- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
محمد قدري حلاوة يكتب : بيقولوا صغير بلدي
محمد قدري حلاوة يكتب : بيقولوا صغير بلدي
- 5 أغسطس 2021, 1:21:40 م
- 788
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لست أدري لماذا أعشق لبنان؟.. مشاعر خاصة حميمة تربطني بتلك البقعة الساحرة من الشام الحبيب..هل يجمع أهل الحضارات القديمة وشائج خاصة غامضة؟..هل هي فيروز؟.. صوتها الملائكي وذبح أوتار كمنجات الرحبانية؟.. شدو ماجدة الرومي كطبقات السماء العالية؟..رشق الحنين في صوت وديع متسائلا عن أصحاب الدار؟.. مي زيادة معشوقة الجميع ونهايتها المأساوية؟.. جبران وهو يحذر منذرا بويلات الأمة؟.. سموق الجبال وشموخ أشجار الأرز؟.. هدوءها مسترخية في أحضان البحر؟.. غضبها المستعر ضد كل غاصب؟.. رواد الثقافة والصحافة وحرية الفكر والنشر؟.. مجلة " لولو" ومحاولات " طبوش" التقرب إليها؟.. " إلهام" معشوقة " أحمد" فى مغامرات الشياطين الثلاثة عشر؟.. جميلة هي كصبية لا تكبر.. وكبيرة كختيارة ناء كهلها بالحمول..
لأنها جميلة وفاتنة عصية على التملك والإغواء لم نتركها تحيا هكذا.. لأنها متمردة لابد من تقييدها بالأصفاد والسلاسل.. لآنها أنيقة لا مناص من تمزيق ثوبها إلى أسمال..بلاد الجمال والحرية تعري قبحنا.. زيفنا.. عبوديتنا.. وأد " لبنان" فيه حياتكم.. سبيها عزتكم وسؤودكم.. سعيرها دفء أبدانكم.. نحرها سباق تتنافخون فيه شرفا.. " لبنان" تعري جهلكم وحقدكم وبداوتكم.. أقتلوا " لبنان" ثم أرثوها بالقصائد والمدائح وبياناتكم الجزلة.. رملوا الحسان.. ألستم بهن أجدر وأحق؟... فرقوا الرجال يصفي لكم وطنهم مائدة سائغة بما لذ وطاب.. أي قطعة من الجسد المسجي تشتهون؟..
" نعترف أمام الله الواحد نعترف..
أنّْا كنا منك نغار..
وكان جمالك يؤذينا نعترف..
نعترف الآن..نعترف الآن..
بأنّْا لم ننصفك ولم نرحمك..
بأنّْا لم نفهمك ولم نعذرك..
وأهديناك مكان الوردة سكيناً..
نعترف أمام الله العادل نعترف..
بأنّْا لم ننصفك ولم نرحمك..
بأنّْا لم نفهمك ولم نعذرك..
بأنّْا جرحناك وأنا أتعبناك..
بأنّْا أحرقناك وأبكيناك"..
ما بين " ملوك الطوائف" وتمويلات الشيوخ والعواهل والأمراء والرؤساء والملالي وإسرائيل .. تتمزق أشلاء الوطن.." لبنان " الطبيعة الخلابة وبلد الفرص السانحة والكلمة الحرة.. صار مرتعا للفقر والفوضي والمرض...المسوخ وتجار الأوطان قادرون على تشويه كل شئ.. بارعون في تصوير القبح جمالا.. والخراب بنيانا وعمرانا.. هل قدر لبنان أنه يقع في منطقتنا المنكوبة؟.. هل نكبته أنه حمل صغير بين الذئاب الجائعة؟.. أم أن أعيننا أعتادت على القبح وصارت تمقت الجمال.. و عقولنا إستحكمت وإنغلقت على القهر وتتوجس ريبة من الحرية؟.. تبا للجميع.. واللعنة عليهم.. وسلاما على لبنان وأهلها..
" لبيروت من قلبي سلامٌ لبيروت...
و قُبلٌ للبحر و البيوت..
لصخرةٍ كأنها وجه بحارٍ قديمِ..
هي من روحِ الشعب خمرٌ ..
هي من..
عرقِهِ خبزٌ و ياسمين..
فكيف صار طعمها..
طعم نارٍ و دخانِ..
لبيروت..
مجدٌ من رمادٍ لبيروت..
من دمٍ لولدٍ حُملَ فوق يدها..
أطفأت مدينتي قنديلها..
أغلقت بابها..
أصبحت في السماء وحدها ...
وحدها و ليلُ..
أنتِ لي أنتِ لي..
أه عانقيني أنتِ لي..
رايتي و حجرُ الغدِ و موج سفرٍ..
أزهرت جراح شعبي أزهرت ..
دمعة الأمهات ..
أنتِ بيروت لي أنتِ لي..
أه عانقيني.."..