- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
ما هي ارتدادات صعود اليمين المتطرف في إيطاليا على فرنسا؟
ما هي ارتدادات صعود اليمين المتطرف في إيطاليا على فرنسا؟
- 27 سبتمبر 2022, 10:45:26 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
باريس- “القدس العربي”: شكّل فوز اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الإيطالية حرجا للسلطة السياسية الحاكمة في فرنسا، حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فور الإعلان عن صعود اليمين المتطرف في إيطاليا، إنه يحترم “الاختيار الديمقراطي” للإيطاليين الذين صوتوا لصالح تحالف اليمين واليمين المتطرف، ما سمح لزعيمة حزب “فراتيلا ديتاليا” (إخوة إيطاليا) جورجيا ميلوني، بالفوز في هذا الاستحقاق الانتخابي، والتي تستعد اليوم لقيادة الحكومة الجديدة، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ إيطاليا.
غداة الإعلان عن فوز جورجيا ميلوني، أظهرت السلطة التنفيذية في فرنسا قدرا كبيرا من الحذر. رئيسة الوزراء إليزابيث بورن قالت إنها “لن تعلق على الاختيار الديمقراطي للشعب الإيطالي”. في الوقت نفسه، دافعت رئيسة الوزراء ببساطة عن دور أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، والذي يتمثل في “التنويه إلى أن أوروبا تحترم مجموعة من القيم، على كل دولة أن تتبناها كمبدأ سيادة القانون وحقوق الإنسان واحترام الحق في الإجهاض”.
ويبدو أن ردة فعل السلطة التنفيذية في فرنسا جاءت أقل حدة من ردود فعل دول الجوار الأوروبيين. وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، حذر من أن “الشعبوية تنتهي دائما بكارثة”، بينما تتوقع برلين أن تظل إيطاليا داعمة دائما لأوروبا.
أما في فرنسا، فوحده فقط وزير النقل كليمان بون، دعى صراحة في تغريدة له على تويتر إلى عدم نسيان مصدر “الشعلة التي يحملها حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف”، والتي بالنسبة إليه خرجت من قبر موسوليني، الرمز الذي اختاره الفاشيون الجدد الإيطاليون بعد الحرب، ولا يزال شعار حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف.
في غضون ذلك، وفي انسجام مع حلفائها الشعبويين والمدافعين عن سيادة الدولة في أوروبا، هنأت مارين لوبان بحرارة جورجيا ميلوني وماتيو سالفيني، قائلة إن “الشعب الإيطالي قرر أن يأخذ مصيره بين يديه في مواجهة اتحاد أوروبي غير ديمقراطي ومتعجرف”.
أما بالنسبة لليمين الفرنسي، فقد رفض قادة حزب الجمهوريين، النموذج الإيطالي للتحالف مع اليمين المتطرف، لكنهم يتبنون مخاوف الحزب. حيث أعلن النائب في البرلمان الأوروبي عن حزب الجمهوريين، أن الخطر الحقيقي على أوروبا ليس جورجيا ميلوني، بل هو ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية في إيطاليا.
من جهة أخرى، يبدو أن السلطة التنفيذية في فرنسا لا تريد الخوض في ما يشكل أول مفارقة في إيطاليا منذ عام 1945. وفي هذا الصدد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “كجيران وأصدقاء، يجب أن نواصل العمل معا ”، لا سيما في وقت يجب العمل معا في مواجهة أزمة الطاقة والحرب في أوكرانيا.
لكن من جهة أخرى وفي الوقت الذي لا يزال يتعين على روما أن تتلقى 140 مليار يورو من خطة الطوارئ الأوروبية، أشارت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية لورانس بون، إلى أن الأحزاب الشعبوية يمكنها تغيير مواقفها لا سيما فيما يتعلق بالقضايا الأوروبية.
عدم يقين جيوسياسي
رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، استهدفت حزب مارين لوبان، قائلة إن اليمين المتطرف “لا يخفف من مخاوف الأغلبية. كما أن عدم اليقين الجيوسياسي يبدو أنه قد حد كثيرا من هامش المناورة أمام السلطة التنفيذية، بعيدا عن الوقت الذي كان فيه إيمانويل ماكرون يمارس معركة ليّ الذراع مع ماتيو سالفيني، وزير الداخلية الإيطالي.
وكان الرئيس الفرنسي قد ندد في يونيو 2018، بـ“السخرية واللامسؤولية” لإيطاليا التي رفضت الترحيب باللاجئين من السفينة الإنسانية “أكواريوس”.
وكانت جورجيا ميلوني، إحدى الشخصيات الثلاث المتحالفة مع سالفيني حينها، وقد دعت في مقطع فيديو إيمانويل ماكرون إلى “الصمت”، متهمة إياه “بالنفاق”.