- ℃ 11 تركيا
- 30 أكتوبر 2024
محللون إسرائيليون: أهداف الحرب مستحيلة.. والجبهة الشمالية ترقص على نغمة "نصرالله"
حذروا من 4 تحديات تنتظر جيش الاحتلال
محللون إسرائيليون: أهداف الحرب مستحيلة.. والجبهة الشمالية ترقص على نغمة "نصرالله"
- 12 نوفمبر 2023, 3:23:37 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أكد محللون عسكريون إسرائيليون أن الحرب الحالية على غزة لا يمكن أن تستمر بشكلها وقوتها الحالية، وهو ما يعني استحالة تحقيق الأهداف المعلنة للحرب.
ونقلت الصحف الإسرائيلية عن عدد من المحللين العسكريين قولهم إن الأهداف التي أعلنتها وحددتها إسرائيل من هذه الحرب، ألا وهما القضاء على حركة حماس، وإعادة الأسرى من قطاع غزة، بينهما تناقض بنيوي كبير يحول دون تحقيقهما معا، خاصة مع تزايد الضغط من الرأي العام العالمي الذي أجبر قادة الغربية على التخلي عن دعمهم المطلق لإسرائيل مثلما كان الحال في 7 أكتوبر وما تلاه من أيام، وبدأ بعضهم بالفعل في الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار بسبب ارتفاع أعداد الشهداء في غزة، خاصة من الأطفال والنساء.
تناقض بينوي للأهداف
أكد عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، أن هناك ما يصفه بـ"توتر بنيوي أخذ يشتد" بين الهدفين المركزيين للحرب على غزة: القضاء على حماس وإعادة الأسرى في غزة.
وقال "هرئيل": "يدعي الجيش الإسرائيلي أنه بالإمكان تحقيق الهدفين، وكلما يُمنح له الوقت من أجل زيادة الضغط العسكري على حماس، ستتحسن الاحتمالات أن تضطر حماس إلى إظهار ليونة أكبر في المفاوضات حول تحرير المخطوفين".
واستدرك "هرئيل": "إلا أن الاعتقاد السائد لدى قيادة الجيش الإسرائيلي هو أن إيقاف الحرب خلال أسبوع أو اثنين، يعني أن "أهداف الحرب لن تتحقق"، وفق ما أعلن أول من أمس.
وأوضح" هرئيل" أن الجهدين الأساسيين قد يصلان إلى نقطة صدام: المستوى السياسي سيتردد كيف سيتصرف، بينما سيتخوف الجيش من وقف الحرب، لمصلحة صفقة أسرى، وبعد ذلك سيكون من الصعب استئناف الهجمات بالحجم المطلوب من أجل توجيه ضربات شديدة لحماس.
احذروا محاصرة مستشفى الشفاء
مع تواصل التضييق الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي، وسط مزاعم إسرائيلية بتواجد مقر لقيادة حركة حماس أسفل المستشفى، حذر طال ليف رام، المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، من أن محاصرة المستشفى سيقدم فرصة لحماس من خلال زيادة الضغوط الدولية والانتقادات التي يوجهها العالم إلى إسرائيل. كما أشار إلى أن ذلك قد يؤدي إلى اندلاع أحداث عنيفة ضد يهود في العالم، بالإضافة إلى انخراط حزب الله في الحرب وتصعيده عملياته العسكرية ضد إسرائيل.
وأكد "رام" أن مرور الوقت لا يلعب لصالح إسرائيل، ومن هنا تأتي الفجوة الكبيرة بين الشعور بنجاح القوات في الميدان وبين الأسئلة الكبيرة حول ما إذا كانت العملية العسكرية، مهما تكون جيدة، ستقرب إسرائيل إلى تحقيق الأهداف الكبيرة لهزم حماس وإعادة الأسرى.
جدير بالذكر أن الإدارة الأمريكية سربت تقارير إلى وسائل إعلام أمريكية تكشف بأن وقت إسرائيل في الحرب بشكلها الحالي "محدود"، وأن أمامها أسبوع أو أسبوعين في الحد الأقصى من أجل وقف إطلاق النار في غزة. ويبدو الجيش الإسرائيلي معزول عن العالم، حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تشير إلى أن الجيش يتحدث عن أن الحرب ستستمر لشهور طويلة.
وأوضح المحلل العسكري أنه في حرب متعددة الجبهات مع تبعات عالمية، فإن عمليات عسكرية ناجحة للجيش الإسرائيلي لا تضمن شيئا بكل ما يتعلق باستيفاء أهداف العملية العسكرية، لكن من الواضح أنه يستحيل تحقيق الأهداف رغم النجاح في ميدان القتال.
وأشار "رام" إلى أن تهديد الأنفاق، مثلما تم التعبير عنه بالواقعة الصعبة التي قُتل فيها أربعة جنود عند فتحة نفق مفخخة، يجسد التهديد القادم على الجيش الإسرائيلي، ويتوقع أن تنتقل حماس من خوض قتال دفاعي إلى قتال ميليشيات في أطر أصغر.
4 تحديات أمام جيش الاحتلال
من جانبه، قال يوسي يهوشواع، المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الحكومة الإسرائيلية والجيش قدما وعودا كثيرة للجمهور الإسرائيلي من أجل تهدئته. لافتا أن هناك أربعة تحديات أمام جيش الاحتلال في غزة، ستتكشف في الأيام القريبة المقبلة.
وأوضح "يهوشواع" أن مستشفى الشفاء الذي تحول إلى هدف معلن للحرب، يمثل التحدي الأول، مع تكرار المزاعم الإسرائيلية بأن المستشفى يعد "مركز أعصاب حماس من الناحيتين العسكرية والسلطوية". ونوّه إلى جيش الاحتلال يحاصر المستشفى لكن عينه على "مصيدة الشرعية"، أي أنه يريد الامتناع عن تنفيذ عملية عسكرية تؤدي إلى زيادة الضغوط الدولية من أجل لجم العملية كلها. ويدعي الجيش في هذه الحالة أنه سينفذ عمليته "ببطء وحذر".
وأبان "يهوشواع" أن التحدي الثاني الذي ينتظر إسرائيل هو البعد الإنساني، الذي بدأ يحتل مكانا كبيرا لدى دول أيدت إسرائيل دون تحفظ في بداية الحرب.
كما أشار إلى أن التحدي الثالث يختص"بقضية القتال في المنطقة التي لم يصل الجيش الإسرائيلي إليها حتى الآن. ووفقا للتقديرات، فإن الأسرى الإسرائيليين يتواجدون فيها. وأضاف أن عملية إجلاء السكان يزيد من الاكتظاظ ويعزز التخوف من أزمة إنسانية خطيرة من خلال نقص بالطعام والمياه وظروف صحية سيئة، وهذه تطورات من شأنها أن تستهدف قوات الاحتلال والأسرى كذلك. والمخطوفين.
ووفق تقديراته، قال "يهوشواع" إن التحدي الرابع أمام قوات الاحتلال يتمثل في حالة الطقس، لافتا أن توقعات الأرصاد تقول إنه منذ بعد غد، الثلاثاء، ستكون هناك موجة شتوية ماطرة. مردفا: "وهذا يعني تقييد عمليات سلاح الجو وكذلك ستواجه القوات البرية، المتوغلة في المناطق المبنية وستتعرض لمخاطر الأزمة الإنسانية: فيضانات مياه الصرف الصحي وانتشار أمراض".
استنزاف الجبهة الشمالية
وبالحديث عن الجبهة الشمالية، أوضح "يهوشواع" أن الجبهة الشمالية مستمرة في الرقص على نغمة ناي (أمين عام حزب الله) حسن نصر الله، الذي يتمسك حاليا بعقيدة استنزاف الجيش الإسرائيلي، من خلال استمرار توقف القوات الإسرائيلية مكانها وإبقاء البلدات الحدودية الإسرائيلية خالية من سكانها.
وأشار "يهوشواع" إلى أن هناك توجه داخل الجيش الإسرائيلي يطالب بعدم نعي محور الدول السنية، وأن هذا التوجه يؤكد وجود الكثير من التعاون الذي ليس بالإمكان التوسع حوله في هذه المرحلة.
ونوّه إلى أن أيا من هذه الدول لن تجتث من أجل مصلحة إسرائيل تهديد قوة رضوان (قوة النخبة في حزب الله) عند الحدود، والأيام الماضية أكدت معضلة كيفية إبعاد هذا التهديد أو المخاطرة ببلدات إسرائيلية خالية تحسبا من التسلل إليها.
وأضاف أنه "في هيئة الأركان العامة يدركون أن انتهاء الحرب فيما قوات الرضوان باقية مكانها يعني فقدان السيادة (الإسرائيلية) عند الحدود اللبنانية. ولذلك، السؤال هو كيف يقتلعون هذا السن من دون إدخال الفم كله إلى حرب مختلفة كليا عن تلك الدائرة في غزة".