- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مأمون الشناوي: ما تسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا !!
مأمون الشناوي: ما تسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا !!
- 23 يونيو 2021, 3:16:39 ص
- 1036
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ويمضي بنا قطار العمر ، يطوي الأعوام عاماً يتلوه عام !!.
لاينتظر أحداً ولا يوقفه أحد ، لا يأبه بمَن ركب ولا بمَن نزل !!.
ونحن جلوسٌ فيه علي غير اختيارنا وإرادتنا ، لايعرف أيٌّ منا محطة وصوله ولا جاره الذي يلاصقه في مقعده !!.
نحب ، نبغض ، نثور ، نرفض ، نتمرد ، نختلف ، نتشاجر ، نصرخ ، نغني نعزف ، نرسم ، نتأمل ، ثم يخمد كل شئ ، وينتهي إلى ذكري ، أو سطر في سجل الزمان ، أو عنواناً في صحيفة ، أو خبراً لايستغرق سوي لحظة قراءته !!.
عَلامَ التكالب والخوف والتشاحن والهلع والجزع ، وهذا القلب الذي يضيق الصدر بدقاته مآله إلى الصمت الرهيب ذات يوم ، بعيد أو قريب !!.
القطار يُسرع الخُطي ، وصخب الباعة الجائلين يعلو ، وأعمدة الهاتف تلهث وهي تسابق بعضها ، والأرصفة تنأي من عينيّك وتدنو ، والحقول المُمتدة الحُبلي بالخير تُطوي كطيّ الثياب بين يديّ قمّاش مُتجوّل ماهر !!.
وفي كل محطة توّدع بعضاً من ركابه ، ربما جاوروك ساعةً أو بعض ساعة ، وربما كانوا علي مقربة منك ، وربما تجادلتم في قضية ولم ينته الجدال فيها ، ثم يصعد غيرهم ليبدأوا رحلتهم من جديد !!.
وأنت ترقب المشهد المزدحم البليغ عن كثب ، قد تفهم حكمته وقد يعبر عليك ولا تنشغل به حتي تأتي محطتك ، ولحظة نزولك ، فتكشف كم كانت رحلتك قصيرة ، وكأنها برق خاطف ، أو لمحة من بصرك ، وتكتشف كم كنت غبياً وأنت تقضي رحلتك في تقاتل وصراع وضغائن !!.
ولو أنه عاد بك مرة أخري ، لبحثت عمن تُحب ، مهما طال بحثك عنه ، ثم قبضت عليه بنواجذ قلبك ، واحتضنته بين ثنايا روحك ، وزرعته زهوراً علي شرفات أوردتك وشرايينك ، وحملته في حنايا فؤادك وتلافيف عقلك ، حتي نهاية الرحلة !!.
ساعتها لن يحزنك طول الرحلة أو قصرها ، ولا السنين التي تسرسبت من بين أصابعك ؛ مادمت تسكن مرفأ من تُحب ، ويسكنك !!.