تكبير الخط تصغير الخط

قال مسؤولون خليجيون إن قطر والإمارات بصدد استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما، ورجح أحدهم أن يتم ذلك خلال أسابيع، وذلك بعد مرور ما يزيد على عامين على قرار دول عواصم عربية إنهاء مقاطعتها للدوحة.

وردا على سؤال من "رويترز"، قال مسؤول إماراتي طلب عدم نشر اسمه، في بيان: "يعمل البلدان حاليا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بما يتضمن إعادة فتح سفارتيهما".

وتابع أن "السياسة الخارجية لدولة الإمارات تركز بشكل أساسي على بناء الجسور والتعاون الاقتصادي وخفض التصعيد في المنطقة".

كما أفاد مكتب الإعلام الدولي في قطر، في بيان، بأن "العمل جار لإعادة فتح السفارتين المعنيتين في أسرع وقت ممكن".

وتوقع مسؤول خليجي، طلب عدم الكشف عن هويته، إعادة فتح السفارتين وتعيين سفيرين جديدين بحلول منتصف يونيو/ حزيران (المقبل)، فيما قال مصدر رابع إن العلاقات الدبلوماسية ستستأنف بالكامل خلال أسابيع.

وأردف أن "المسؤولين القطريين والإماراتيين وافقوا أواخر الشهر الماضي على إعادة العلاقات الدبلوماسية، وأبوظبي أبلغت الدوحة باسم مبعوثها، وقطر لم تفعل المثل بعد".

وفي العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع، وضع عمال أرصفة جديدة أمام القسم القنصلي في سفارة الإمارات، ويبدو أن أشجار نخيل زُرعت في الحديقة في الآونة الأخيرة، وعلى الجانب المقابل من الشارع نفسه، بدا مبنى آخر تابع للسفارة مهجورا إذ تُركت حديقته دون تشذيب ونوافذ طابقه العلوي مفتوحة، وفقا للوكالة.

الأزمة الخليجية 

وشهدت العلاقات بين الإمارات وقطر تحسنا العام الماضي والتقى زعيما البلدين وجها لوجه.

وفي منتصف عام 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر بشكل كامل متهمة إياها بدعم الإرهاب، في إشارة إلى جماعات إسلامية وتقربها لإيران، وهو ما نفته الدوحة واتهمت الدول الأربع بمحاولة مصادرة قرارها السيادي.

وكانت الرياض والقاهرة أول من أعادتا تعيين سفيرين في الدوحة عام 2021، بعد اتفاق قادته السعودية لإنهاء الخلاف أوائل العام ذاته، في حين أعلنت البحرين الأسبوع الماضي أنها قررت إعادة العلاقات الدبلوماسية.

وباستثناء البحرين، أعادت جميع الدول بالفعل روابط التجارة والسفر مع قطر أوائل 2021، بينما قالت الإمارات إن استئناف العلاقات الدبلوماسية سيستغرق بعض الوقت.

مصالحات المنطقة

وتأتي استعادة العلاقات المرتقبة بين قطر والإمارات وسط مساعٍ أوسع للمصالحة في المنطقة، إذ اتفقت إيران والسعودية، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، على استئناف علاقاتهما، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنها يتصارعان على النفوذ في المنقطة عبر وكلاء في دول منها اليمن ولبنان والعراق، مما هدد الاستقرار في الخليج.

كما تحركت دول عربية، منها السعودية ومصر، لإنهاء عزلة استمرت عقدا من الزمن لرئيس النظام السوري بشار الأسد (حليف إيران) بسبب حملة قمع عسكرية لاحتجاجات شعبية اندلعت في 2011 للمطالبة بتداول سلمي للسلطة، مما زج بالبلاد في حرب أهلية مدمرة.

وفيما يتعلق باليمن، أجرت جماعة الحوثي والسعودية جولة محادثات سلام قبل أيام وتبادل الجانبان مئات الأسرى، في خطوة مهمة لبناء السلام في صراع يُنظر إليه على أنه واحد من عدة حروب بالوكالة بين السعودية وإيران. ومن المتوقع إجراء المزيد من محادثات قريبا لإنهاء حرب مستمرة منذ تسع سنوات في اليمن الجار الجنوبي للسعودية.