- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
محمد مصطفى شاهين يكتب: معركة الأمن المقاوم وعي وانتصار
محمد مصطفى شاهين يكتب: معركة الأمن المقاوم وعي وانتصار
- 26 يونيو 2022, 10:58:51 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ان انتصار المقاومة في معركة الوعي والرواية في مواجهة جيش الاحتلال ليس عملاً طارئاً بل نتيجة مراحل من التخطيط والعمل والرقابة وصولاً للنجاح الكبير الذي حققته في حرب العمليات النفسية و تجديدها للخطاب الأمني حيث انتقل الخطاب الأمني المقاوم من مرحلة الدفاع والتصدي للرسائل والعمليات الموجهة من الاحتلال إلى مرحلة صدارة العمل الأمني المقاوم بمهاجمة الاحتلال أمنياً من خلال عمليات أمنية فعالة تتناول جوهر الرسالة الأمنية بوسائل حديثة تواكب التطور المعلوماتي الحاصل في العالم من أمن سيبراني و وسائل تواصل اجتماعي و المواقع الالكترونية والإذاعات والمحطات التلفزيونية.
لقد عملت المنابر الإعلامية المقاومة على تعزيز التربية الأمنية للجبهة الداخلية ومنها القيام بالتعاون بين الأجهزة الأمنية للمقاومة بإنتاج عدد من الأفلام القصيرة تنبه الى المخاطر الأمنية كخطورة الثرثرة و اعترافات بعض ممن سقطوا في مستنقع الخيانة مما كان له الأثر لصالح الجمهور وتحصينهم بالفكر الأمني لمواجهة محاولات الغزو الأمني الصهيوني التي تأثرت كثيرا وتراجعت قدرتها في عمليات التجنيد بفعل الخطاب الأمني المتقن للمقاومة والذي مثل وعي وردع في مواجهة أساليب الإسقاط التي انتهجتها أجهزة الأمن الصهيونية بأدواتها المتعددة من صفحات المنسق و الناطق باسم جيش الاحتلال و الضغط الممارس على المعابر ومحاولات الإسقاط الأمني للحالات الإنسانية من المرضى وغيرهم من الفئات.
و تكاملت الجهود العسكرية مع الأمنية حيث نجحت أجهزة أمن المقاومة في التصدي لأجهزة أمن الاحتلال وحلفائها الذين يعملون ضد مشروع المقاومة خلال السنوات الأخيرة ومن ما كشف عنه مؤخراً تشكيل الغرفة الأمنية المشتركة لمحور المقاومة والتي تحمل دلالات كبيرة في مواجهة مخططات الاحتلال الأمنية ضد شعبنا ومقاومتنا.
ولا يزال رجال المقاومة مستمرون في بذل جهود كبيرة في الميدان الأمني لمواكبة التطور والحداثة ، ورغم أن ما تبذله المقاومة هي أنشطة سرية ومعارك دهاء تتسم بالصمت إلا أن ما كشفته المقاومة والإعلام يبرز أنها نجحت بتسجيل نجاحات عديدة بالتبصر بخطورة التكنولوجيا و عملوا على تعزيز سياسات الأمان ووظفوا أمن المعلومات والأمن السيبراني لخدمة المقاومة وهو ما اعترف الاحتلال بأنه تلقى ضربات أمنية فعلى سبيل المثال اخترقت كتائب القسام هواتف لضباط صهاينة في هيئات الأركان الميدانية وهيئة الأركان العامة، وتمكنت من ذلك بفتح حسابات مزيفة ووهمية بوسائل التواصل الاجتماعي مليئة بصور فتيات ، ووضعوا فيروسات بإمكانها السيطرة على هواتفهم وهو ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت أن أعضاء من حماس تواصلوا مع الجنود الصهاينة بلغة الشباب، و أقنعوا العشرات منهم بتحميل تطبيقات مزيّفة تسمح بالسيطرة على هواتفهم المحمولة.
لقد برز انطباع قوي لدى الشعب الفلسطيني بأن المقاومة تسير بخطوات مدروسة نحو تطوير الدرع الأمني لها بأساليب متطورة مستشعرة للمخاطر الأمنية ومزاوجة بين الأساليب الدفاعية تارة وبين الأساليب الهجومية تارة أخرى ، مدركين للعلاقة التبادلية والتكاملية بين الأمن والعمل العسكري نحو السير باتجاه معركة التحرير و ادراك منها مستوى التحديات الحقيقية التي تواجههم فكانت نشرات التوعية والإرشاد الأمني اعلامياً و تنظيمياً التي عملت على تحقيق المناعة الأمنية والتحصين المجتمعي بشكل فعال وكبير في مواجهة العزو الأمني من الاحتلال وأعوانه .
ولاتزال حرب العقول ميدان واسع تثبت فيه المقاومة يوم بعد يوم قدراتها وإمكانياتها البشرية واللوجستية وهنا نستدل بما نشرته صحيفة الغاردين البريطانية مؤخراً أن نشطاء مجهولي الهوية استخدموا تطبيق للياقة البدنية للتجسس على قادة جيش الاحتلال وتتبع حركات جنوده في عدد من القواعد العسكرية ، فلقد برز المجهود الأمني خلال معركة سيف القدس وكان واحدا من أهم العوامل التي ساهمت بشكل حاسم في الانتصار، واليوم التصور السائد في المستويات العسكرية والسياسية لدى الاحتلال هو أن القوة الأمنية والاستخباراتية لدى فصائل المقاومة هي التي ستحدد الحرب القادمة وسينعكس بشكل كامل على شكلها و طبيعتها الميدانية .