- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
قراءة إسرائيلية في تهديدات "حماس" بأسر المزيد من الجنود
قراءة إسرائيلية في تهديدات "حماس" بأسر المزيد من الجنود
- 10 يناير 2022, 8:18:19 ص
- 519
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتواصل النقاشات الإسرائيلية الداخلية حول أسباب تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وبين تل أبيب، ورد فعل المقاومة الفلسطينية تجاه التلكؤ الإسرائيلي، وتحديدا بعد استقالة المسؤول الإسرائيلي عن هذا الملف، بسبب تضييع حكومة الاحتلال "فرصتين" مع حركة حماس.
وتزايدت مخاوف الاحتلال بعد تهديدات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين، ووجود خطط عملياتية جاهزة لتنفيذ هذه التهديدات داخل فلسطين وخارجها.
جاكي خوجي محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية، ذكر في مقال نشرته صحيفة "معاريف" أن "قادة حماس يهددون بأن رجالهم سيجبرون إسرائيل على إطلاق سراح أسراهم في سجونها، رغم إرادتها، وإذا لم تقتنع، فستزيد حماس عدد الأسرى الإسرائيليين لديها عبر أذرعها المنتشرة في كل مكان".
وتابع خوجي بأن هذه التهديدات جاءت وسط "حالة لامبالاة بالمجتمع الإسرائيلي، تجاه مصير غولدين وشاؤول ومانغستو والسيد، ولم تعد تملك عائلاتهم أي بطاقة للضغط على الحكومة للترويج لصفقة التبادل".
تعثر المفاوضات
وأضاف أن "دافع حماس لخطف جنود إسرائيليين أحياء ما زال قائما، لأنها تعتقد أنه بدون ذلك فلن تبتعد إسرائيل عن مواقفها، وستمر السنين دون إبرام الصفقة، وهذه حقيقة تدركها حماس جيدا، في ضوء أن الطرفين دأبا على التمسك بمواقفهما منذ سنوات، ودون تغيير، رغم ما يبذله الوسطاء المصريون من جهود كبيرة لإنجاز الصفقة".
ورأى خوجي أن مصر لديها احتياجات ومصالح متنوعة في علاقاتها مع تل أبيب، "ولكن مع تعثر مفاوضات تبادل الأسرى، فإنهم يميلون لبذل جهودهم في أماكن أخرى".
وتشير أجواء الإحباط في إسرائيل من عدم استعادة أسراها دون الاستجابة لمطالب حماس ومواقفها، إلى أن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى عالقة، وغير موجودة من الأساس، وهذا الإحباط يعني أن الحل الوحيد أمام حماس في غياب قناة دبلوماسية جادة، يتمثل في اختطاف جندي آخر لمساومة إسرائيل، التي ينبغي لها التعامل مع تهديدات قادة حماس على أنها تحذير من الاختطاف، وتأخذها على محمل الجد، وليس التهديد فقط.
مع العلم أن إسرائيل تعتقد أن حماس لم يصدر عنها مثل هذه التهديدات المتواترة بشأن اختطافات جديدة منذ 15 عاما، ما يعني أن الحركة تريد أن تضع يديها على "الفريسة"، ولعلها تريد إنجاز صفقة التبادل بأسرع وقت ممكن، كي لا يبقى هذا الملف عالقا، دون إنجاز، وبالتالي فقد يتحول إلى عبء عليها.
يوني بن مناحيم الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، ذكر في مقال نشره "موقع نيوز ون" أن "تهديدات حماس الأخيرة تهدف إلى تسريع المفاوضات لإتمام صفقة تبادل الأسرى".
رسالة تحذيرية
واستدرك بن مناحيم قائلا: "لكنها في الوقت ذاته تخوض نقاشا داخليا حول ما إذا كانت ستختطف إسرائيليين في الخارج، في سياسة معاكسة لكل ما دأبت عليه في السنوات السابقة، لكنها قد تضطر لذلك للتعامل مع ضغوط الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعائلاتهم".
وأضاف أن "رغبة حماس بتسريع الاتصالات غير المباشرة مع إسرائيل، عبر المخابرات المصرية، من أجل صفقة تبادل أسرى، اصطدمت بوصول الاتصالات إلى طريق مسدود، وآخرها رفض إسرائيل لاقتراح حماس الأخير الذي طالب بإطلاق سراح المئات من كبار الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة، في محاولة لتكرار صفقة شاليط عام 2011".
وتعتقد تل أبيب أن تهديدات قادة حماس الجديدة إنما تبعث برسالة تحذيرية، وفي نفس الوقت رسالة طمأنة للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، بأن الحركة تعمل بلا كلل لإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال، بما في ذلك تنفيذ خطة لخطف المزيد من الإسرائيليين، كي يكونوا بمثابة أوراق مساومة جديدة لصفقة تبادل الأسرى".
ويحاول الإسرائيليون الربط بين هذه التهديدات الجديدة لقادة حماس من جهة، ومن جهة أخرى كشف جهاز الأمن العام- الشاباك، على بنية تحتية كبيرة لحركة حماس في الضفة الغربية، خططت لسلسلة من الهجمات المسلحة في القدس والضفة الغربية، ومن بينها تنفيذ عمليات اختطاف، ومزاعم الاحتلال بتوفير مليون دولار مقابل تنفيذ كل عملية خطف، وتسليم مئات آلاف الشواقل كدفعة أولى لتحفيز الهجوم، لكن تم القبض على المنفذين قبل أن يتمكنوا من تنفيذ خطتهم.
في الوقت ذاته، تتزامن تهديدات قادة حماس وفق ما تذكره المحافل الإسرائيلية، بما شهدته غزة من مناورات بمناسبة الذكرى الـ34 لتأسيس الحركة، حيث نفذ مقاتلو جناحها العسكري مناورة للتسلل للمستوطنات عبر الأنفاق والبحر، واحتلال مستوطنات وقواعد الجيش، واختطاف مستوطنين وجنود، وسط تأييد الشارع الفلسطيني لهذه المساعي التي تبذلها حماس، ووجود حالة من حشد التأييد الشعبي لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ووقوعه في صلب الإجماع الوطني الفلسطيني.
عربي 21