تكبير الخط تصغير الخط

أفادت دراسة حديثة نشرت في مجلّة "بي إم سي ميديسين" العلميّة، أنّ تناول السكّريات المضافة، قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، ولا يقتصر الأمر فقط على السكريّات المضافة، وإنّما تلك الموجودة في العصائر المحلّاة والعسل وعصير الفاكهة وغيرها.

وتوصّلت الدراسة كذلك إلى أنّ الروابط بين استهلاك الكربوهيدرات وأمراض القلب والأوعية الدمويّة، تعتمد على نوعيّات الكربوهيدرات المستهلكة، وليس فقط كميّتها.

وقيّم مؤلّفو الدراسة المنشورة، بيانات تتعلّق بالنظام الغذائيّ والصحيّ لأكثر من 110 آلاف شخص شاركوا في الدراسة الجماعيّة التي جمعت بياناتها بين عام 2006 و2010.

والمشاركون في هذه الدراسة خضعوا لتقييمين غذائيّين على الإنترنت، سجّلوا خلالها ما تناولوه من طعام وشراب لعدّة مرّات خلال فترة 24 ساعة، وبعد أكثر من 9 سنوات من المتابعة، وجد الباحثون أنّ إجمالي تناول الكربوهيدرات لا يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدمويّة.

وعندما حلّل الباحثون كيف اختلفت النتائج اعتمادًا على أنواع ومصادر الكربوهيدرات التي يتمّ تناولها، وجدوا أنّ الإفراط بتناول السكّر المضاف، ارتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، بالإضافة إلى محيط الخصر الأكبر، وخلص الباحثون، إلى أنّه كلّما زادت كميّة السكريّات المضافة عند المشاركين، تعاظمت مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة والسكتات الدماغيّة.

ومن جهته، أوضح المعهد القوميّ الأميركيّ للقلب والرئة والدم، أنّ جميع أمراض القلب تندرج تحت مصطلح "أمراض القلب والأوعية الدمويّة"، وهو ما يشمل جميع الأمراض التي تؤثر على القلب.

وربطت الدراسة بين تناول السكريّات المضافة بتركيزات أعلى من الدهون الثلاثيّة، والتي غالبًا ما تتواجد في الزيوت والزبدة والدهون الأخرى. وقد يؤدّي ارتفاع الدهون الثلاثيّة، إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب مثل مرض الشريان التاجي.

ومن جهتها، قالت مديرة ابتكار الوسائط الصحيّة، الدكتورة مايا آدم من جامعة ستانفورد لشبكة "سي إن إن" إنّ "هذه الدراسة تسلّط الضوء على المفارقة البسيطة الضروريّة خلال نقاشات الصحّة العامّة حول الآثار الصحيّة للكربوهيدرات الغذائيّة… والخلاصة الرئيسيّةة تتمحور حول أنّ جميع الكربوهيدرات غير متساوية".

وقالت الأستاذة المساعدة في العلوم الطبيّة في قسم طبّ القلب في مركز إيرفينغ ميديكال من جامعة كولومبيا، بروك أغورال، إنّ "تناول السكّر المضاف من الممكن أن يعزّز الالتهابات في الجسم، وقد يتسبّب ذلك بإجهاد القلب والأوعية الدمويّة، وهو ما قد يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم".

وتابعت أغورال أنّنا نقع "على السكريّات المضافة غالبًا في الأطعمة المصنّعة التي لها قيمة غذائيّة قليلة، وقد يتسبّب الإفراط بتناول الطعام والسعرات الحراريّة الزائدة بالسمنة، وهو عامل خطر راسخ للإصابة بأمراض القلب".

واقترح الباحثون الاستعاضة عن السكريّات المضافة بتلك غير المضافة، والموجودة طبيعيًّا في الفاكهة والخضار، وذلك لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، وهو ما أجمع عليه خبراء التغذية وصحّة القلب والأوعية الدمويّة.