- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
محمد سيف الدولة يكتب : تصفية القضية واخضاع الشعب الفلسطينى ( قراءة في نصوص اوسلو )
محمد سيف الدولة يكتب : تصفية القضية واخضاع الشعب الفلسطينى ( قراءة في نصوص اوسلو )
- 1 يوليو 2021, 2:30:17 م
- 805
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا أمل فى تحرير الأرض والمقدسات، قبل التحرر والتطهر أولا من أوسلو وجماعتها. وفيما يلى عرضا لخلاصتها وجولة فى نصوصها لمن لا يزال يشك فى ذلك أو تلتبس عليه الأمور.
انطلق الميثاق الوطنى الفلسطينى الصادر فى عام 1968 من ذات الثوابت التى حكمت الشعب الفلسطينى والمقاومة الفلسطنية منذ فجر المشروع الصهيونى فى المنطقة، اى منذ بدايات القرن العشرين.
واهم ما يتضمنه الميثاق ما يلى:
ان فلسطين، كل فلسطين هى ارض عربية محتلة.
وان دولة (اسرائيل) غير مشروعة ولن تكون.
وان المقاومة المسلحة هى الطريق الوحيد لاسترداد الارض.
من هذه الثوابت المبدئية انطلقت م.ت.ف فى حركتها منذ 1964 والى ما بعد عام 1982.
ففى عام 1982 اجتاحت القوات الصهيونية بيروت وهددت بارتكاب مذبحة ضد القوات الفلسطينية المرابطة هناك ما لم تخرج من لبنان. وبعد حصار وصمود دام 83 يوما، وفى ظل الصمت العربى الرسمى والتواطؤ الدولى، خرجت قوات المقاومة الى المنافى فى تونس وغيرها، بعيدا عن لبنان وعن حدود الارض المحتلة.
وفى تونس مورست كل انواع الضغط على ابو عمار ورفاقه، وتم تسويتهم على نار هادئة من اجل دفعهم الى الاعتراف باسرائيل والتسوية معها. الامر الذى نجح فى النهاية، بعد أن تم اخضاع ارادتهم واوصلهم الى توقيع اتفاقيات اوسلو فى عام 1993.
ما هى خلاصة اتفاقيات اوسلو:
هى التنازل عن ارض فلسطين التى تم احتلالها عام 1948.
والاعتراف بشرعية دولة (اسرائيل) وحقها التاريخى فى هذه الارض.
والقبول بان فلسطين هى الضفة الغربية وغزة فقط.
والتنازل عن المقاومة والكفاح المسلح كطريق لتحرير ما تبقى من الارض المحتلة.
واعتماد طريق المفاوضات طريقا وحيدا للحل.
ونزع السلاح الفلسطينى وتفكيك اى بني عسكرية فلسطينية.
والاكتفاء بقوات شرطة محدودة العدد ومقيدة التسليح، تُسلم قوائم باسمائها واسلحتها الى (اسرائيل)
واعتبار اى سلاح خارج سلاح السلطة المعتمد من (اسرائيل) غير مشروع يجب نزعه.
واعتبار اى شخص يحمل السلاح من غير افراد الشرطة الفلسطينية مجرم وارهابى.
مع التزام حديدى من السلطة الفلسطينية بتنظيف الارض من اى اعمال او عناصر أو منظمات تهدد امن (اسرائيل)، مما اسموه بالبنية التحتية للارهاب.
وان يتم ذلك من خلال لجنة التنسيق الامنى الفلسطينى الاسرائيلى المشترك.
ماذا اخذت السلطة الفلسطينية فى المقابل؟
أخذت وعدا، مجرد وعد، بالانسحاب التدريجى من مناطق بعينها، مع اعادة انتشار وتوزيع لقوات الاحتلال فى المناطق (أ) و (ب) و(ج) التى قسمت بها (اسرائيل) الضفة الغربية.
على ان يتم الانسحاب بشكل متناسب مع انجاز السلطة الفلسطينية لمهماتها الامنية.
وعلى ان يتم التفاوض على مراحل وصولا الى مفاوضات الحل النهائى التى لم يصلوا لها ابدا ولن يصلوا.
وفى هذه الاثناء ستتولى (اسرائيل) مسئولية الدفاع وستسيطر على الحدود مع مصر والاردن وعلى المعابر وعلى الطرق الرئيسية والمياه الاقليمية والمجال الجوى والاقتصاد والاموال.
وستحتفظ بعدد من المستوطنات فى الضفة الغربية وستتكفل قواتها بحمايتهم. وهى المستوطنات التى تضاعفت عدة مرات بعد توقيع الاتفاقية.
أما قضايا القدس واللاجئين والحدود والمياه ...الخ فسيتم تأجيلها الى الحل النهائى.
وفى جميع الاحوال ستكون الدولة الفلسطينية، ان قامت، دولة منزوعة السلاح.
المباركة الدولية والعربية:
باركت الولايات المتحدة وحلفاؤها ومؤسساتها الدولية هذه الاتفاقية فورا من حيث انها اول اعتراف فلسطينى على مدى قرن كامل بثلاثة امور:
1) شرعية (اسرائيل).
2) يهودية أو اسرائيلية فلسطين 1948.
3) نبذ وحظر المقاومة المسلحة كطريق للتحرير.
وبدأت بناء على ذلك حركة صهيونية امريكية ممنهجة لاعادة ترتيب كل الاوراق انطلاقا من التنازلات الفلسطينية الجديدة، وتولدت بالفعل حزمة من النتائج الخطيرة، كان اهمها:
ان أصبح كل من لا يعترف باسرائيل ارهابى.
وكل من يطالب بكل فلسطين ارهابى.
وكل من يقاوم الاحتلال ارهابى، يجب استئصاله وتصفيته واغتياله.
وبالطبع غير معترف به ومحظور التفاوض معه.
وأصبح سلاح المقاومة غير مشروع.
وصواريخها ارهابية مجرمة.
وأصبح العدوان على غزة دفاعا مشروعا عن النفس.
واعتبر نزع سلاحها هو اولوية صهيونية وامريكية ودولية و"عربية رسمية" قصوى.
كان ما سبق هو خلاصة اتفاقيات اوسلو وفيما يلى جولة فى بعض نصوصها:
أولا ـ من نص خطاب اعتراف م.ت.ف باسرائيل فى 9 سبتمبر 1993:
"تعترف منظمة التحرير بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن"
"إن المنظمة تلزم نفسها بعملية السلام في الشرق الأوسط وبالحل السلمي للصراع بين الجانبين، وتعلن أن كل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة سوف يتم حلها من خلال المفاوضات
وطبقًا لذلك فإن المنظمة تدين استخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بذلك من أجل تأكيد التزامهم ومنع الانتهاكات وفرض الانضباط لمنع هذه الانتهاكات."
"منظمة التحرير تؤكد أن بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تنكر حق إسرائيل في الوجود .. أصبحت الآن غير ذات موضوع ولم تعد سارية المفعول"
ثانيا ـ من نصوص خطة تينت الموقعة بين اسرائيل والسلطة فى عام 2002:
تبدأ السلطة الفلسطينية، فوراً، عمليات التحقيق واعتقال الإرهابيين في الضفة الغربية وغزة، وتزود اللجنة الأمنية بأسماء المعتقلين، فور اعتقالهم، وتفاصيل الإجراءات التي اتخذت.
تمنع السلطة الفلسطينية جميع أفراد قوات الأمن من التحريض، أو المساعدة، أو إعداد هجمات، على أهداف إسرائيلية، بما فيها المستوطنات.
يلجأ ممثلو الأمن، الفلسطينيون والإسرائيليون، إلى اللجنة الأمنية، ليزود كل طرف الآخر، وممثلي الولايات المتحدة، معلومات عن نشاطات إرهابية، بما فيها معلومات عن إرهابيين، أو من يشتبه في أنهم إرهابيون، ينشطون في مناطق خاضعة لسيطرة الطرف الثاني، أو يقتربون من هذه المناطق.
على السّلطة الفلسطينية، اتخاذ إجراءات رادعة، ضد الإرهابيين وأماكن اختبائهم، ومخازن الأسلحة، ومصانع إنتاج قذائف الهاون، وتقدم تباعاً، تقارير عن نشاطها هذا، إلى اللجنة الأمنية.
تعمل السلطة الفلسطينية وحكومة إسرائيل بصرامة، لمنع أفراد، أو مجموعات، من استعمال مناطق تحت سيطرتهما، لتنفيذ أعمال عنف. ويتخذ الطرفان إجراءات تضمن ألا تُستغل المناطق الخاضعة لسيطرتهما، لشن هجوم على الطرف الثاني، أو لتكون ملاذاً بعد تنفيذ عمليات هجومية
يبذل رجال الأمن، الإسرائيليون والفلسطينيون، جهوداً مشتركة، في البحث عن أسلحة غير قانونية ومصادرتها، بما فيها القذائف والصواريخ والمواد المتفجرة، في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وتبذل جهود قصوى، لمنع تهريب وإنتاج غير قانوني للأسلحة.
ثالثا ــ من نصوص خريطة الطريق الامريكية الموقعة فى 2003:
تنشر القيادة الفلسطينية بيانا تعترف فيه بشكل لا يقبل التأويل، حق اسرائيل بالعيش بسلام وأمن. وتدعو، فوراً، الى وقف الانتفاضة المسلحة وكل النشاطات العنيفة ضد الاسرائيليين في كل مكان. وتتوقف كل المؤسسات الفلسطينية عن التحريض ضد اسرائيل.
تعمل الدول العربية باصرار من اجل وقف التمويل الشخصي والشعبي للتنظيمات المتطرفة، وتقوم بتحويل دعوماتها للفلسطينيين عبر وزارة المالية الفلسطينية.
يستكمل الاسرائيليون والفلسطينيون الاتفاق الامني الجديد على اساس خطة تينت، بما في ذلك فيما يتعلق باقامة جهاز امني فعال ووقف الارهاب والعنف والتحريض بحيث يتم تطبيق ذلك على ايدي الجهاز الامني الفلسطيني الذي يعاد بناؤه بشكل فعال.
يتواصل التعاون الامني، وتصادر كافة الاسلحة غير القانونية ويتم تفكيك التنظيمات المسلحة بما يتفق مع الاتفاق الامني.
رابعا ــ من رسالة تطمينات الرئيس الأمريكي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي فى 14 ابريل 2004:
" وفقاً لخارطة الطريق يجب أن يُباشر الفلسطينيون بوقف فوري للنشاط المسلّح وكل أعمال العنف ضد الإسرائيليين في أي مكان. كما يجب أن توقف كافة المؤسسات الفلسطينية الرسمية التحريض ضد إسرائيل. "
"يجب أن تعمل القيادة الفلسطينية بصورة حاسمة ضد الإرهاب، بما في ذلك عمليات مستدامة، ومركّزة، وفعّالة لوقف الإرهاب وتفكيك القدرات والبنى التحتية الإرهابية.
" سوف لن يكون هنالك أمن للإسرائيليين أو الفلسطينيين إلى أن يتوحّدوا مع كل الدول في المنطقة وخارجها لمكافحة الإرهاب وتفكيك المنظمات الإرهابية."
" تُعيد الولايات المتحدة التأكيد على التزامها القوي بأمن إسرائيل، بما في ذلك حدود آمنة يمكن الدفاع عنها، وحماية وتقوية قدرة إسرائيل على الردع والدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات المتوقّعة."
" سوف تحتفظ إسرائيل بحقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب، بما في ذلك القيام بأعمال ضد المنظمات الإرهابية."
"سوف تقود الولايات المتحدة الجهود، وستعمل مع الأردن ومصر وآخرين في المجتمع الدولي لبناء قدرات وإرادة المؤسسات الفلسطينية على مكافحة الإرهاب، وتفكيك المنظمات الإرهابية، ومنع أن تُشكّل المناطق التي انسحبت منها إسرائيل خطراً يجب معالجته بأية طريقة أخرى".
خامسا ـ اتفاق فيلادلفيا بين مصر و(اسرائيل):
تم توقيعه فى اول سبتمبر 2005 بمناسبة الانسحاب الاسرائيلى من غزة وتم تعديله فى 11 يوليو 2007 بعد انفراد حماس بغزة.
وهو بروتوكول عسكرى بالاساس.
كما انه ملحق امنى اضيف الى اتفاقيات كامب ديفيد اى انه محكوم بمبادئها العامة واحكامها.
وهو ينص على ان تتولى قوة من حرس الحدود المصرى فى المنطقة المذكورة مهام منع العمليات الارهابية ومنع التهريب عامة والسلاح والذخيرة على وجه الخصوص وكذلك منع تسلل الافراد والقبض على المشبوهين واكتشاف الانفاق وكل ما من شانه تامين الحدود على الوجه الذى كانت تقوم به اسرائيل قبل انسحابها.
سادسا ــ من نصوص الاتفاقية الامنية بين (اسرائيل) وامريكا 16 يناير 2009:
"وان الاعمال العدائية والارهابية، بما في ذلك تهريب السلاح، وتنمية قدرات الارهابيين من تسليح وبنية تحتية، قد شكل تهديدا لاسرائيل، وان اسرائيل، مثل كل الامم، لها حقها الكامل في الدفاع عن النفس، بما في ذلك الدفاع عن النفس ضد الارهاب من خلال التحرك المناسب. "
"ورغبة منا في تحسين الجهود الثنائية والجماعية لمنع المنظمات الارهابية من حيازة السلاح، خاصة تلك التي تدير غزة، مثل حماس. "
"ونؤكد على ان وقف إطلاق النار النهائي والدائم يعتمد على منع تهريب او امداد حماس في غزة بالسلاح، وهي منظمة ارهابية، وكل المنظمات الارهابية الاخرى، وأن غزة يجب الا تكون قاعدة تهاجم منها اسرائيل ابدا."
الخلاصة:
1) ان اوسلو ليست سوى اتفاقيات ونصوص، هدفها الرئيسى هو تصفية القضية الفلسطينية وتثبيت وشرعنة الاحتلال الصهيونى لفلسطين 1948، وتمكينه من الاستيلاء وابتلاع وهضم ما تبقى من فلسطين فى ارض 1967، بعد تجريد الشعب الفلسطينى من اى مقدرة على المقاومة دفاعا عن أرضه.
2) وهى الحقيقة التى تؤكدها وتثبتها كل المشاهدات على الأرض خلال الـ 28 عاما الماضية، حيث ضربت (اسرائيل) عرض الحائط بكل التزاماتها فى الاتفاقية، وبدلا من الانسحاب من بعض الاراضى، احتلت واستوطنت المزيد منها، وأخذت فى طرد وتهجير الفلسطينيين وهدم منازلهم فى اطار مخطط الاستيلاء على القدس الشرقية ودمجها مع الغربية فيما يسمى بالقدس الموحدة، مع التحرش بالمسجد الاقصى واقتحام باحاته والتضييق على مصليه يوميا، فى اطار مخطط تقسيمه زمنيا مع المسلمين. فى الوقت الذى تقوم فيه باجبار قادة السلطة الفلسطينية على القيام بوظائفهم الامنية فى خدمة وحماية امن (اسرائيل) و(الاسرائيليين)، ليتضح للجميع ان هذه السلطة، وأيا كانت النوايا الطيبة لأى من عناصرها، ليست سوى أداة وسلاحا اضافيا فى أيدى قوات الاحتلال، ضد الشعب الفلسطينى.
3) وعليه فانه لا أمل فى تحرير الأرض والمقدسات، قبل التحرر والتطهر أولا من أوسلو وجماعتها.