- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
لوموند: على فرنسا الخروج من “فخ النيجر”
لوموند: على فرنسا الخروج من “فخ النيجر”
- 13 سبتمبر 2023, 8:57:39 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لندن- “القدس العربي”: اعتبرت صحيفة لوموند الفرنسية أنه ومع إحكام الجنرال عبد الرحمن تياني قبضته على النيجر، فقد حان الوقت لكي تظهر فرنسا بعض البراغماتية، وتعيد النظر في الكيفية التي يبدو فيها نفوذها الآن، نفوذا عسكرياً فقط، مشيرة إلى مناورة أمريكية لإبقاء الجنود الأمريكيين في النيجر عبر التوصل “إلى تسوية مع الانقلابيين”.
واستعرضت الصحيفة ما كان عليه الموقف الفرنسي، فذكرت “أنه ومنذ الإطاحة برئيس النيجر محمد بازوم في 26 يوليو/تموز على يد الانقلابيين بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني، ظل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صامداً على موقفه بأن باريس لا تعترف بأي سلطة شرعية غير سلطة بازوم”. وأكد ماكرون أن الانقلاب الذي حصل هو “ضد شعب النيجر” ورفض الاستجابة لمطالب قادة الانقلاب”.
وتشير الصحيفة إلى “أنه على الرغم من المناخ العدائي المتزايد الذي يغذيه المجلس العسكري، تحتفظ فرنسا بسفيرها في نيامي، رافضة مطالبة الحكام الجدد برحيله. وبينما ندد المجلس العسكري باتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، فقد تم الإبقاء على 1500 جندي فرنسي متمركزين في النيجر بموجب اتفاق مع الرئيس المخلوع”.
على الرغم من المناخ العدائي المتزايد الذي يغذيه المجلس العسكري، تحتفظ فرنسا بسفيرها في نيامي، رافضة مطالبة الحكام الجدد برحيله
هنا تستدرك الصحيفة فتقول: “لكن مثل هذه المواقف المبدئية أصبحت غير قابلة للدفاع عنها على نحو متزايد مع تشديد الجنرال تياني قبضته على البلاد.
وبعيداً عن حقيقة مفادها أن مثل هذا التعنت يغذي الخطاب المناهض لفرنسا والذي يشكل الوقود السياسي الرئيسي للمجلس العسكري، فمن الصعب أن نرى ما هو هدفه. كذلك ومع توقف العمليات العسكرية المشتركة مع جيش النيجر فعلياً لمكافحة الإرهاب، فقد اختفى السبب وراء إبقاء الوحدة الفرنسية هناك، على الأقل مؤقتاً.
وترسم لوموند علامة استفهام بشأن التطورات المرتقبة فترى أن “العملية العسكرية المفترضة ضد المجلس العسكري والتي ناقشتها دول غرب إفريقيا المجاورة، ستضع الجيش الفرنسي في موقف صعب إذا تم إطلاقها، كما أن البقاء (للقوات الفرنسية في البلاد) من شأنه أن يخلق وضعا يتسم بغموض كبير، في وقت أدى فيه وقف التعاون العسكري مع الغرب إلى زيادة الهجمات (من الجماعات) الجهادية.
مع توقف العمليات العسكرية المشتركة مع جيش النيجر فعلياً لمكافحة الإرهاب، اختفى السبب وراء إبقاء الوحدة الفرنسية هناك، على الأقل مؤقتاً
وتشير الصحيفة إلى أن باريس بدأت محادثات مع المجلس العسكري الحاكم في نيامي حول كيفية “انسحاب عناصر معينة” . وتضيف: “لقد حان الوقت، في واقع الأمر، للخروج من المأزق بالكامل واختيار نوع من البراغماتية بدلاً من الطريق المسدود، فضلاً عن الحزم الذي يتمتع بمصداقية معتدلة”.
وعندما يتعلق الأمر بالانقلابات في أفريقيا، فإن موقف فرنسا يظل مرناً، كما يتبين من تساهلها منذ الإطاحة بعلي بونغو في الغابون. كما تشير إلى الاتجاه نفسه، عزلة فرنسا النسبية في أوروبا فيما يتعلق بالوضع في منطقة الساحل “.
وتختم لوموند أنه: “وبطبيعة الحال، يعتبر التفاوض على رحيل الجنود الفرنسيين من النيجر أمراً أكثر حساسية، ناهيك عن كونه مهيناً، نظراً لأنهم يتعايشون هناك مع وجود 1100 جندي أمريكي، تناور حكومتهم (الأمريكية) لإبقائهم في النيجر، من خلال التوصل إلى تسوية مع الانقلابيين”.
لذلك ترى الصحيفة أن سحب الجنود الفرنسيين “صار ضرورة، وكذلك إعادة تعريف علاقات فرنسا مع النيجر، في وقت يقول فيه رئيس الوزراء المعين من قبل المجلس العسكري إنه يريد الحفاظ على التعاون مع باريس”.