- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
محمد كامل خضري يكتب : روشنة
محمد كامل خضري يكتب : روشنة
- 8 يونيو 2021, 12:56:26 م
- 1083
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يدخل الصبية والمراهقين إلى الصيدلية يطلبون كيس جيل من أبو جنيه...والجيل هذا ماده هلامية توضع على الشعر ويمشط حسب التسريحة المطلوبة ثم يجف مع الوقت فيعطى ثباتا للتسريحةفلا يتنكش الشعر كما يصبح لامعا وهو مادة مستحدثة لم تكن على أيامنا...
فى تلك الأيام البعيدة إجتاحنى مايجتاح المراهقين وكنت واخد بالى من نفسى حبتين ،كنت أرى ذلك الممثل الأمريكى ذو الشعر اللامع والتسريحة المبتكرة(عامل فرق فى شعره) فى إعلانات كريم "تمارا" التى تملأ الشوارع مع أسنانه اللامعة على علب معجون أسنان "جبس سار" ونفسى يبقى شعرى زى شعره وكانت الميزانية لاتسمح بالدخول لعالم تمارا وشراء برطمان ولكن ظل الأمل يراودني فى شعر ناعم ولامع ومسبسب ... لاحظت أن شابا أكبر منى فى حتتنا آخر روشنة شعره لامع كحذاؤه وتسريحته صامدة دون إستعمال تمارا فسألته فقال لى إنه الصابون إغسل شعرك بالصابون ولا تشطفه كلية ولكن أترك بعض الرغاوى عليه ومشطه وعندما يجف الصابون ستتجمد التسريحة وتلمع وكأنها مدهونة بتمارا وقد كان غسلت شعرى وتركت بعض رغاوى الصابون وسرحته وأنتصب شعرى حسب ماأردت كأنه شعر تمثال حجرى ولكنه فاقد اللمعة...ولكن كلما لامسته طارت قشور رغاوى الصابون الجافة وصارت ملابسى كلها قشر وطبعا التجربة فشلت فشلا زريعا...ونسيت أن طبيعة شعرى جافة كشعور أبناء الصحراء وأقرب لشعور الأفارقة من شعور شعوب البحر الأبيض المتوسط وإستحالة أن يلمع...وتكررت هذه التجربة لكن مع الفازلين هو مش فازلين بالمعنى المعروف ولكنه أقرب للشحم الذى يشحم به الصنايعية رولمان البلى ولكن التجربة أيضا صاحبها الفشل لأن الحر الشديد فى تلك البلاد جعله يسيح ويوسخ ملابسى بل وأصبح شعرى ساخنا لا يطاق لأن الدهان يحتفظ بالحرارة ...ومرت تلك الأيام وفى يوم لقيت واحد صاحبى شعره بيلمع ومفرود وسايح قلت له أيوه أنا عايز من ده قاللى إنه الأرت هير الكريم السحرى لفرد الشعر...عندى شوية فى القزازة تعالى أفرد لك شعرك...سلمته رأسى وبمشطه بدأ العمل...وبعد أن إنتهى كان شعرى مفرودا ولامعا ولكن جلد رأسى إشتعل كأن مية نار نزلت عليه أتاري الحلاق بخبرته هو اللى كان بيفرد له شعره...منك لله ياحميدو بيتعلم فيا...غسلت رأسى بسرعة حتى أطفأ لهيبها ووجدت أن شعرى تساقط وبيتفرك ويترك سوادا كأن نارا إلتهمت حقلا من القمح وأن بؤرة من أثر الحريق أصبحت صلعاء منزوعة الشعر فى وسط رأسى أجبرتنى أن ألبس طاقية لعدة أسابيع !
ومع دخول الشامبو مصر كان نفسى أدخل عالم الشامبو علشان شعر ناعم ولامع ! وفضلت أحوش لغاية مابقى معايا 15 قرش رحت شارى كيس شامبو من إنتاج معامل سياج الكيماوية...أيوه هو سياج بتاع فندق سياج اللى فى الهرم وصاحب أكبر تعويض مقابل إستثمارات فى محكمة دولية ضد مصر واللى إشترى أرض فى سينا وإكتشفت الحكومة إنه مزدوج الجنسية (مصرى إيطالى)فرجعت فى البيعة وكانت لاتتجاوز ال2مليون دولار ...أخد تعويض بحكم دولى 200مليون دولار !طبعا إحنا كان بيحكمنا شوية لصوص متواطئين أو
فى أحسن الظن شوية مساطيل !
ورجعت البيت وفى لحظة هدوء صيفية وكل واحد لابد فى حتة طراوة حتى لايكتشفوا الرفاهية والتبذير والفشخرة اللى أنا فيها فى وقت كان تمن كيس الشامبو يجيب بطيخة وهأسمع لى كلمتين من فصيلة بدل ماتروح تجيب لنا بطيخة ولا كيلو عنب يطرى على قلبنا رايح تسبسب !
مسكت الكيس وأفرغته فوق رأسى 30 مل بالتمام والكمال وفضلت أدعك فى شعرى وبعد فترة بليت إيدى مية وزادت الرغاوية وخليته على دماغى قيمة ربع ساعة وبعدين شطفته وأخدت المشط ووقفت قدام المراية وسرحت شعرى لكنه لانعم ولا لمع !
إعلانات مضروبة وغش تجارى ومايفرقش عن الصابون فى حاجة صحيح مابيحرقش زى الصابون فى العينين بس برضو بيحرق !
ومن إرهاصات المراهقة أنى ذهبت يوما لتفصيل بنطلون وكانت الموضة أيامها وسط ساقط(زى بتاعت اليومين اللى فاتوا بالظبط حيث ترى الشاب إنكشفت مؤخرته وهو ساجد...وصدق من قال الشتيمة تلف تلف وترجع على صاحبها كذلك الموضة !) قد يتفق هذا التصميم مع أصحاب الجسم المسطح لكنى صاحب جسم له تضاريس وأول ماوصلت البيت ولبسته قدام أبويا شخط فيا وقاللى ترجع دلوقتى وتخلى الترزى يفكه ويعمله بنطلون بوسط أنت هتعمللى زى عبد الصبور !
عبد الصبور هذا عيل بلطجى كان بيرقص فى الأفراح الشعبية...عيل مايص لكن بصراحة كان بلطجى راجل ومجدع مش زى بتوع اليومين دول مزدوج الجدعنة !
ودخلت الجامعة وكان الشعر الطويل هو الموضة والواحد يقعد بالسنة مايحلقش شعره...كانت أمى تقول إحلق ياولدى فروة الخروف دى !
ومرت السنين وعجزنا وبقينا نحلق على الزيرو أو قريب منه ثم أصابنا الصلع وأصاب معظم الجيل ومن لم يصبه الصلع نتفته الأيام والحكومات المتوالية على الحى وربنا رزقنا فى الخواتيم بحكومة نفسها الأصلع يزرعوله شعر وينتفوهوله !
بيتلذوذابتعذيبنا بس كله يهون علشان مصر ماتبقاش زى سوريا والعراق...كانوا زمان بيحلقونا قرع علشان القمل والسبان ودلوقتى ولاة الأمر بيحلقولنا وكل ما نقول شوية حرية بيحلقولنا...وكل مانقول طيب شوية حقوق إنسان برضو بيحلقولنا ولا كأننا مواطنين ولنا حق المواطنة وأهمها شعر ناعم ولامع ومسبسب !