لم يفعلها العرب| كولومبيا نموذجا.. هكذا دعمت قارة أمريكا اللاتينية غزة

profile
  • clock 5 مايو 2024, 4:46:28 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أعلنت كولومبيا مؤخرا عزمها قطع العلاقات مع إسرائيل دعما لغزة وفلسطين وهو ما يبرز ويؤكد قوة العلاقة بين فلسطين ودول أمريكا اللاتينية.

 

وفي هذا السياق، أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قبل أيام أنه سيقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب أفعالها في غزة.

وطلب الانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا لدى محكمة العدل الدولية التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.

رئيس كولومبيا سحب السفير ورفض وصف حماس بالإرهابية
وسبق أن سحبت كولومبيا سفيرها من إسرائيل، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وكتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو آنذاك على موقع إكس (تويتر سابقاً) حول القرار: "إذا لم توقف إسرائيل المذبحة بحق الشعب الفلسطيني، فلن نتمكن من البقاء هناك".

وكان بيترو أول الرافضين وصفَ حركة حماس بالإرهابية، ولم يتوقف عن تذكير العالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي "النازي" حسب تعبيره، الذي دفع حركات المقاومة في غزة للانفجار بتلك الطريقة، إضافةً إلى التصعيد الدبلوماسي الذي اتخذه مع الحكومة الإسرائيلية.

ولكن ليست كولومبيا فقط هي الدولة الوحيدة صاحبة المواقف القوية الداعمة لفلسطين في أمريكا اللاتينية.

ومصطلح أمريكا اللاتينية يطلق على الدول الناطقة باللغتين البرتغالية والإسبانية التي تضم دول أمريكا الجنوبية والوسطى والمكسيك والكاريبي.

أمريكا اللاتينية وفلسطين.. سر مواقف دول المنطقة المناهضة للاحتلال رغم قربها من واشنطن
وبينما يفترض أن النفوذ القوي للولايات المتحدة الأمريكية في أمريكا اللاتينية دافع لجعل هذه المنطقة مؤيدة لإسرائيل مثلما هو الحال في أوروبا، ولكن قد يكون النفوذ الأمريكي القوي أحد أسباب التعاطف في أمريكا اللاتينية مع فلسطين، فلقد خلق الإرث الاستغلالي والاستعلائي الأمريكي كراهية للإمبريالية البيضاء في أمريكا اللاتينية.

كما أنه رغم أن أغلب سكان أمريكا اللاتينية من البيض، ولكنهم نتيجة امتزاج سكان مهاجرين من جنوب أوروبا (إسبان وبرتغاليين وإيطاليين) بشكل أساسي مع دماء قوية في بعض المناطق من السكان الأصليين والأفارقة، وهذا خلق حالة مختلفة عن الحالة البيضاء السائدة في الولايات المتحدة، حيث نسبة كبيرة من البيض الأمريكيين منحدرون من شمال أوروبا، ولدى بعضهم نظرة عنصرية تجاه اللاتين، ومن هنا يبدو كأن سكان أمريكا اللاتينية يشعرون بالتضامن مع الفلسطينيين الذين يعانون عنصرية مشابهة من قبل الإسرائيليين.

وبصفة عامة يشعر كثير من سكان أمريكا اللاتينية بالغبن تجاه القوى الأوروبية التي استغلت موارد بلادهم الغنية على مدار قرون مثلهم مثل سكان العالم العربي، ومقاومة هذا الاستعمار والأنظمة الموالية له جزء من الإرث الثقافي لأمريكا اللاتينية التي تتشابه مع العالم العربي في كون المنطقة متجانسة لغوياً وثقافياً نسبياً، ولكن مشرذمة سياسياً.

كما أن أغلب سكان أمريكا اللاتينية من الكاثوليك، والكاثوليك ليسوا متعاطفين بقوة مع اليهود كالبروتستانت الذين يحتل العهد القديم (التوراة) مكانة مميزة في مذهبهم.  

إضافة لذلك توجد جالية عربية كبيرة ومؤثرة في معظم دول أمريكا اللاتينية، وهي مندمجة إلى حد كبير، ومعظمها من اللبنانيين ولكن تضم أعداداً كبيرة من السوريين والفلسطينيين، (وللفلسطينيين وجود قوي تحديداً في تشيلي).

والأهم من كل ذلك دور قوى اليسار في أمريكا اللاتينية في دعم فلسطين، حيث وصلت كثير من هذه القوى للحكم، وتريد أغلبها أن تتخذ سياسة مستقلة عن واشنطن، وأن تكون سياسة أخلاقية تعيد إحياء الإرث المقاوم للإمبريالية في المنطقة.

كما أن اليسار في القارة تمثل أجندةُ التحرر الوطني ورفض العنصرية والطبقية جزءاً مهماً من إرثه السياسي في مواجهة يمين يوصم بأنه طبقى ومحافظ وأحياناً عنصري.

وتجدر الإشارة إلى أن جزءاً من اليمين في أمريكا اللاتينية مؤيد لإسرائيل كما هو الحال مع رئيس الأرجنتين الحالي، وهذا يخلق تقلبات جادة في سياسة هذه الدول تجاه إسرائيل وفلسطين، مثل باراغواي التي نقلت سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس ثم أعادتها قبل عملية طوفان الأقصى بعد تغيير رئيس البلاد.

بوليفيا: دولة السكان الأصليين التي قطعت علاقتها مع إسرائيل مرتين

إنها إحدى الدول القليلة في المنطقة التي أغلبية سكانها من أصول هندية حمراء (السكان الأصليين)، وقد يفسر ذلك مواقفها القوية تجاه فلسطين، فهي الدولة الوحيدة التي قطعت علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب حرب غزة، ولم تكتف بسحب السفير، حيث أعلنت عن هذا القرار في أول نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عقب مجزرة مخيّم جباليا بسبب اتهامها لإسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في هجماتها على قطاع غزة.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقطع فيها بوليفيا علاقتها بإسرائيل، فلقد فعلت ذلك من قبل، عام 2009 بسبب حربها الوحشية على غزة في ذلك الوقت، وتم ذلك في عهد الرئيس الأسبق موراليس الذي حكم البلاد من 2006 إلى 2019.

ويعود جزء من قوة مواقف بوليفيا لدور موراليس الذي يُنظر له كيساري راديكالي مناهض للإمبريالية والهيمنة الأمريكية والرأسمالية، وداعٍ إلى إحياء إرث الشعوب الأصلية بالمنطقة.

والرئيس الحالي للبلاد لويس آرسي  كان وزيراً للمالية في عهد موراليس، وترشح بدعم منه في إطار صفقة مع المعارضة، ولكن حدثت خلافات بينهما.

ولكن يقول تقرير لموقع "الجزيرة.نت": إن الرئيس الأسبق موراليس والحالي آرسي، وإن اختلفا في أمور كثيرة، إلا أنّ موقفهما من القضية الفلسطينية، سيبقى متفاوتاً، لكنه ملتزم دائماً بدعم الشعب الفلسطيني في مظلمته. وهذا ما يفسر ربما قول المعارضة: إن الرئيس الأسبق موراليس كان هذه المرّة، وراء قرار إدارة آرسي الجريء والمفاجئ بقطع العلاقات مع إسرائيل، تداركاً "لبرود" البيان الأول الذي أصدرته خارجية حكومة آرسي يوم انطلاق عملية "طوفان الأقصى".

وبوليفيا هي إحدى الدول التي قدمت إحالة المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الجرائم المحتملة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، حسب ما أعلنت المحكمة.

تشيلي.. أقلية فلسطينية كبيرة وسحبت السفير رغم قوة العلاقة مع إسرائيل
ما يقرب من 500 ألف من سكان تشيلي هم من أصل فلسطيني كامل أو جزئي، الأمر الذي يجعلها واحدة من أكبر مستضيفي الفلسطينيين في العالم، وهم مندمجون إلى حد كبير وناجحون ويحتلون مكانة جيدة في المجتمع، خاصة في عالم الأعمال والسياسة.

وتشيلي هي واحدة من 22 دولة وقعت وصدقت على القانون الدولي الملزم الوحيد المتعلق بالشعوب الأصلية، وهو اتفاقية الشعوب الأصلية والقبلية.         ورغم الماضي الاستبدادي للبلاد الذي يتجلى في عهد الدكتاتور بينوشيه الذي أطاح بحكم اليساري سيلفادور ليندي، فإن تشيلي ينظر لها على أنها واحدة من أكثر دول أمريكا اللاتينية ازدهاراً واستقراراً وديمقراطية، ويحكم البلاد الرئيس غابرييل بوريتش وهو يساري معتدل له مواقف مشهودة بحق القضية الفلسطينية.

ولقد سحبت تشيلي سفيرها من إسرائيل في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بسبب جرائم حرب غزة.

كما كانت تشيلي إحدى الدول التي أحالت الحرب على غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وفي مطلع مارس/آذار الماضي، منعت تشيلي إسرائيل من المشاركة في معرض طيران تستضيفه البلاد يعد الأكبر في أمريكا الجنوبية.

ويأتي هذا الموقف رغم قوة العلاقات العسكرية بين البلدين، حيث تعد إسرائيل، من الموردين الرئيسيين لجيش تشيلي، وتشارك أيضاً في تنفيذ نظام الأقمار الاصطناعية التشيلية.

نيكاراغوا.. رفعت دعوى ضد ألمانيا في العدل الدولية
يتولى حكم البلاد حزب يساري، كان قد قاد لعقود نضالاً ضد النظام السابق المدعوم من الولايات المتحدة.

وقامت نيكاراغوا بتصرف استثنائي، حيث قامت برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية لاتخاذ تدابير ضد ألمانيا لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، ولقد قضت المحكمة بعدم اختصاصها.

بليز.. الدولة الصغيرة تنضم لركب شقيقاتها


بليز أو هندوراس البريطانية سابقاً دولة تقع في أمريكا الوسطى، ولقد انضمت الدولة الصغيرة نسبياً لركب المقاطعين لإسرائيل، حيث قامت في آخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسحب قنصلها من إسرائيل، كما سحبت اعتمادها لسفير إسرائيل لديها، وأشارت إلى تعليق كافة أنشطة القنصلية الإسرائيلية في بليز.

البرازيل: رئيسها شبَّه ممارسات إسرائيل بالنازية
البرازيل هي أكبر دول أمريكا اللاتينية، ودولة واعدة يحكمها الرئيس اليساري الشهير لولا دا سيلفا.

وفي 19 فبراير الماضي، قامت البرازيل بسحب سفيرها لدى الاحتلال الإسرائيلي، وطردت السفير الإسرائيلي من البلاد.

جاء الإجراء البرازيلي عقب استدعاء الاحتلال للسفير البرازيلي وتوبيخه على خلفية تصريحات الرئيس البرازيلي ضد عدوان الاحتلال على قطاع غزة، حيث اتهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بحقّ الفلسطينيين في غزة، وقارن الهجوم الإسرائيلي على غزة، وردت إسرائيل باعتبار الرئيس البرازيلي شخصاً غير مرغوب فيه.

فنزويلا.. ليست لديها علاقات مع إسرائيل أصلاً


لا يوجد بين إسرائيل وفنزويلا علاقات منذ عام 2009، وخلال السنوات الماضية اعترفت تل أبيب بالنظام المعارض المدعوم من الغرب والذي ليس له أي نفوذ على الأرض.

وأعرب الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، عن دعمه الكامل، لتصريحات الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والتي وصف فيها ما تقوم به "إسرائيل" في قطاع غزة بـ"الإبادة الجماعية"، وأنها تشبه "إبادة ملايين اليهود على يد النازيين بقيادة هتلر".

كما هاجم وزير خارجية فنزويلا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال إنه ينفذ تطهيراً عرقياً في غزة بينما نجله يترفَّه بميامي.

وسبق أن طردت فنزويلا سفير إسرائيل في عام 2009 احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة، كما سحبت فنزويلا سفيرها في إسرائيل احتجاجاً على العدوان على لبنان وفلسطين خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006.

المكسيك.. لم تسحب السفير، ولكن طالبت الجنائية الدولية بالتحقيق
في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استبعد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أن تقطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وقال إن بلاده تريد أن تظل محايدة، ودعا إلى بذل مزيد من الجهود الدولية لوقف العنف في المنطقة.

ورغم ذلك في يناير/كانون الثاني 2024، كانت المكسيك هي إحدى الدول التي أحالت الحرب في غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت وزارة الخارجية المكسيكية إنها وتشيلي أحالتا الوضع في قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في "جرائم محتملة" بعد أشهر من الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وعبرتا عن قلقهما المتزايد إزاء تصاعد العنف في القطاع.

وقالت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان إن المحكمة الجنائية الدولية هي المنتدى الملائم للتثبت من المسؤولية الجنائية المحتملة "سواء ارتكبها وكلاء قوة الاحتلال أو القوة المحتلة"، مشيرة إلى "التقارير العديدة من الأمم المتحدة التي تفصّل حوادث كثيرة قد تعدّ جرائم بموجب السلطة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية".

وسبق أن استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفير المكسيك في تل أبيب لجلسة توبيخ بعد أن خطّ محتجون على مبنى سفارتها في مكسيكو سيتي عبارة "الموت لإسرائيل".

الأرجنتين تسير عكس التيار
بعد فوز الرئيس اليميني المتطرف خافيير ميلي برئاسة الأرجنتين، والذي يوصف بترامب الأرجنتين، أصبح موقف البلاد شديد الانحياز لإسرائيل، بما في ذلك القرار بنقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس، وسط تقارير أنه يفكر في اعتناق اليهودية.

السلفادور.. موقف صادم من رئيسها ذي الأصول الفلسطينية
رغم أن رئيس السلفادور نجيب بوكيلة، أصوله فلسطينية، ووالده معروف بتأييد القضية الفلسطينية، ولكن الرجل لا يتخذ موقفاً داعماً لفلسطين كأغلب قادة أمريكا اللاتينية.

وكان بوكيلة قد زار تل أبيب بدعوة من رئيس بلدية القدس نير بركات في 2018، وبعدها بسنة واحدة، فاز برئاسة السلفادور، وأصبح حريصاً على عدم إغضاب إسرائيل، وهو على بُعد شهرين فقط من احتمال انتخابه لفترة رئاسية ثانية

التعليقات (0)