- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
كيفية علاج الضغط النفسي
التطوّر التّكنولوجيّ الهائل الّذي يرافقه تسارع وتيرة الحَياة وزيادة ضغوطات العمل جعل الإنسان أسيرًا لكثيرٍ من الضّغوطات الّتي تؤرّقه،وتسلب منه صحّته وعمره، فصار يجد نفسه فريسةً سهلةً للتوتّر النفسيّ والعصبيّ، وبهذا يعاني من الأرق، والآلام العضويّة المختلفة،
والأعراض السلوكيّة والنفسيّة والاجتماعيّة المُرتبطة بالضّغط النفسيّ، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى الاكتئاب، إنّ هذه الأمور كلّها ما هي في الواقع إلا أعراضٌ للضّغط النفسيّ.
تعريف الضّغط النفسيّ:
إنّ الضّغط النفسيّ هو ذلك الشعور السلبيّ الذي يُصيب الإنسان عند التعرُّض للضّغوطات التي تفوق قدرته على التحمُّل،
وهو يختلف في نوعه وشدّته من شخصٍ إلى آخر؛ تبعاً لشخصيّة الإنسان وقدرته على التحمّل، ومن الجدير ذكره أنّ النّسبة القليلة من الضّغط النفسيّ تُعدّ أمراً جيّداً؛
فهي تدفع الشّخص عادةً لخوض التحدّيات، أو إنجاز الأمور المهمّة، أو اتّخاذ القرارات اللحظيّة، والتّحضير للامتحان مثلاً،
ولكن إن تجاوز هذا الضّغط النفسيّ حدوده فإنّه سيعطي أثراً عكسيّاً، خصوصاً إذا استمرّ لفترةٍ طويلةٍ، مسبّباً بذلك الكثير من المشاكل الصحيّة والنفسيّة والعاطفيّة.
يستجيب الجسم تلقائياً لكلّ ما يتعرّض له، وفي حالة الضّغط النفسيّ والخطر المُحدِق فإنّه يستجيب إمّا بالإقدام وإمّا الهرب،
فعند التعرّض إلى أمرٍ مفاجئٍ يشكّل ضغطاً كبيراً أو خطراً حقيقيّاً، فإنّ الجسم يفرز تلقائياً هرموناتٍ معيّنةٍ، مثل: الأدرينالين،
حيث تكون هذه الهرمونات هي المسؤولة عن الاستجابات التلقائيّة، فترفع معدّل ضربات القلب وضغط الدم؛ لتزداد كميّة الأكسجين الواصلة إلى العضلات،
وبهذا تزداد سُرعة التنفّس وكميّة التعرّق، وكل ردود الأفعال تلك تجعل الإنسان مستعدّاً للتصرّف في حالة الخطر المحتمَل، وهذا ما يساعد على البقاء والهروب من المخاطر،
أمّا ضغوط الحياة اليوميّة النّاتجة عن المشاكل الماديّة أو ضغوط العمل، فإنّها لا تسبّب بالضّرورة ردّة فعل الكرّ والفرّ، ولكنّها تؤدّي إلى إفراز الهرمونات الّتي تَزيد ضغط الدّم،
وضربات القلب، وسرعة التنفّس، وإذا ازدادت ردّة فعل الجسم تجاه هذه الضّغوطات فهي على المدى الطويل ستؤثّر سلبيّاً على صحّة الإنسان.
أعراض الضّغط النفسيّ:
رغم اختلاف قدرات الأشخاص واستجاباتهم للضغط النفسيّ، إلّا أنّ هناك أعراضاً شائعةً ومشتركةً تدلّ على أنّ الشخص يُعاني من الضّغط النفسيّ،
وقد تكون هذه الأعراض نفسيّةً، أو عاطفيّةً، أو سلوكيّةً، أو جسديّةً، أو قد يأتي منها جميعها، وهي كالآتي
الأعراض النفسيّة:
تشمل الأعراض النفسيّة القلق الدّائم والمستمر، وفقدان القدرة على التّركيز في الدّراسة أو العمل،
والإصابة باضطرابات الذّاكرة، والتّشاؤم الدّائم، والأفكار السلبيّة، أمّا الأعراض العاطفيّة فتشمل الشّعور الدّائم بالوحدة،
والتغيّرات المفاجئة في المزاج والتي لا يمكن تبريرها، والغضب والتوتّر من أبسط الأمور، والشّعور بالنّقص أو الدونيّة، والشعور بالاكتئاب.
الأعراض السلوكيّة:
يُمكن تلخيص الأعراض السلوكيّة للضغط النفسيّ في اضطرابات تناول الطّعام، مثل: فقدان الشهيّة، وتناول كميّةٍ أقلّ من الكميّة المعتادة،
أو تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من الطعام على غير المعتاد، وتشمل الأعراض السلوكيّة أيضاً اضطرابات النوم، مثل: النّوم فتراتٍ طويلةً أكثر من اللّازم،
أو النّوم المتقطّع، والأرق، والشعور برغبةٍ دائمةٍ في الانعزال، وتجنّب الآخرين، وقد يؤدّي الضّغط النفسيّ إلى تجاهل المسؤوليّات وعدم القيام بها،
وفي حالاتٍ أسوأ قد يؤدّي إلى اللجوء إلى التّدخين أو الكحول أو المخدّرات؛ للهروب من الضّغط.
الأعراض الجسديّة:
يؤثّر الضّغط النفسيّ على الجسم عن طريق الشّعور بالآلام العضويّة في مختلف مناطق الجسم،
وخصوصاً في منطقة الرّقبة والأكتاف والظّهر، أو الشّعور بالصّداع، أو آلامٍ في منطقة الصّدر، والإصابة باضطراباتٍ في الإخراج،
مثل: الإمساك أو الإسهال، والشّعور بالغثيان، والدّوخة، وفقدان الدّافع الجنسيّ، وتظهر هذه الأعراض على الأشخاص الذين يعانون من الضّغط النفسيّ،
ولكنّها قد تكون مرتبطةً بأمراضٍ أخرى، لذلك تُفضَّل زيارة الطّبيب إذا عانى الشخص من كثيرٍ من هذه الأعراض،
ويجدر ذكره أنّه في حال الإصابة بأمراضٍ معيّنةٍ فإنّ الضّغط النفسيّ يزيد أعراض هذه الأمراض، ويؤدّي إلى إلى تَدهور صحّة المَريض أكثر.
علاج الضّغط النفسيّ:
هناك نصائح يُمكن اتّباعها للتخلّص من الضّغط النفسيّ والتخفيف من حدّته، ومنها:
معرفة أكثر ما يسبّب الضّغط النفسيّ ومحاولة تغييره، أو تغيير من يَتعامل معه الشخص أو تقبّله؛ فإن كان العمل هو ما يسبّب الضّغط النفسيّ،
وكان الشخص غير قادرٍ على تغيير هذه الوظيفة، فيُمكن عندها تغيير الأفكار السلبيّة عن هذا العمل، أو تغيير ردود الأفعال تجاه ما يُسبّب التوتّر في العمل،
ومن الممكن إضافة بعض الأمور التي قد تجعل العمل مكاناً مفضّلاً؛ بحيث يصبح من الممكن تقبّل العمل، واكتساب الأفكار الإيجابيّة عنه.
أخذ نفسٍ عميقٍ عند الشعور بالضّغط؛ فالنّفس العميق وتمارين الاسترخاء لهما القدرة على خفض التوتّر، وتنظيم ضَربات القلب، وتدفّق الدّم.
التحدّث إلى شخصٍ موثوق عن الأمور والمشاكل، أو التّفريغ عنها بالكتابة، ف تفريغ المشاعر السلبيّة له دورٌ كبيرٌ في تخفيف أعراض الضّغط النفسيّ،
أمّا كبت المشاعر والمخاوف فإنّه يؤدي إلى مُفاقمة الأعراض المتعلّقة بالضّغط النفسيّ، وقد يؤدّي إلى مشاكل صحيّةٍ أكبر.
ممارسة التّمارين الرياضيّة؛ فتحريكُ العضلات، والتعرّق، وممارسة الرّياضة له أثرٌ كبيرٌ في التخفيف من التوتّر والقلق والضّغط النفسيّ، فمجرّد المشي مدّة نصف ساعةٍ يؤدّي إلى تحسين المزاج والنفسيّة.
مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات الدوريّة؛ للتأكّد من الخلوّ من الأمراض، ومعرفة إن كانت الأعراض التي يشعر بها الشّخص هي أعراضٌ ناتجةٌ عن ضغوطات الحياة اليوميّة،
وهذا بحدّ ذاته يمكن أن يكون سبباً للتّخفيف من القلق.
تجنّب التدخين وتعاطي الكحول، والحرص على تقليل الكافيين.
الضّحك؛ حيث يساعد الضّحك على إفراز هرمون التستوستيرون وهو هرمون السعادة، ويساعد على الاسترخاء، ويحسّن تدفّق الدم في الأوعية الدمويّة، ويحسّن المزاج.
الحرص على تناول غذاءٍ صحيٍّ متنوّعٍ ومتوازن.
الحرص على زيادة الوقت المخصَّص للرّاحة والتّرفيه، والتّفكير بالعطلات، وعمل تغيير؛ فالأشخاص الذين يُعانون من
الضّغوطات النفسيّة يحتاجون إلى قسطٍ أكبر من الرّاحة والتّرفيه عن النفس أكثر من غيرهم، لذلك يجب إيجاد جوٍّ من الاسترخاء، وإسعاد النّفس بعيدًا عن جوّ الضّغوطات النفسيّة.