محلل سياسي بريطاني: حرب غزة ساهمت في تقارب تركي عربي خليجي

profile
  • clock 10 ديسمبر 2023, 1:01:13 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أكد معهد "تشاتام هاوس"، في تحليل له أن حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة والتي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة يؤكد بشكل خاص على أمرين، أولهما اهتمام تركيا بصنع مقاربة إزاء حرب غزة لا تقوم على منافسة دول الخليج، بل التكامل معها.

ويرى كاتب التحليل، غالب دالاي، الزميل الاستشاري في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد أن الحرب في غزة وتداعياتها ستزيد من تقارب تركيا مع دول الخليج، ومن ضمنها السعودية والإمارات، رغم أنه كان من المتصور أن تسبب تلك الحرب زيادة في التباعد بين تلك الأطراف.

وقد أظهرت القيادة التركية أنها ليست حساسة فقط تجاه تصور "الشارع العربي" فحسب، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بل تجاه النخب العربية وأنظمة الحكم أيضًا، ما يعني أن أنقرة لا تزال، حتى الآن، تدعم طريقة التعاطي العربي والخليجي مع غزة.


وباتت علاقات تركيا مع دول الخليج متطورة، مع الأخذ في الاعتبار أن أنقرة كانت منخرطة في منافسة شرسة مع الرياض وأبوظبي قبل بضع سنوات فقط.

تحركات أنقرة


ويقول الكاتب إن أنقرة كانت نشطة على الجبهة الدبلوماسية، حيث دعت إلى وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة وتوصيل المساعدات دون عوائق إلى القطاع، وقالت إن القضية الفلسطينية يجب أن توضع مرة أخرى على جدول الأعمال الإقليمي والدولي.

ولهذا الغرض، قام وزير الخارجية هاكان فيدان بجولة في عواصم إقليمية ودولية، حيث طرح فكرة نظام ضامن متعدد البلدان كوسيلة للتعامل مع الصراع - حيث تلعب تركيا، وبعض الدول العربية، والجهات الفاعلة الدولية المهتمة دور الضامن للجانب الفلسطيني.

بالإضافة إلى ذلك، وبسبب استياءها من دعم الغرب الذي لا لبس فيه لإسرائيل، ركزت أنقرة على الدبلوماسية الإقليمية، وبالتوازي، حاولت تدويل الصراع قدر الإمكان.

وتأمل أنقرة في مشاركة أعمق من جانب القوى غير الغربية مثل الصين وروسيا، وأن تقوم المؤسسات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب في غزة، وترى أن هذا من شأنه أن يحقق التوازن في الدعم القوي الذي يقدمه الغرب لدولة الاحتلال الإسرائيلي.


وحاولت أنقرة أيضًا حشد الدول العربية الإسلامية لتصنيف المستوطنين الإسرائيليين كإرهابيين وعنف المستوطنين كشكل من أشكال الإرهاب.

وتأمل تركيا الاستفادة من حقيقة مفادها أن قسماً كبيراً من المجتمع الدولي يعتبر المستوطنين ينتهكون القانون الدولي، فضلاً عن ردود الفعل العالمية على العدد الكبير من الفلسطينيين الذين قتلوا خارج غزة على يد المستوطنين اليهود منذ بداية الحرب.

تداعيات الأمن الإقليمي


ولدى تركيا قلق خاص من تداعيات حرب غزة على الإقليم، والتي سيكون أبرز ملامحها هو تدخل إيراني مباشر في سير الحرب، وهو أمر لا يزال مستبعدا حتى الآن.

لكن هناك احتمال خطير آخر، وهو إمكانية تحول غزة إلى نقطة جذب للمقاتلين الأجانب من أنحاء المنطقة والعالم، لا سيما أن فلسطين تضم القدس والمسجد الأقصى وهي أماكن مقدسة للعالم الإسلامي.

وإذا تحولت الحرب في غزة إلى أمر طويل الأمد، تعرف تركيا أن خطر جذب المقاتلين الخارجيين سيكون أمرا لا مفر منه، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مرحلة أخرى من التطرف مع ما يترتب على ذلك من آثار على الأمن الإقليمي والدولي.


تركيا واتفاقيات "أبراهام"


ويرى الكاتب أن تركيا لم تكن تعارض اتفاقيات التطبيع بين دول خليجية وعربية وإسرائيل، والتي جرت بداية من 2020 وعرفت بـ"اتفاقيات أبراهام"، وكان انتقاد انقرة لتلك الاتفاقيات يرجع جزئيا إلى الحالة المتوترة التي كانت تسيطر على علاقاتها مع الإمارات، بالإضافة إلى أن تركيا كانت قلقة من أن "اتفاقيات أبراهام" جرت دون أي اعتبار للفلسطينيين، إن لم يكن على حسابهم.

لذلك، وفي المستقبل، وعندما تظهر فكرة التطبيع مرة أخرى، يكاد يكون من المؤكد أن أنقرة ستدعو إلى دمج بُعد فلسطيني أقوى في العملية.

وهذا من شأنه أيضًا أن يمنح أي تطبيع من هذا القبيل مزيدًا من الشرعية والقبول الإقليمي، كما يقول الكاتب.

العلاقات التركية الإسرائيلية
ويقول الكاتب إن أكثر ما تضرر بالفعل جراء الحرب هو العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، والتي كانت قد دخلت مرحلة الدفء الحذر قبل تلك الحرب.

ويضيف أن فكرة ذوبان الجليد ومرحلة التعاون في العلاقات التركية الإسرائيلية قبل معركة "طوفان الأقصى" قد عفا عليها الزمن الآن.

 

المصادر

المصدر | غالب دالاي / تشاتام هاوس -

التعليقات (0)