- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
لابيد لصحيفة “لوموند”: من الأفضل تقوية السلطة الفلسطينية.. وقضية “بيغاسوس” خارجة عن سيطرة الحكومة الإسرائيلية
لابيد لصحيفة “لوموند”: من الأفضل تقوية السلطة الفلسطينية.. وقضية “بيغاسوس” خارجة عن سيطرة الحكومة الإسرائيلية
- 27 ديسمبر 2021, 11:38:02 ص
- 677
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، توقف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد عند موضوع استهداف شخصيات فرنسية باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس”، وسياسة حكومته تجاه الفلسطينيين.
لوموند: هل قامت المخابرات المغربية باختراق هاتف الرئيس إيمانويل ماكرون باستخدام برنامج “بيغاسوس”؟
لابيد: الرئيس ماكرون هو قائد ملهم، وصديق حقيقي لإسرائيل، ولكنه أيضا صديق شخصي لي. إنه واحد من أكثر القادة الأوروبيين التزاما وثباتا في مواجهة معاداة السامية. لم نكن لنفعل أي شيء لإيذائه. “NSO” هي شركة خاصة، لكننا بذلنا قصارى جهدنا لمعرفة ما حدث، و يمكننا القول إن أحداً لم يستمع إلى هاتف الرئيس ماكرون. هذا يتوافق مع رخصة التصدير الصادرة عن دولة إسرائيل لـNSO. لا يمكن استخدام البرنامج إلا لمحاربة المنظمات الإرهابية والجرائم الخطيرة، ونأمل أن يتم الالتزام بهذه الشروط.
لوموند: ومع ذلك، تم اكتشاف آثار بيغاسوس الخبيثة على الهواتف الرسمية الفرنسية من قبل المخابرات الوطنية؟
لابيد: إذاً هي جريمة. إذا أساء أي شخص استخدام هذا السلاح السيبراني أو كذب، فيجب أن تعاقبه العدالة.
لوموند: هل ألغيتم رخصة السلطات المغربية؟
لابيد: هذه الرخصة صارمة للغاية. كشفنا عن كل المواد التي كانت بحوزتنا للسلطات الفرنسية. وقد حرصنا على أن يفهم الجميع الفرق بين شركة خاصة وشركة حكومية. هذا ليس شأناً بين الحكومات.
لوموند: ماذا عن مفاوضاتك الجارية مع باريس التي تريد ألا تكون أرقام الهواتف الفرنسية مستهدفة من قبل شركة بيغاسوس، مثل الأمريكيين؟
لابيد: بدأت التحقيقات في أوروبا والولايات المتحدة، وعلينا انتظار النتائج. الأمر خارج عن أيدي حكومتنا.
لوموند: في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يصعب التمييز بين عملكم وعمل السيد نتنياهو. ما الفرق؟
لابيد: وزير دفاعنا زار الرئيس محمود عباس في رام الله بعد عقد من عدم وجود مثل هذه الاتصالات، لتحسين التنسيق مع السلطة الفلسطينية.لقد أقرضت إسرائيل 140 مليون يورو للسلطة الفلسطينية قبل شهرين. نعتقد أنه من الأفضل لكلا الجانبين تقوية السلطة الفلسطينية وليس إضعافها. تركيبة حكومتنا لا تسمح لنا مثل حكومتهم، بالتحرك نحو المفاوضات. لكننا نريد مساعدة الفلسطينيين على تحسين حياتهم واقتصادهم. كما قمنا بزيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل. قبل بضعة أسابيع، اتصلت بأحد المسؤولين في السلطة الفلسطينية للتبرع بمليون جرعة من لقاح أسترازينيكا، وقرروا عدم أخذها، لكنني أعتقد أنهم قدّروا حسن نيتنا.
لوموند: تستبعدون المفاوضات السياسية، ولكن تعملون على عدم انهيار السلطة الفلسطينية؟
لابيد: لو كان الأمر بيدي، ربما كنت سأبدأ التفاوض بالفعل بموجب مبدأ حل الدولتين؛ لأنني أؤمن به. لكن هذا ليس نوع الحكومة التي لدينا.
لوموند: هل سيتغير ذلك إذا أصبحت رئيسا للوزراء؟
لابيد : سيبقى هيكل الحكومة كما هو. لكنني قدمت خطة للحكومة الإسرائيلية للمساعدة في إعادة تأهيل غزة، أولاً للمساعدات الإنسانية وإمدادات الطاقة وإمدادات المياه والبنية التحتية الأساسية والمدارس والطرق. ثم إذا لم تطلق حماس النار علينا، فيمكننا الانتقال إلى أحلام أكبر، مثل جزيرة اصطناعية حيث يمكن بناء ميناء.
لوموند: في أكتوبر، صنفت إسرائيل ست منظمات غير حكومية فلسطينية على أنها “إرهابية”، لماذا لم تقدم أي دليل؟
لابيد: لقد قدمنا هذا الدليل لأجهزة الاستخبارات الأوروبية والأمريكية. ليس لدينا أي شيء ضد المنظمات غير الحكومية، وبالطبع لا شيء ضد حقوق الإنسان. لكنهم يتلقون تبرعات، بما في ذلك من دول أوروبية، ثم يقومون بغسل الأموال وتحويلها إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي منظمة إرهابية قتلت عشرات الإسرائيليين.
لوموند: هل أخطأت إسرائيل في تشجيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الدولي في 2018؟
لابيد: كان على الولايات المتحدة وإسرائيل انتظار القيام بذلك بطريقة منسقة مع أوروبا. كنت في المعارضة حينها، لكننا اعتقدنا دائما أن الصفقة لم تكن كافية، وأن بها العديد من الثغرات، وجعلت من السهل جدا على إيران أن تخدع محاوريها مع الاستمرار في دفع أجندتها النووية إلى الأمام. ويمكننا أن نرى هذه التطورات، حيث يقومون اليوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، لذلك من السهل جدا عليهم الوصول إلى 90% ، مما يجعلهم تقريبا دولة ذات عتبة نووية.
لوموند: هل محادثات فيينا محكوم عليها بالفشل؟
لابيد: إيران ذاهبة إلى المحادثات لسبب واحد فقط: رفع العقوبات من أجل الاستمرار في تمويل مراكزها الإرهابية عبر الشرق الأوسط وتعزيز برنامجها النووي العسكري. وبالتالي سيلعبون على الوقت.
لوموند: ما هي خطوطكم الحمراء حيال إيران؟
لابيد: يدرك الجميع أنه إذا تم تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% فهذا خط أحمر. ستفعل إسرائيل كل ما بوسعها لمنع إيران من تحقيق تقدم خطير في قدراتها النووية. نحن لا نزيل أي إجابات من على الطاولة، لكن الأهم أن نناقشها مع حلفائنا، الولايات المتحدة والدول المفاوضة، لا سيما فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا. الأمر يتعلق بعدم السماح بانفتاح سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط وما وراءه، وعدم السماح لدولة إرهابية بتسليح نفسها بسلاح يهدد إسرائيل والعالم.