محمود ناجي يكتب : المحبة

profile
  • clock 9 يونيو 2021, 1:32:10 ص
  • eye 708
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بحب المسيحيين بصدق ونضافة وتجرد وإيمان بقيمتهم الإنسانية والتاريخية وإعجاب بخصال المحبة والسلام والتعايش في غالبيتهم ، محبة حقيقية بعيدة عن النفاق والسياسة والكلام المدهنن ، 

وعيت ع الدنيا في البلد دي لقيت بقايا ظواهر عنصرية وتمييز وسخة جدا كان أبرزها بالنسبة لي كطفل موجود في بيئة ريفية هو إن الفلاح المسيحي كان بينزل من على حماره لما يقابل مسلم مترجل وكانت شغلانة مستغربة جدا بالنسبة لي كطفل يعني ، 

ولما كنت بروح أصلي الجمعة كنت بلاقي خطباء الجمعة ورجال الدين بيتفننوا في الهجوم على المسيحيين وكان كل شيخ منهم عاوز يعمل بطل ويبني شعبية يقعد يلطش فيهم ع المنبر عيني عينك والناس وراه تقول آمين ، 

حتى الأطفال البريئة كانوا لما يحبوا يتلموا ويلعبوا كانوا بيطوفوا شوارع البلد وهم لابسين جلاليب مقلمة بالطول ويغنوا وبرضوا يشتموا المسيحيين ، وفي المدرسة كان مدرس العربي بيستبعدهم من حصته رغم انها حصة عربي مش حصة دين ، 

كل الأمور دي ثبتت في وجداني كطفل إن فيه حاجة غلط وان أكيد المشكلة مش في المسيحيين ، المشكلة عند اللي مش قادر يقبل وجودهم ويعترف بقيمتهم وحقهم الأصيل في تراب البلد دي ، محتجتش وقت كبير ولا عمر طويل عشان افهم ده ، 

وبفتخر إني قضيت عمري كله في علاقة محترمة وإنسانية كبيرة مع الكنسية في البلد ومع المسيحيين فيها على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم ، علاقة بتعني معنى فكرة النسيج الحقيقية ، علاقة مبنية على مواقف حقيقية في الشارع ووسط المجتمع ، مواقف كانت بتخلي الناس هنا تقول محمود مسلم بس جواه مسيحي ، وبالمثل الحقيقة كانوا وما زالوا بيبادلوني نفس الحب والمودة وبيدوني كل الدعم والمساندة في أي اتجاه ، 

وبفتكر ليهم على سبيل المثال اني كنت داخل انتخابات مجلس محلي محافظة الجيزة وكنت لسه عيل مستقل قدام عتاولة الحزب الوطني وكان النجاح مش بفروق كبيرة اوي وكانت منافسة صعبة جدا وكانت كل المؤشرات بتشي بسقوطي وشماتة العدوين ، 

عشان اتفاجئ ويتفاجئ الجميع في الساعات الأخيرة ب ١٩٠٠ صوت كتلة المسيحيين عندنا محطوطين ليا في الصندوق وكان الموقف ده مخالفة صريحة لتعليمات الأمن اللي كان بيوجه للحزب الوطني وقتها وكانوا سبب في نجاحي وصعودي على مستوى سياسي واجتماعي مقبول ، 

مواقف كتير الحقيقة وعلاقة بفخر بيها وبحرص دايما على تطورها وتنميتها واستمرارها ، وبتغمرني السعادة دلوقتي بعد التاريخ ده لما ببقى ماشي في الشارع ويقابلني شاب صغير مسيحي ويبتسم من قلبه لما يشوفني ويسلم علي بحرارة وسعادة ، ده بيختصر كل حاجة ..

التعليقات (0)