- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
متى تعود سوريا إلى الجامعة العربية؟.. مسؤول وخبراء يجيبون
متى تعود سوريا إلى الجامعة العربية؟.. مسؤول وخبراء يجيبون
- 22 مارس 2023, 4:25:51 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع تسارع الزخم نحو عودة سوريا لحاضنتها العربية، والانفتاح الإقليمي بين الدول العربية ودمشق، تتزايد الأسئلة عن الخطوة التالية.
زخم بدأته دولة الإمارات كعادتها في الإقدام نحو أي خطوة تقود المنطقة والعالم نحو السلام والاستقرار، عندما أصبحت أول دولة عربية تستعيد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، كما اختاره الرئيس السوري بشار الأسد كأول دولة عربية يزورها من العام 2011، وكرر الزيارة مؤخرا.
وحول آليات عودة سوريا للجامعة العريية وتوقيته، وهل يشارك الرئيس السوري بشار الأسد بالقمة المقبلة، استطلعت "العين الإخبارية" رأي مسؤول سوري، وخبراء بشأن تلك النقاط.
مسؤول سوري: حريصون على وحدة الصف
وفي هذا السياق، أكد عبدالقادر عزوز، المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السوري، أن "المنطقة وبلاده تشهد العديد من جهود الوساطة من أجل التقارب، واستئناف العلاقات العربية السورية".
وأبرز "عزوز" في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" اليوم، أن "شغل سوريا مجددا مقعدها فى منظمة العمل العربي المشترك رسميا، يستلزم قمة عربية تلغي مفاعيل قرار تجميد عضوية سوريا، وبعد ذلك يمكن دعوة سوريا للمشاركة فى أي قمة عربية".
وأشار في هذا الصدد، إلى أن "سوريا حريصة على ذلك، وهناك كثير من الأخوة والأشقاء العرب حريصون على استئناف العمل العربي المشترك".
ونوه المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السوري إلى أن بلاده منذ قرار تجميد عضويتها (في الجامعة العربية) لم تتوقف عن دعم المبادرات العربية المشتركة والتعاون والتضامن العربي، وهناك جهود ووساطة لتصحيح ما جري فى عام 2011.
وفي هذا الصدد، أكد "عزوز" أن "المنطقة وسوريا تشهد العديد من جهود فى الوساطة من أجل التقارب واستئناف العلاقات العربية السورية"، مشيرا إلى أن "سوريا حريصة على وحدة الصف والتضامن العربي، والعمل العربي المشترك".
خبراء: "خطوة حتمية"
وفي تعقيبه على إمكانية عودة سوريا للجامعة العربية، اعتبر الأكاديمي المصري والخبير السياسي طارق فهمي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن "عودة سوريا لمحيطها العربي، سيكون مطلوبا ومطروحا في القمة العربية المقبلة بالسعودية، وستكون قمة عودتها لشغل موقعها في الجامعة".
وبسؤاله عن آليات عودة سوريا للجامعة العربية، أجاب فهمي: "هناك آليات قانونية حاكمة للموقف، فكما خرج قرار التجميد من الجامعة العربية واستبعدت بقرار من مؤسسة القمة، لابد أن تعود من خلال عملية تصويت على عودتها".
وقبل هذا التصويت، قال الخبير السياسي، إن المطلوب أن يكون هناك إجماعا عربيا، وتحركات من الأمين العام للجامعة العربية، ومناقشات مستفيضة مع الأطراف العربية المباشرة كدولة الإمارات والسعودية ومصر والأردن والجزائر وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، وإزالة أي معوقات لعودة دمشق للجامعة".
وشدد في هذا الصدد، على أنه "لا توجد موانع كثيرة لإعادة سوريا مجددا لمحيطها العربي"، ملمحا إلى أن "سوريا كانت ستعود في القمة العربية الماضية في الجزائر لولا بعض الإشكاليات المرتبطة بها".
ونبه "فهمي" إلى أن "الموقف العربي الإنساني تجاه الزلزال الذي ضرب سوريا وما تلاه عكس مواقف جديدة فى إطار عودة سوريا للجامعة العربية".
تمتين العلاقات العربية
واليوم الأربعاء، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن "هذه المرحلة من التحولات المتسارعة، بحاجة إلى حوارات مكثفة وعمل استراتيجي بين دول المنطقة".
وأضاف خلال استقباله كمال خرازي رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيراني: "يتحتم على دول المنطقة التحرك باتجاه تمتين العلاقات فيما بينها بما يؤمن لها شبكة حماية من أي سياسات عدوانية بمختلف أشكالها".
وبحسب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، فإن مؤتمر القمة العربية سيعقد في مايو/أيار المقبل، بالسعودية.
تحولات إيجابية
وساهم زلزال 6 فبراير/شباط الذي ضرب دولتي سوريا وتركيا، وخلف آلاف القتلى والجرحى، في مزيد من الانفتاح العربي على التعامل مع سوريا.
وأجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أعقاب الزلزال اتصالا هاتفيًا هو الأول له منذ قدومه إلى السلطة في 2014، بنظيره السوري بشار الأسد، أعرب خلاله عن تضامن القاهرة مع دمشق.
ويرى مراقبون أن "الاتصال كان بمثابة تحول إيجابي في العلاقات المصرية السورية".
وأشار المراقبون إلى أن "المد التضامني مع دمشق قد يفتح الباب لاتصالات أوسع ومحادثات تمهد لعودة سوريا للجامعة العربية".
وأضيف الاتصال إلى مؤشرات أخرى رجحت تلك التوقعات، بينها زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى العاصمة العُمانية مسقط، للقاء السلطان هيثم بن قابوس سلطان عمان، في ثاني زيارة له إلى دولة عربية بعد زيارة دولة الإمارات، منذ عام 2011.
وفي أعقاب ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مؤخرا أن "إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل النظام السوري، وأن الحوار مع دمشق مطلوب، حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية".
وتخلل المد الإنساني، تحرك عربي قادته دولة الإمارات التي كان لها السبق في استئناف العلاقات مع سوريا، والدعوة لعودة دمشق إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، لعدم تركها فريسة لتدخلات إقليمية ودولية.