- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
مجدي الحداد يكتب: سلاح الفيتو الأمريكي ذو الحد الواحد فقط والموجه ضد العرب
مجدي الحداد يكتب: سلاح الفيتو الأمريكي ذو الحد الواحد فقط والموجه ضد العرب
- 20 أبريل 2024, 4:48:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أجهضت الولايات المتحدة الآن منفردة باستخدامها حق النقض "الفيتو" قرار مجلس الأمن الخاص باعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مستقلة وكاملة السيادة على أراضيها.
وكانت الولايات المتحدة إذن الدولة الوحيدة التي استخدمت حق النقض تلبية لمطالب دولة الكيان بعدم منح العضوية للدولة الفلسطينية، وحيث أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الأصلاء، والتي استولى عليها الصهاينة عنوة، وبالغدر والخديعة والخيانة وقوة السلاح.
وفي الحقيقة لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض ضد كل قرار صادر من مجلس الأمن محايد وغير منحاز، ويخدم السلم والأمن الدوليين، وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، ويكون قراراها المتعلق باستغلالها لحق النقض دائما منحاز للعدوان الصهيوني على بلدان وشعوب المنطقة، وهذا يفسر إما إعطاء ضوء أخضر لدولة الكيان في كل عدوان تعتدي بها على دول وشعوب المنطقة، وخاصىة الشعب الفلسطيني، أو مشاركتها فعليا في هذا العوان، ويجب أن نتعامل معها إذن بكل واقعية في ضؤ هذا المعطي من غير أن ندفن رؤسنا في التراب.
وهذا الفيتو الأمريكي المعهود، والذي يصب دائما لصالح الصهاينة، وكما أسلفنا، يعكس من ناحية أخرى الانحياز الجائر والظالم و التاريخي مع دولةالكيان ضد ؛ ليس فقط المصالح العربية والفلسطينية، ولكن أيضا ضد الحقوق التاريخية للفلسطينيين بصفة خاصة والعرب بصفة عامة.
فهل المصالح الأمريكية التي تتشدق بها الإدارات الأمريكية المختلفة، في هذه المنطقة المنكوبة بالتواجد الصهيويني من ناحية، والأنظمة العميلة التي تخدم عليه -كثمن لبقائها، واستمرارها، على الرغم من إرادة شعوبها- من ناحية أخرى، تقتضي الاستمرار في ممارسة هذا الظلم التاريخي، والأمريكي في الأساس، ضد حقوقنا التاريخية في العيش الكريم، وفي أراضينا، بله عقر ديارنا ؟!
أفلا يشجع هذا النهج الأمريكي عودة شعوب المنطقة في التفكير مرة الأخرى في الكفاح المسلح؟
وهنا لنا أن نسأل مرة أخرى: من الذي يشجع ويحرض على الإرهاب وعدم الاستقرار في هذه المنطقة من العالم؟
والمستفز هنا، والمحرض الرئيسي على مزيد من الكراهية، هو ما أعرب عنه مندوب الولايات المتحدة بالأمم المتحدة من أن الولايات المتحدة لا ترى إمكانية منح العضوية لفلسطين كدولة مستقلة إلا عبر المفاوضات المباشرة.
ونحن نعلم، والعالم كله يعلم ماذا تعني المفاوضات المباشرة مع الصهاينة. فهي تعني، وفي نهاية المطاف، القضاء على أي أمل للفلسطينيين في إنشاء دولة مستقلة ذات سيادة خاصة بهم، وعلى غرار ما قادت إليه المفاوضات المباشرة في أوسلو مثلا - وقبلها في كامب ديفيد - وما تمخضت عنه اتفاقات أوسلو.
والغريب هنا أن دولة الكيان قد أعلنت غير مرة، كما أعلن سفيرها بالأمم المتحدة، وفي تلك الجلسة وقبل التصويت، بأن قيام دولة الفلسطينية يشكل خطر وجودي على دولة إسرائيل.
فهل تضحك الولايات المتحدة علينامنا إذن، وتهزأ بنا بشأن تلك المفاوضات المباشرة، والتي لن يحصل الفلسطينيون من خلالها على أي شيء، وكما أسلفنا، أم ماذا؟
بصراحة وبكل وضوح، فقد أثبتت الولايات المتحدة، ومرة أخرى، و من خلال مواقفها المختلفة، انها شريك كامل ومباشر في كل الجرائم التي ارتكبتها، ولا تزال ترتكبها دولة الكيان ضد غزة الآن بصفة خاصة، وفلسطين المحتلة بصفة عامة، من ناحية، وكل الجرائم الأخرى في المنطقة وبما في ذلك دعم الأنظمة العسكرية الفاسدة المستبدة بالمنطقة، والمعادية، وعلى طول الخط لشعوبها، وحق تلك الشعوب في حياة حرة كريمة، وكما بينا.