مجدي الحداد يكتب: ما بين الحربين العالميتين الثانية والثالثة

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 14 أبريل 2024, 4:20:08 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لو لم يفشل مجلس الأمن في إصدار قرار بإدانة دولة الكيان، لما قامت إيران بمهاجمة إسرائيل. وهذا الفشل هو الذي اضطر ايران للرد، وذلك وفقا للتعقيب الرسمي الإيراني في تبرير  قصفهاللكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة.

وقد سبق هذا الفشل، فشل آخر لا يقل خطورة في حقيقة الأمر، فعلى الرغم من إصدار مجلس الأمن، ومنذ حوالي ثلاثة أسابيع، قرار بوقف إطلاق النار في غزة في منتصف شهر رمضان الماضي، وحتى نهاية هذا الشهر الكريم، أي لمدة أسبوعبن تقريبا، وإدخال المساعدات عبر معبر رفح، إلا إن إسرائيل لم تلتزم حتى بقرار مجلس الأمن على الرغم من انه قرار ملزم ، وبعكس القرارات الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقد حاولت الولايات المتحدة تمييع هذا القرار بعد صدوره من خلال وصفه من قبل مندوبتها بالأمم المتحدة بأنه قرار غير ملزم، فرد عليها مندوب الصين قائلا أن كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن هي قرارات ملزمة، ووفقا لميثاق الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من هذا السجال السابق بين الولايات المتحدة وبقية أعضاء مجلس الأمن، فكان المقصود بتعقيب مندوبة الولايات المتحدة السابق هو إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل بانتهاك هذا القرار، والصادر من مجلس الأمن، وقد فعلت بالفعل، وحتى اللحظة، وضربت به عرض الحائط، كما لم تلتزم حتى بإدخال المساعدات عبر معبر إيريز.

لكن ينبغي التنويه هنا أن الفشل المماثل لعصبة الأمم -والتي كانت سابقة لنشئة الأمم المتحدة الحالية ومجلس الأمن- في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وبكل عدالة وحيادية ونزاهة وموضوعية، قد أدى إلى قيام الحرب العالمية الثانية.

ومن غير المستبعد إذن أن يؤدي فشل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الحاليين في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وبكل عدالة وحيادية ونزاهة وموضوعية، إلى اشتعال حرب عالمية ثالثة أيضا - وعلى الرغم من كارثيتها المتوقعة، إلا أنها يمكن أن تكون بردا وسلاما على كل مقهور ومظلوم ومقموع ومضطهد؛ سواء كان دولة أو أقليم أو مجتمع من المجتمعلت أو حتى فردا من الأفراد.

والدرس المستفاد هنا أن لا أحد يستفيد أبدا من عبر ودروس الماضي، فتتكرر نفس الكوارث، ولكن بشكل مضاعف- أو حتى أُسي؛ لمتولية هندسية مثلا - من حيث الأثر والتداعيات.

التعليقات (0)