محمد عبدالقدوس يكتب : الهجرة النبوية والسعي بين الجبلين

profile
  • clock 10 أغسطس 2021, 4:12:33 م
  • eye 620
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بدأت سنة جديدة عند المسلمين، وهي مؤرخة بتاريخ هجرة نبي الإسلام من مكة إلى المدينة المنورة، وعنوان مقالي قد تراه حضرتك يدخل في دنيا العجائب لأنني ربطت هذا الموضوع بالسيدة "هاجر" زوج سيدنا "إبراهيم" عليه السلام الذي ألقاها مع وليدها في صحراء قاحلة بناء على أوامر إلهية، وظللت تسعى بين الجبلين وهما الصفا والمروة تبحث عما ينقذ حياتها حتى تفجرت ينابيع المياه بين أيديها بعدما كانت على وشك الموت، وقامت السماء بتخليد ذكراها فجعلت السعي بين الصفا والمروة من أركان الحج الأساسية. 

والسؤال: ما علاقة هذه القصة بالهجرة النبوية الشريفة؟؟ 

والإجابة أنه درس للبشرية كلها بضرورة الأخذ بالاسباب من أجل تحقيق هدفك في الحياة، ومعونة السماء لك لا تأت إلا بعد أن تبذل جهدك وتستنفذ ما في طاقتك! 

وكان في وسع رب العالمين أن يجعل هجرة نبي الإسلام إلى موطنه الجديد غاية في السهولة واليسر، بدلاً من أن تكون مغامرة شاقة مليئة بالمخاطر حتى أنه أضطر إلى أن سلك طريق آخر غير الطريق المعتاد بين مكة والمدينة حتى لا يقع في قبضة المشركين!! 

وذات الدرس نراه في حكاية سيدتي "هاجر"! كان يمكن لينابيع المياه أن تتفجر فور وصولها إلى الصحراء القاحلة إنقاذا لحياتها لكنها أخذت تسعى بين الصفا والمروة سبع مرات قبل أن تجد ما ينقذ حياتها. 

ويقول العلماء عن التوكل الصحيح على الله أنه لا يكون إلا بعد الأخذ بكل الأسباب، والفارق كبير جداً بينه وبين التواكل الذي يعني أن تنتظر نجدة السماء دون أن تبذل أي جهد، وهو خطأ فاحش في حق نفسك ودينك الذي تؤمن به. 

التعليقات (0)