- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
قصة قصيرة .. علي محمد علي " أعتذر لكم جميعًا "
قصة قصيرة .. علي محمد علي " أعتذر لكم جميعًا "
- 1 يونيو 2021, 2:30:30 ص
- 1100
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إن أبي بدأ ينظر إلي نظرات مريبة ، وأرسل أمي ورائي أكثر من مرة لاستدراجي ، إنني أموت في اليوم ألف مرة ، وهذا العار الذي قرَّ في أحشائي ، أشعر بيديه تمتد في الليل محاولة خنق عنقي وأنا نائمة ، لهذا السبب لا أنام ولا تقرَّ عيني ، بينما أنت تغطُّ في سبات عميق ، إنني أدفع كل يوم ثمن أكاذيبك و وعودك الخادعة من دمي أو قل من حرقة دمي ، وأنت كل همك مقابلتي واستهلاكي وتكرار نفس السخافات ، تلهو وتعبث بجسدي كأني مستباحة ، أو جارية رخيصة ، ولا أملك حتى حق الإعتراض ، فإن فعلت وتمنعت أعطيتك ذريعة للتملص من وعدك لي ، إن عقدة الذنب تحرق أعماقي كلما إعترض وجه أبي عيني ، وكلما ابتسمت لي أمي لتهدأ من ذلك الفزع المستمر في نظراتي ، يا إلهي ماذا فعلت أنا بهما و نفسي ؟ فتلك الوردة ، ريحانة الحي ، يُمتص رحيقها كل يوم ، وتزبل وستأتي لحظة لا محالة ؛ لتسقط من عودها الشامخ ، حينها ستبحث عن وردة أخرى ولا يهمك إختلاف العطر ،
أما وقد شعرت اليوم بنبضات الخزي بأحشائي كأنها رصاصات ، فماذا أنت فاعل يا هذا غير مراودتي عن نفسي كل مرة ، لم يعد هذا حلًا مقبولًا ولا معقولًا ، إن الوقت صار تجمعًا دمويًا داخلي ، قابل للإنفجار في أي وقت ، إن خيية أملي فيك كفيروس تمكن من فريسته وتناسخ ملايين المرات ، وإنها لقاتلة ، إنني قبلك كنت فراشة أتفاخر بألواني الزاهية ، أتنقل فرحة في الهواء الطلق ، الآن بهتت ألواني ، و أخاف من الطيران حتى لا يفضح بهتاني ، لقد سقطت في نارك ولا سبيل للخروج إلا الموت ، الآن جئت تبشرني باتفاقك مع سفاح يحمل شهادة الطب ، ليس هذا يا هذا ما إنتظرته منك ، وتحملت من أجله المذلة ، جئت تخيرني بين قتل ما في بطني أو قتلي ، نعم قتلي أؤجل فيه بالكاد ، لم تعد هناك فائدة من تذكيرك بوعود كنت قد أقسمت لي عليها بدمك ، إن الحديث عنها بات نكات بايخة ، سأفكر سريعًا _ فما عاد عندي رفاهية الوقت _ وأعطيك قرار .
إتخذت قراري يا عزيزي ، من يقتل نفسًا يقتل نفسين ، يالا صدمتي فيك ، دعني أذهب أودع من أحبوني ، وأتأمل وجه أبي للمرة الأخيرة ، وأملأ صدري برائحة أمي المفضلة لدي منذ الصغر أيضًا للمرة الأخيرة ، وأتودد لإخوتي حتى يذكروني بشيء جميل ، قبل أن يلعنوني ، للمرة الأخيرة ، وأنظر بفخر لشموخ أعمامي وطهر إخوالي للمرة الأخيرة ، وأضحك وأمرح مع بنات ونساء الحي للمرة الأخيرة ، وأترك رسالة للجميع ، أوضح لهم أني أحبهم جميعًا وندمت على فعلتي ، وأوضح لهم أيضًا أني غرر بي للمرة أيضًا الأخيرة ، وأخيرًا ذهبت إليه لأسلم له نفسي للمرة الأخيرة ، فإذا به فوق بائسة أخرى ، فقررت مع نفسي أن من يقتل نفسين يقتل ثلاثة ، لكني أضفت جملة واحدة على رسالة أبي ، الآن يا أبي غسلت عارك وأزلت الوسخ الذي سببته على ثوبك الأبيض .