مجدي الحداد يكتب : من شابه أباه فما ظلم

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 21 أبريل 2021, 2:00:20 م
  • eye 836
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد أن تعلموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل علموهم أيضا أن لا يلعبوا بالنار حتى لا يحرقوا أصابعهم - وكما يقول المثل ؛ وكذا كلمات أغنية لراغب علامة تقول ؛ " لا تلعب بالنار حتى لا تحرق صبيعك ..!

وعندما تكون هناك مسؤولية مكلف بها غير مسؤول وأكبر من إمكانياته يمكن أن تتسع وتتوسع النار ، 

أو النيران ، لتأكل وليعاذ بالله ما يتجاوز محيطة ..!

ويبدو أن جل أفريقيا تقريبا مرسوما لها أو مكتوبا عليها الإحتلال من نوع آخر ، و بالوكالة - ولكن على نحو أسوأ وأحط ..!

بعد رحيل الاستعمار الأصلي عنها شكلا وليس موضوعا ..!

فلم نكد نفق تقريبا على خبر مقتل رئيس تشاد إدريس ديبي إتنو ، 

حتى نسمع خبر تولى نجله محمد دبي رئاسة المجلس العسكري الذي سيحكم البلاد لفترة انتقالية حتى إجراء إنتخابات جديدة سيفوز فيها الابن قطعا وبمساعدة الجيش - التشادي طبعا - أو المجلس العسكري الذي يحكم البلاد الآن ..!

علما بأن محمد إبن الرئيس ، وعمره الآن 37 عاما ، كان أبوه رقاه لرتبة جنرال ، أي لواء - ... " أنا رقيتك يا كامل لرتبة فريق أول .. !"

 وليس هذا فحسب بل كلفه بقيادة الحرس الرئاسي - "وحتى يكون زيتنا في دقيقنا " ، فوقع الدقيق على حجر الرئيس ..!" - يعني الحرس الخاص بالرئيس ديبي نفسه - وبعدين مش مهم بقى يقولك إن ديبي يتقتل في شمال البلاد أو جنوبها من المتمردين - وقد قيل بالمناسبة إن الرصاصة القاتلة لم تأت للسادات من خالد الإسلامبولي أو جماعته ، بل جاءت من داخل المنصة ،

 حتى اسألوا مبارك إذا كان ممكن يرد عليكم ..!

لكن ، سبحان الله ، إدريس ديبي نفسه تولى السلطة من خلال تمرد مسلح أو انقلاب عسكري مسلح أطاح بالرئيس التشادي السابق حسين حبري .

ومنذ ذلك الوقت وديبي رئيساً مؤبداً للبلاد ، ولحوالي ثلاثون عاماً ، لحد لما ابنه زهق منه بقى ،

 وخاصة إنه حب يحكم لست سنوات أخرى في انتخابات قالوا إنه فاز فيها بنسبة 79% تقريبا - أهي أفضل برضه من 99.9% أو حتى 90% ..!

والعمر بيعدي بسرعة على الابن ، وربما خشي الأخير أن يحدث انقلاب على أبيه إذا أكتشف أحد غير المجلس العسكري - التشادي أيضا - انتخابات سلق البيض التي فاز فيها أبوه ، ومن ثم تضيع على الابن فرصة حكم تشاد التي أعد فيها الأب الابن ، ولكن بعد وفاته وفاة طبيعية ، وبعد عمر طويل .

بيد أن الابن تعجل الأمر ، وفي ظلة عدم اليقين الذي يجتاح القارة السوداء - "من جوه ومن بره ؛ يواد في سواد " - فتحرك الابن ضد أبيه عملا بقاعدة "الأقربون أولى بالمعروف" ..!

التعليقات (0)