- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
ماذا ستفعل معنا روسيا والصين؟.. رعب أمريكي من هزيمة «طوفان الأقصى» للتكنولوجيا الإسرائيلية
في تحقيق مطول لـ«نيوزويك»
ماذا ستفعل معنا روسيا والصين؟.. رعب أمريكي من هزيمة «طوفان الأقصى» للتكنولوجيا الإسرائيلية
- 20 نوفمبر 2023, 8:21:55 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن حالة من الصدمة انتشرت في أروقة وزارة الدفاع الأمريكية، عقب النجاح الكبير للمقاومة الفلسطينية وتغلبها على التكنولوجيا الأمنية الإسرائيلية الفائقة، في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الصحيفة، في تحقيق مطول أجراه ديفيد فريدمان، أن هذا الفشل للتكنولوجيا الأمنية الفائقة أثار قلق "البنتاغون" من إمكانية أن يحدث ذلك للولايات المتحدة.
وأوضح تحقيق "فريدمان" أن سلسلة الجدران والأسيجة، البالغ طولها 40 ميلا على حدود إسرائيل مع غزة، تعج بأجهزة الاستشعار والأسلحة الآلية، وهي مدعومة بشبكة استخبارات إلكترونية تراقب كل مكالمة هاتفية ورسالة نصية وبريد إلكتروني في القطاع.
وأضاف: "كما يقف جيش كبير ومدرب تدريبا جيدا على أهبة الاستعداد بأحدث الأسلحة للرد بسرعة على التهديدات. وتم بناء هذه الدفاعات على التكنولوجيا نفسها التي يستخدمها الجيش الأمريكي للحفاظ على سلامة مواطنيه ومراقبة مصالحه حول العالم، والتي تستخدمها جيوش (حلف شمال الأطلسي) الناتو لمراقبة الحدود مع روسيا والشرق الأوسط".
وتابع:"لذلك، عندما تسلل الآلاف من مقاتلي حماس عبر الدفاعات الإسرائيلية في 7 أكتوبر، فإن ما كان يفترض أنه ميزة تكنولوجية هائلة، بدا فجأة معيبا إلى حد كبير".
وأكد "فريدمان أن الهجوم ترك الإسرائيليين في حالة صدمة عميقة إزاء ضعف البلاد، وتردد صداها في قاعات البنتاجون والمؤسسات العسكرية في دول عديدة، إذ يشعر الخبراء العسكريون بالقلق بشأن ما يعتبره البعض اعتمادا مفرطا على الأمن عالي التقنية.
دروس هائلة
وأشار تحقيق "نيوزويك" إلى أنه إذا كان الأمن الإسرائيلي عاجزا عن توفير الحماية ضد حركة ذات تكنولوجيا منخفضة مثل حماس، فما هو الدمار الذي يمكن أن تحدثه روسيا أو الصين أو أي خصم متقدم آخر؟ مضيفا: "الدروس التي يتعلمها البنتاجون هائلة، فالدول التي تتمتع بأعلى وسائل الدفاع التكنولوجية لن تفوز بالمعركة بالضرورة".
وأوضح التحقيق أنه كان من المفترض أن تكون مجموعة الدفاعات الإسرائيلية المترامية الأطراف على حدود غزة قد ضمنت تحصين البلاد تقريبا ضد أي شيء، ولكن تدفق أكثر من 2500 من مقاتلي الحركة بحرية فوق الجدران والأسوار الحدودية الإسرائيلية وعبرها وتحتها.
وأضاف أن "إسرائيل لديها ما كان يُفترض أن يكون أحد أنظمة الاستخبارات الرائدة في العالم، لكن يبدو أنهم تجمدوا في مكانهم من الصدمة.. لقد أنفقت أكثر من مليار دولار على حاجزها الحدودي عالي التقنية على طول غزة، والذي اكتمل في عام 2021".
ولفت "فريدمان" إلى أن ما يُسمى بالجدار الحديدي يتكون من جدران وسياج، وهو لا يرتفع حتى 20 قدما فوق سطح الأرض فحسب، بل أيضا يغوص في عمقها ليجعل من الصعب حفر الأنفاق تحته.
وأبان أنه تم تزويد الحدود بمجموعة مذهلة من المعدات المتطورة، بينها مئات من كاميرات الرؤية الليلية، وأجهزة الاستشعار الزلزالية لالتقاط أصوات الأنفاق من الأعماق، بالإضافة إلى أجهزة الاستشعار الحرارية للكشف عن حرارة الجسم أو السيارة، والرادار لاكتشاف تهديدات الطيران.
كما "تقوم الروبوتات المتنقلة أحيانا بدوريات في محيط المكان. وغالبا ما تراقب المناطيد الصغيرة والطائرات بدون طيار كل قطاع غزة من الأعلى، كما يمكن إطلاق المدافع الرشاشة الآلية الموجودة أعلى الجدران من منشآت بعيدة أو تشغيلها بواسطة تنبيهات أجهزة الاستشعار لإطلاق النار من تلقاء نفسها، إذ يقوم الذكاء الاصطناعي بالتصويب"، بحسب فريدمان.
وأكد "فريدمان" أن فكرة أن آلاف المهاجمين سيكونون قادرين على استخدام المتفجرات والمعدات الثقيلة لاختراق هذه الدفاعات دون الحاجة إلى تنبيه كبير، "كانت ستبدو سخيفة قبل بضعة أسابيع فقط".
وأضاف: "كان من المفترض أن ينبه هذا النظام الجيش فورا إلى عمليات توغل صغيرة، مما يمنع حتى مهاجما واحدا من اختراق الجدار بهدوء، كما كان ينبغي على كل جهاز استشعار على الجدار أن يطلق إنذارات إلى المواقع العسكرية الإسرائيلية".
وتابع: "هذا مجرد عدد قليل من العديد من أنظمة الدفاع عالية التقنية التي طورتها إسرائيل بمفدرها، أو بالاشتراك مع الولايات المتحدة، والتي ينشرها الجيش الأمريكي لحماية المدن والقواعد العسكرية في جميع أنحاء العالم".
وأفاد "فريدمان" أن "صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية تُصنع إلى حد كبير في الولايات المتحدة، ولدى قوات مشاة البحرية الأمريكية 2000 منها تحت الطلب. كما تمتلك واشنطن اثنتين من منصة إطلاق القبة الحديدية إسرائيلية الصنع، وكلاهما سيتم شحنهما قريبا إلى إسرائيل لتعزيز دفاعاتها بعد 7 أكتوبر. وكذلك تمتلك واشنطن وإسرائيل نظام "مقلاع داود" المضاد للصواريخ عالي التقنية".
وأردف: "وكما هو الحال مع دبابات ميركافا الإسرائيلية، تتمتع دبابة إم1 أبرامز الأمريكية وغيرها من المركبات المدرعة بحماية العديد من الأنظمة عالية التقنية، وبعضها مشترك مع إسرائيل".
خصوم أكثر تقدما
وأثار تحقيق فريدمان تساؤلا كبيرا يدور داخل البنتاغون: "إذا تمكنت مجموعة ضعيفة الموارد، مثل حماس، من تفجير دفاعات إسرائيل التكنولوجية التي تحظى بتقدير كبير، فتخيل ما قد يتمكن هؤلاء الخصوم المحتملون الأكثر تقدما من فعله لتحدي التفوق التكنولوجي الدفاعي الأمريكي".
وأضاف أن "هذه الدول ووكلاؤها يكتسبون المزيد والمزيد من القدرات، ويصلون إلى قدرات تكنولوجية مثيرة للإعجاب بشكل لا يصدق، وفي كل مرة نضع فيها حلا تكنولوجيا لردع العدو، يأتيون بطريقة جديدة للتغلب علينا، حتى أصبح الخصوم جيدين في تعطيل التقنيات المتطورة والمكلفة باستخدام تقنيات بسيطة وبدائية".
وخلص إلى أن "حماس فعلت ما فعلته باستخدام أدوات ذات تكنولوجيا منخفضة نسبيا.. وفي نهر الأخبار الصادمة، التي خرجت من إسرائيل وقت الهجمات، لم يُذكر سوى القليل عن أن عدد مقاتلي حماس الذين قُتلوا في الهجوم كان حوالي 1500 شخص، وهو ما يفوق عدد القتلى الإسرائيليين في نهاية المطاف، لكن حماس احتفلت (بالانتصار)، بينما حزنت إسرائيل".
وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات محيط قطاع غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، وأسرت نحو 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ45 شن حرب مدمرة على غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مايون فلسطيني؛ ما خلّف أكثر من 13 ألف شهيد فلسطيني، بينهم 5.5 آلاف طفل و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.