- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
ما سر زيارة رئيس أركان باكستان للسعودية والإمارات؟.. معهد واشنطن يجيب
ما سر زيارة رئيس أركان باكستان للسعودية والإمارات؟.. معهد واشنطن يجيب
- 12 يناير 2023, 2:10:43 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"غالباً ما توصف العلاقة بين السعودية وباكستان على أنها أشبه بالرابط بين العم الغني وابن الأخ الفقير، إذ يبدو أن إسلام أباد دائماً ما تنظر إلى الرياض للحصول على الدعم المالي لدعم اقتصادها المترنح".
هكذا يعلق الكاتب "سايمون هندرسون" مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في مقال له، على التقارب الباكستاني مع السعودية والإمارات، خلال هذه الفترة، والتي شهدت زيارة رئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني الجنرال "عاصم منير"، إلى السعودية الأسبوع الماضي، قبل أن يتوجه إلى الإمارات.
ويربط "هندرسون"، الزيارة بشكل خاص مع تفاقم أزمة ميزان المدفوعات التي تلوح في الأفق في البلاد بسبب رفض الحكومة القبول بشروط "صندوق النقد الدولي" لخطة الإنقاذ.
ويضيف: "أما ورقة المساومة الرئيسية لإسلام أباد مع السعودية فهي التعاون العسكري، الذي تضمن سابقاً نشر لواء من الجيش في الجزء الشمالي الغربي من المملكة بمواجهة إسرائيل، والمساعدة في التصنيع المحلي للصواريخ الصينية المتوسطة المدى، وربما نقل تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم".
وفيما يتعلق بالبند الأخير، كان العالم النووي الباكستاني الراحل "عبدالقدير خان"، يزور المملكة بصورة متكررة.
وباكستان شريك عسكري وثيق للسعودية، حيث وفرت للمملكة جنودا لحراسة المواقع وتدريب قوات الجيش، فضلا عن عمل ملايين الباكستانيين في المملكة.
ويتابع: "لعل الروابط العسكرية الوثيقة بين باكستان والصين تشكل عاملاً آخر يجذب اهتمام الرياض، فالصين تزود إسلام أباد بدبابات قتال رئيسية وطائرات مقاتلة وفرقاطات صواريخ موجهة".
ويزيد "هندرسون": "وعلى الرغم من أن الأسلحة الصينية أقل شأناً من الناحية التقنية من الأسلحة الأمريكية، إلا أنها تنطوي على القليل من الشروط السياسية التي عادة ما تفرضها واشنطن، إن وجدت.
وتعززت علاقة الرياض مع بكين مع الزيارة الرفيعة المستوى التي قام بها الرئيس "شي جين بينغ" الشهر الماضي.
ويلفت بالقول: "قد تكون العلاقات مع الصين قد أثّرت أيضاً على مناقشات الجنرال منير في الإمارات، حيث ردد المسؤولون أحياناً تشكيك السعوديين في موثوقية الدعم الأمريكي".
وغضبت واشنطن في عام 2021 عندما اكتشفت أن الصين كانت تبني سراً منشأة عسكرية في الإمارات.
وعلى نحو أوسع، تُذكّر رحلة "منير" بأن معظم العلاقات في المنطقة لا تقوم على مبدأ الثنائية، وفق "هندرسون"، الذي يقول: "باكستان تعتبر علاقاتها مع دول الخليج العربية مهمة للغاية ويسرّها التقارب معها، ولكن موقفها تجاه إيران المجاورة لا يزال ودياً أيضاً".
ويتابع: "لا تزال الهند، التي تشكل منافساً نووياً لها، مصدر القلق الأكبر في سياستها الخارجية، لذلك فإن إسلام أباد تراقب حتماً عن كثب الودّ المتزايد والعلاقات المتوسعة بين الخليج ونيودلهي".
وتعد السعودية والإمارات "شريان حياة محتمل لباكستان التي تواجه التخلف عن سداد القروض"، حيث تدرس المملكة تقديم ما يصل إلى 10 مليارات دولار لباكستان، في خطوة تستهدف تقوية موقف باكستان في التفاوض على استئناف خطة الإنقاذ الاقتصادي المتوقفة بعدما اشترط صندوق النقد الدولي رفع الدعم عن الكهرباء والبنزين وزيادة الضرائب.
كما استعانت باكستان في الأشهر الأخيرة بحلفائها المقربين الآخرين، خاصة الإمارات وقطر والصين، في الوقت الذي تكافح فيه لسداد القروض التي حصلت عليها خلال العقد الماضي.
وفي السياق تأتي زيارة رئيس الوزراء الباكستاني "شهباز شريف" إلى الإمارات في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وتأمل إسلام آباد أن يقوم مضيفوه بتجديد قرض قيمته ملياري دولار من المقرر أن يحل أجله قريبًا، فضلا عن تقديم تمويل إضافي.
وتعهدت الإمارات، العام الماضي، باستثمار نحو ملياري دولار في باكستان، فيما قالت قطر إنها ستستثمر 3 مليارات دولار، لكن أيا من هذه الخطط الاستثمارية لم اتحقق حتى الآن.
ومن المرجح أن تتضمن هذه الخطط شراء الشركات المملوكة للدولة، كما طرحت المملكة العربية السعودية فكرة بناء مصفاة نفط كبيرة في باكستان.