائب قائد اركان المــقاومة مــروان عيسى في برنامج "ما خفي أعظم" 

الذي يقدمه تامر المسحال على قناة الجزيرة مساء اليوم الأحد للحديث حول كواليس صفقة وفاء الاحرار التي انجزت في 2011،

 تأكيد على أهمية تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي لدى حـــماس، التي سعت منذ انطلاقتها عام 1987،

 وإلى يومنا هذا على العهد مع شعبها وأسراها بتبييض السجون بما لديها من جنود في غياهب وحدة الظل القــسامية.

سبق لصحيفة "معاريف" العبرية قالت "على الشعب الفلسطيني أن ينحني لرجليْن أو ثلاثة دوّخوا المخابرات الإسرائيلية 

والعالمية التي سعت لمعرفة مكان شاليط بكل الوسائل لكنها عجزت عن ذلك"، فى إشارة قوية لقائد كتائب القسام الشهيد أحمد الجعبرى الذى رافق شاليط عند تسليمه للجانب المصرى، 

والقائد مروان عيسى  "الشبح" الذي يعتبره الاحتلال محرك ومرجعية العمل العسكري في حماس فضلاً عمّا يحوزه من قدرات على المناورة، 

ووفقاً لوصف أحد الضباط الإسرائيليين، فإن لديه قدرة «على لحام البلاستيك بالمعدن» (دلالة على صنع المستحيل).

حديث القائد البطل مروان عيسى في برنامج "ما خفي أعظم" يؤكد ان حركة حماس والمقاومة قادرة بصُمودها، 

وقِتالها الشّرس، ونفسها الطّويل، سواءً في ميادين المُواجهة العسكرية، أو على مائدة المُفاوضات الغير مباشرة على 

إخضاع اسرائيل للقبول بشروط المقاومة، ويرسخ مبدأ تعامل المقاومة مع الاحتلال فبالقوة نقاوم ونفاوض الاحتلال الإسرائيلي، 

وحينها نقاوم ونفاوض من موقع القوة، لأن المحتلين عبر التاريخ كله لم يُسَلموا للشعوب بالحق في الحرية أو الاستقلال دون مقاومة.

المقاومة راكمت نضج ووعي تجلى في ادارة معركة سيف القدس مع الاحتلال بذكاء واتزان، 

وتكتيك محسوب سواء عسكرية او نفسية وتكامل ادوار وتنسيق عالي المستوي بين كافة ازرع المـــقاومة المختلفة، 

وان ما راكمته وامتلكته خلال السنوات الماضية من نقاط القوة سواء على صعيد الوسائل النوعية أو الأسلحة المبتكرة،

 قد اوصلها  لدرجة ان تضع بدائل وازنة لاتخاذ القرارات والسيناريوهات لتجعل تهديداتها واقعا على الاراض.

ان عملية أسر شاليط كانت معركة عسكرية امنية وعملا فدائيا متواصلا، فلم تنته عملية الوهم المتبدد، 

عند أسر الجندي شاليط ،بل استمرت المعركة مفتوحة في جولات التفاوض ، بل كانت أشرس في ميدانها الأمني والاستخباري، 

حيث الاحتفاظ بالجندي شاليط في قطاع محاصر ، ومحاط بالدبابات ومغطاة سماؤه بطائرات التجسس الصهيونية،

 ولم تفلح مخابرات العدو بالحصول على معلومة واحدة عن شاليط ومكان تواجده ،

 وقد استطاعت المقاومة قيادة وإدارة تلك العملية المعقدة في كل تفاصيلها بتحقيق انجاز وطني كبير ،

 كسر إرادة الجلاد الصهيوني التي هدفت إلى تركيع شعبنا عبر سياسية الاعتقال والمؤبدات الصهيونية.

اشارات القائد مروان عيسى لصفقة وفاء الاحرار  الاولى، تنطوي على دلالات عدّة ذات صلة وثيقة بمغزاها الجوهريّ، 

فهي كرست واقعا سيتحكّم في عمليّات التّفاوض لإنجاز صفقة وفاء الاحرار الثانية، لأنّها كسرة سياسة "إسرائيل" باستحالة الإفراج عن معتقلين "أيديهم ملطّخة بدماء الإسرائيليّين"، 

في سابقة تفاوضية فريدة، وبقواعد تفاوضية جديدة في ظل واقع أمني وعسكري وسياسي معقد لا تنطبق عليه النظريات السياسية وموازين القوة في أي معركة .

بالرغم من ان الاحتلال استخدم مع المقاومة كل قدراته العسكرية والاستخباراتية والمفاوضات والوساطات والقنوات السرية والعلنية، 

ووسائل واساليب الضغط والترهيب، ووظف كل خبراته التفاوضية وتجاربه السابقة في صفقات التبادل مع جهات عربية وفلسطينية،

 وجندت علاقاتها الدولية والدبلوماسية، فلم ينجح بكسر ارادة وعزيمة المقاومة التي استخدمت سلاح النفس الطويل، 

واصرت على تحقيق الاهداف التي رسمتها قيادة المقاومة إلى ان تم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط بشروط المقاومة.

المقطع الصوتي لأحد جنود الاحتلال الاسرائيلي لدى القسام والذي يتحدث فيه الجندي بوجوده في الاسر لدى القسام ويطالب بالعمل على استعادته، 

لها ما بعدها وستكون سببًا في إثارة الرأي العام الإسرائيلي -خاصة ذوي الجنود المأسورين في غزة- ضد الحكومة سواء الحالية أو الجديدة.

 فالمقاومة اكتسبت خبرة في التعامل مع الاحتلال في قضية تبادل الأسرى وهي تعلم أن البعد النفسي عامل مهم في تحريك العملية،

 إضافة لتحريك الرأي العام داخل المجتمع الإسرائيلي

المقطع الصوتي لأحد الجنود  يمثل صفعة قوية على وجه نتنياهو الذي يعمل على تضليل الشارع الإسرائيلي عندما يصر 

أن الجنديين قتلا وهو يريد إعادة جثمانيهما إلى ذويهم وهو يجهل مصيرهم ولا توجد لديه معلومات حقيقية عن حقيقة أسرهم ،

 وهل هم أحياء أو أموات ؟ الكشف في هذا الظرف والسياق بعد معركة "سيف القدس" يعطي زخماً جديداً ويبرز جانباً مهماً من فلسفة المقاومة وعقيدتها القتالية،

 وقدرة المقاومة والقسام على اتخاذ القرار الشجاع والمضي في تحمل تبعاته وتحقيق أهدافه حتى النهاية.

ان المقاومة الفلسطينية باتت تمتلك أدوات تفاوض جديدة غير تلك الأدوات التي ينتهجها المفاوض الفلسطيني،

 أدوات تستثمر كل أوراق القوة التي يمتلكها شعبنا العظيم، مما جعلها في وضعية مريحة، و أنها هي صاحبة القوة القتالية المؤثرة ، 

وأن أي صفقات وحلول ستفرض على شعبنا لا يمكن أن تتحقق ما بقي المفاوض الفلسطيني مقاوما يتمسك بسلاحه وبإرادة شعبه، فالمقاومة لا ترضى بالقشور.

اليوم يشعر الشعب الفلسطيني في كل مكان بالفخر والاعتزاز بالمقاومة وهو يرى انجازاتها تتحقق في كل ميادين المواجهة مقاومة دفعت دماء قادتها وأبنائها الأبطال من 

أجل ان يخرج الأسرى رغم أنف الاحتلال وبإرادة فلسطينية مقاومة فلم يعد قفل الزنزانة بيد الصهيوني وحدة 

وسيأتي اليوم واللحظة التي يسقط هذا القفل من اليد الصهيونية فلم تعد تتحكم به ليقول المقاوم كلمته ويخرج أسرانا بالهمات الشامخة والجباه الشماء.

موضوعات قد تهمك:

١٤٧ شبكة ومنظمة حقوقي تطالب باحترام حقوق الشعب الفلسطيني

بالصور : مسيرة قوارب تركية لإحياء ذكرى "مرمرة" ودعم فلسطين

54 عاماً على النكسة.. والفلسطينيون أكثر إصراراً على الحرية


التعليقات (0)