- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب: على هامش حادث الطائرة الإيرانية
مجدي الحداد يكتب: على هامش حادث الطائرة الإيرانية
- 20 مايو 2024, 9:42:55 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على الرغم من إنني لست خبيرا في مجال الطيران إلا انه كان لدي بعض الملاحظات والتحفظات من لحظة أن أُعلن عن اختفاء الطائرة الإيرانية ، والتي كانت تقل أربعة شخصيات رسمية قيادية إيرانية ، وهم على الترتيب وفقا لترتيبهم الوظيفي الرسمي بإيران ؛ كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ، ووززير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان ، ومالك رحمتي محافظ أو حاكم محافظة إذربيجان الشرقية ، ومحمد على الهاشم ممثل المرشد الإيراني في محافظة أذربيجان الشرقية وإمام صلاة الجمعة في محافظة تبريز .
فكيف لطائرة تحمل شخصية بوزن رئيس الجمهورية ، وعدد من القيادات الإيرانية الأخرى بهذا الحجم السالف الذكر ، ولا يكون بها مثلا الأجهزة الخاصة بالتتبع ، والمرتبطة باٌقمار الصناعية ، أو حتى الهواتف الخلوية والمعروفة باسم الثريا والمتصلة أيضا بالقمار الصناعية ، والتي يحملها عادة الدبلوماسيين ، والشخصيات القيادية الرسمية وغيرهم ، وحتى إذا ما حدث حادث غير عادي ، كالذي حدث لهؤلاء القادة الإيرانيون ، أمكن الاتصال بهم والتواصل معهم ، او تواصلهم مع أقرب الأجهزة المعنية من موقع الحادث لإنقاذهم ، أو تخليصهم ، وطاقم الطائرة من أي مأزق يمكن أن يتعرضوا له ؟!
فحتى السيارات الحديثة الآن والعجلات البخارية لا تخلو من أجهزة التتبع ال GPS ، وحتى إذا ما فقدت أو سرقت أمكن التوصل إليها ؛ فكيف تخلو ــ وكما أسلفنا ــ طائرة رئاسية تحمل على متنها رئيسا للجمهورية ووزير خارجيته ، وغيرهم مما ذكرنا ، من هذا الجهاز بحيث يتعذر الحصول عليها بعد سقوطها في الواحدة والنصف من بعد ظهر أمس ، وحتى هذه اللحظة ؟!
فهل هو إذن عمل مدبر ؟
وإذا كان كذلك ؛ فهل هو عمل داخلي أم خارجي ، ام مشترك بين خارجي ــ ومن قبل دولة الكيان مثلا ــ وعملاء وخونة بالداخل الإيراني قدموا مساعدات لوجستية من نوع ما ؟!
مرة أخرى ؛ من غير المقبول ، ومن غير المتصور خلو أي طائرة في الدنيا من أجهزة التتبع ال GPS ، فهل توفى الرئيس الإيراين ووزير خارجيته وكل من كان على متن تلك الطائرة مثلا ، وبعد مضي كل هذا الوقت ، ومن غير أن تصلنا أي أخبار مؤكدة عن حقيقة حالتهم الراهنة !
وإن كان هناك جرحى جراء ارتطام الطائرة بالأرض مثلا نتيجة لسؤ الأحوال الجوية ووجود الضباب الذي يعيق الرؤية الواضحة بالنسبة للطيار ـــ وكما أفادت بذلك وكالات الأنباء الإيرانية ذاتها ــ فتأخر الوصول إليهم يزيد حالتهم خطورة ، وينقص كل أمل في إنقاذ حياتهم ، وبعد مضي كل هذا الوقت !
ولكن تصرفات النظام الإيراني ، والتي يمكن قرائتها من بين السطور ربما تشي بأن لديهم معلومات مؤكدة بوجود وفيات لا قدر الله ــ ونحن نتمنى السلامة لكل ركاب الطائرة وطاقمها بطبيعة الحال ــ بدليل تكليف نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر بمباشرة مهام الرئيس ، والاجتماع بكل أركان الدولة لتسيير أمورها والحفاظ على النظام واستقرار النظام ، كما دعا إلى ذات المعنى المرشد الإيراني ذاته ؛ على خامنئي !
ومن أغرب ما سمعته من مراسل الجزيرة الإيراني في طهران قوله أن تلك المنطقة ، والمحتمل سقوط الطائرة بها ، هي منطقة غابات ، ومنطقة موحشة وتكثر بها الحيوانات المفترسة التي يمكن أن تهاجم الإنسان - وربما هذا تعبير مخفف عن قوله ؛ تأكل الإنسان ، أو جثث الموتى " !
وهذا الحادث الغريب يذكرنا ، وعلى أية حال ، باعتراف وزير الدفاع الأمريكي السابق وليام بيري في عهد إدارة كلينتون بابتكاره نظاما للهجوم السيبراني للمفاعل النووي الإيراني ــ وقد ذكر ذلك في كتاب تم ترجمته ،و نشره من قبل سلسلة عالم المعرف التي تصدرها دولة الكويت بالعدد رقم 468 ، بعنوان : "رحلتي على شفا الهاوية النووية " ــ قد تم بنجاح إتلافه وتعطيله . وهو النظام الذي يبدو أنه قد تبنته من بعد دولة الكيان في الهجوم على مفاعل نطنز الإيراني عدة مرات ، وعلى أجهزة الطرد المركزي التي استحدثتها إيران بصفة خاصة .
أما بعد ؛ ومرة أخرى ؛ فأنا لا استبعد إذن وجود أصابع صهيونية وراء ذلك الحادث لبعث ، وإرسال أكثر من رسالة ، وهذا موضوع أخر .