- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
قصيدة أمل .. الشاعر أحمد بخيت
قصيدة أمل .. الشاعر أحمد بخيت
- 23 أبريل 2021, 5:19:58 ص
- 6198
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أمل
تَدرينَ ما كانَ؟ لو تَدرينَ ما كانَا
كُنَّا نُقايِضُ بالأحزانِ أحزانَا
وكانت اللَّوْحَةُ البيضاءُ شاحِبَةَ
المعنى ، ولا يجدُ الرَّسَّامُ ألوانَا
بحثًا عَنِ اللَّونِ فرَّ العُمْرُ مِنْ يَدِهِ،
حَتَّى رأى اللَّوْنَ والفرشاةَ شريانَا
فَمَنْ يُجيبُ سؤالَ الشَّمسِ لو سَألَتْ
هَلْ نستعيدُ خُطانَا أمْ خَطايانَا؟
كُنَّا ضَحيَّةَ أحلامٍ نطارِدُها
أمْ أنَّ أحلامَنَا كانت ضَحايانَا
في كُلِّ قِصَّةِ حُبٍّ، قِصَّتا ألمٍ
وشاعرٌ لمْ يَجدْ دمعًا فأبكانَا
ومطربٌ عاطفيٌّ لمْ يَجدْ عملًا
إلَّا الأغاني التي تُحْصِي شظايانَا
حَتَّى بريقُ المرايَا، سوفَ يَسألُنا
عَنِ الشُّحوبِ الذي يكسُو مرايانَا
حَتَّى الثِّيابُ التي كانت بِمَوْعِدِنَا
تكادُ تنطقُ ألوانًا وخيطانَا
على المَشاجِبِ رهنَ الصَّمتِ مطفأةٌ
كأنَّمَا فارَقَتْ .....أهلًا... ،وأوطانَا
والذِّكرياتُ التي تبكينَ كثرتهَا
غدًا ستبكينَ، لو تَزْدادُ نُقْصانَا
لا يَسْتَوِي في عيونِ العَاشِقَيْنِ بُكًا
فليسَ مَنْ عَزَّ في الذِّكرى كَمَنْ هانَا
وَرُبَّ وَجْهٍ مِنَ الماضي تَراهُ غَدًا
تُوليهِ ظِلَّكَ إِشْفَاقًا وإِحْسانَا
وَرُبَّ وَجْهٍ مِنَ الماضي تَراهُ غَدًا
تُعْطِيْهِ كُلَّكَ تَعويضًا وقُرْبَانَا
أسطورةُ العاشقاتِ السَّبْعِ خالدةٌ
أيلولُ لا يمنحُ العُشَّاقَ سُلْوانَا
نَهارُ صيفٍ قديمٍ باعَ مِعْطَفَهُ
يَلقى الشِّتاءَ ويلقَى اللَّيلَ عريانَا
أيلولُ يأتي ويَمضِي،دونَ أسئلةٍ
لمْ يَتَّهِمْنَا، ولم يَحْفِلْ بِمَرْآنَا
ماذا تريدينَ مِنْ أيلولَ سَيِّدتي
ما دامَ آذارُ ما أَهْدَاكِ بُستانَا؟
إنَّا قضاةُ اللَّيالِي ثَمَّ أسئلةٌ
في شارِعِ الشَّمسِ نَخْشَاهَا وتَخْشانَا
يكادُ يسألُ فينا النَّاسُ خَالِقَهُمْ
أمَا خَلَقْتَ لهمْ يا ربِّ أجفانَا؟
وقفٌ على الحزنِ مَنْ يأبَى الوقوفَ
لهُ لو لمْ تقِفْ راضيًا أُوقِفْتَ إذعانَا
فلا تُصدِّقْ غرورَ القوْلِ، لا أحدٌ
يجتازُ بوَّابَةَ الأحزانِ مجَّانَا
في الحزنِ، شُبْهَةُ شَكٍّ، ظِلُّ مَعصيةٍ
لكنَّهُ يجعلُ الإنسانَ إنسانَا
اجْلِسْ بآخِرِ صفٍّ وابتسمْ فرحًا
يا حُزْنُ واحْمِلْ لنا وردًا ونِسيانَا
أنا بعيدٌ بعيدٌ عَنْ أصابِعِهَا الـ
عصفورِ عَنْ صوتِهَا المبحوحِ أغصانَا
عَنْ رقصةِ الضَّوءِ عَنْ نهرٍ وعَنْ مطرٍ
وعَنْ "أُحِبُّكَ أزمانًا وأكوانَا"
وعَنْ ثلاثينَ عامًا كنتُ أحسَبُها
تكفي لكيْ يشبعَ الأطفالُ أحضانَا
كبرتُ أكثرَ مِنْ هذا بلا سَبَبٍ
وكُلَّما ازددتُ حزنًا زِدتُ عِرفانَا
لعلَّ أصْدَقَ ما قَالَتْهُ سَيِّدةٌ
إِنِ اسْتَطَعْتَ تَعلَّمْ كيفَ تنسانَا
أنا وحزني ذَنْبٌ، سوفَ تَحْمِلُهُ
ولستُ ربًّا لكيْ أُهْدِيْكَ غُفرانَا
قَدْ لا يَجيءُ غَدٌ أوْ لا أجيءُ غَدًا
أحِبَّنِي الآنَا أوْ فَاقْتُلْنِيَ الآنَا
واليأسُ يهمسُ في المقهى بِبَسْمَتِهِ
الصَّفراء ما زلتَ مَدْعُوًّا لِمَقْهَانَا
كقاطِعٍ لطريقٍ لمْ يُحِبَّ، ولمْ
يُحَبَّ يومًا، فأمْضَى العُمْرَ خَوَّانَا
كخطوةٍ حُبِسَتْ عَنْ سيرِهَا يَبِسَتْ
في نفسِهَا أنِسَتْ سِجنًا وقُضبانَا
يا يأسُ يا بطلَ الدُّنيا وباطِلَها
لا أنتَ نحنُ ولا دُنياكَ دُنيانَا
لولا الشِّفاهُ التي تُسْقَى وما رويت
مِنَ الحنينِ لَظَلَّ الماءُ عطشانَا
لو أنَّ راحَتَها البيضاءَ تلمسهُ،
قلبي، لَرَتَّلَتِ الدَّقَّاتُ قرآنَا
للحُبِّ أنْ يرتديْ "البَبْيونَ" مبتسمًا
أوْ يكتفيْ بثيابِ البيتِ أحيانَا
وأنْ يغرِّدَ في "المترو" بلا سَبَبٍ
وأنْ يسيرَ كطاووسٍ ليلقانَا
مُتوَّجًا وفقيرًا، مرهَقًا شَجِنًا
وطائِشًا وجُنونيًّا وفَنَّانَا
أغلى هدايا السَّما للواثقينَ بها
ونحنُ لا نَتَخَلَّى عَنْ هدايانَا
كقائِدِ "اللحنِ " أنتَ الآن عازِفُهُ
فاتْبَعْ عصاهُ، فوقتُ العزفِ قَدْ حانَا