- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مؤرخ فرنسي: مصالحة الذاكرة بين فرنسا والجزائر لا تتحقق بإلقاء خطاب واحد
مؤرخ فرنسي: مصالحة الذاكرة بين فرنسا والجزائر لا تتحقق بإلقاء خطاب واحد
- 27 أغسطس 2022, 12:58:44 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، أن مصالحة الذاكرة بين فرنسا والجزائر تتطلب مرور الوقت، وإطلاع الأجيال الصاعدة على تاريخ الاستعمار الفرنسي.
وقال ستورا الذي وضع بتكليف من الرئاسة الفرنسية تقريرا عن ذاكرة الاستعمار والحرب، سلّمه في مطلع 2021، إن هذا التاريخ لا يمكن قراءته وتفسيره بنهايته أي عام 1962، مع استقلال الجزائر.
وأضاف في تصريحات للصحفيين على هامش زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، "يجب أن نحاول فهم التاريخ انطلاقا من جذوره لتكون لنا رؤية أوسع لطبيعة الوصول الفرنسي إلى الجزائر عام 1830".
وأكد المؤرخ المتخصص في تاريخ الجزائر أن المشكلة تتصل بالإبلاغ، أي بالمعرفة، مشيرا إلى أنه لا يوجد تداول لتلك المعلومات، داعيا إلى تدريس هذه الحقبة التاريخية على نطاق أوسع في المدارس الفرنسية.
وشدد بنجامان ستورا على أن صياغة الذاكرة تحدث أيضا من خلال الإبلاغ أو عدم الإبلاغ.
وأردف الباحث المولود سنة 1950 في قسنطينة شرق الجزائر: "سيفاجأ الكثير من الفرنسيين عندما يكتشفون الكهوف المدخنة (مذابح المدنيين على أيدي الجيش الفرنسي عبر إشعال النار في مداخل كهوف لجؤوا إليها) وتهجير السكان.. إنهم لا يعرفون كل ذلك، خصوصا بشأن الخمسين سنة الأولى من الاستعمار التي اتسمت بدموية شديدة".
ولفت الانتباه إلى أنه ليس بخطاب واحد ومبادرة واحدة وكلمة واحدة وعمل واحد سيهدأ الفوران الاستثنائي في المجتمعين، مضيفا أن الأمر يتطلب وقتا وبيداغوجيا وإدراج كل ذلك في الكتب المدرسية.
وذكر المؤرخ أن وصول الأقدام السود (المستوطنون الفرنسيون)، والجيش، والمعارك والمقاومة، كل ذلك ينشئ سردية وطنية، وكذلك ذاكرة مبتورة.
وأوضح أن هذه مسألة راهنة يتشبث بها العديد من المتطرفين الذين يستغلون الذاكرة المبتورة والصمت لإعادة بناء تاريخ متخيّل وصنع هويات قاتلة.
وأعلن الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في ختام محادثاتهما الخميس، عن تشكيل لجنة مؤرخين مشتركة، للنظر معا في تلك الفترة التاريخية من بداية الاستعمار (1830) وحتى الاستقلال (1962).
وأوضح ماكرون أن الفكرة هي تناول الموضوع بدون محظورات، مع الرغبة في إتاحة الوصول الكامل إلى الأرشيف الفرنسي.
المصدر: موقع "هسبريس" المغربي