مأمون الشناوي: تبطين المَساقي لمُحاربة الشراقي !!

profile
مأمون الشناوي كاتب وشاعر
  • clock 22 يونيو 2021, 4:13:57 م
  • eye 569
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إستطاع الإثتان رفع ضغطي إلى مادون الجلطة بدرجتيّن لولا ستر الله ، السيد وزير الريّ تباعنا ، والأستاذ خيري رمضان !!.

وضغطي لايرتفع بسهولة ؛ فقد عودني علي الهبوط غالباً وكلاهما مشكلة ، فقمت من فوري أبحث عن برطمان الكركديه لكيّ أتناوله ، ونسيت ماقاله لي صديقي الطبيب ذات يوم من أن الكركديه إذا شربته ساخناً خفض الضغط المُرتفع ، وإذا شربته بارداً رفع الضغط المُنخفض ، والله حاجه تلخبط صحيح !!.

الأستاذ خيري رمضان رفع ضغطي لأنني آخر مرة رأيته فيها كان نصف وزنه الآن ، وبعض الرجال يسمج إذا سمن ، فما بالك إن كانت السماجة في تكوينه ، وكلما تابعته زغللت عينيّ كثرة حركته مثل رقاص ساعة الحائط أو الزنبلك ، فأتوه وأشرد وأسرح !!.

كان الحوار حول سد إثيوبيا وأزمة المياه في مصر ، طبعاً مادام الضيّف هو وزير الري فحتماً يكون هذا هو موضوع الحوار !!.

لكنني للأمانة حسبته مُحللاً استراتيجيّاً من الأرزقية الذين يملأون الفضائيات ثرثرة فارغة ، لولا تقديم الأستاذ خيري بلدياتي للسيد الوزير علي أنه حامل حقيبة الريّ !!.

لم يقل الوزير شيئاً مريحاً أو مطمئناً سوي أن السد الأثيوبي به عيوب فنية ، وكأنه يراهن علي ذلك ، ويُطمئِن نفسه !!.

ماذا يا سيدي عن خطواتنا إزاء الملء الثاني ، وكيف نوقف هذا العبث الذي كثر الحديث حوله ولا أحد يعرف الحقيقة مثل فيروس كورونا تماماً ، اللهم تكهنات واستنتاجات وفهلوة !!.

مَبلغ علمي أن الوزير منصب سياسي أكثر منه فنيّ ، لكن معالي الوزير لا يتكلم في السياسة ، بيد أنه  - والحق يُقال  - وضع خطة رباعية الأبعاد والمراحل ، مُعالجة مياه الصرف وإعادة إستخدامها لأربع وخمس مرات وربما ستة ، وإنشاء محطات لتحلية المياه المالحة علي البحر المالح ، وتبطين التُرع والتي تتكلف مائتي مليار جنيه ، ثم ، وهو الجديد الفريد الغير مسبوق منذ محمد علي ومحمد لطيف وعلي زيوار حتي اليوم ، تبطين المَساقي !!.

والشراقي هي الأرض عندما تتشقق عطشاً ، أما المَساقي فهي جمع مِسقة ، والمِسقة هذه - ورحمة ستي خضرة  - تسعون في المائة من شعبنا لايعرف ماهي ، ولكنني بحُكم المولد والنشأة أعرفها ، وياما اصطدت منها سمكاً لايزيد حجمه عن دبوس الإبرة من النوع الذي يدخل الفرن ولايخرج !!.

معالي الوزير سوف يبطن المَساقي ويحارب الشراقي ، وهي التي في داخل حقول الفلاحين وتحدها ، بعض المحافظات تُسميها مِسقة والبعض يُسميها مَروّة وآخرون يُسمونها زاروق ، وأعتقد أن السيد الوزير لايعرف أن هناك مئات الآلاف من تلك المَساقي في الدلتا فقط ، ويحتاج تبطينها إلى عشرات السنين ومئات المليارات ، لأننا كما يقول معاليه سنزيد في الخمسين سنة القادمة خمسة وسبعون مليون نسمة وهو مهموم بذلك !!.

يامعالي الوزير ، نريد كلاماً مُحدداً نفهمه ونبلعه حول هذا السد الكارثة والملء الثاني لبُحيّرته والذي سيبدأ بعد أيام ، وربما بدأ فعلاً !!.

نريد رؤية واضحة المَعالم ، وقواعد ثابتة ، ومحددات ، وخطوط استراتيجية ، وثوابت ننطلق منها تُطمئِن هذا الشعب القلق !!.

والغريب أن السيد الوزير قال بأنه سعيد بقلق الشعب ، ليس للاستعداد لمواجهة الغباء الإثيوبي والاصطفاف خلف القيادة ، وإنما لكيّ يحترم نفسه ويقتصد في استهلاك المياه ، ويعرف قيمتها ويتأدب ، وتبطل الست سنيّة تسيب المَيّه ترخ ترخ من الحنفية !!.

وزراء آخر زمن ، ربنا يستر علينا منهم !!.

التعليقات (0)