مد الأسلام الأخضريغزو قلوب الغربيين الحلقة ١٢

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 24 أبريل 2021, 5:21:44 م
  • eye 603
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


داعيهم هو القرآن


قصة إسلام البرازيليين واجنير و ريكاردو 

أحدهما  دارس وباحث والثاني سمع القرآن في بيت جده فلم ينس ما سمعه

ريكاردو .. أسلم بعد أن أمضي  8 سنوات من الدراسة والبحث عن الحقيقة ودراسة الأديان

 ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة، 

الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم، ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، 

فألحدوا أو علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم، يسير الإسلام بخطي ثابته بمده الأخضر في قلوب الغرب غير المسلم،

 فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية، وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه

 واثقي الخطي معلنين إسلامهم بل يتحولون من الدعوه لغيره ومحاولات النيل منه إلي الدفاع عنه والزود عن تعاليمه وكشف ما به من أسرارلمن يريد الإيمان،

 ليتحقق قول الرسول الكريم : " َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) صحيح مسلم ..

ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار،

 ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر" (مسند الإمام أحمد) ..

 بعد ثماني سنوات من البحث عن الحقيقة ودراسة الأديان، أيقن ريكاردو ساد Ricardo Saade طريقه إلى الله،

 واقتنع قناعة كاملة بقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: 19]، وأشهر إسلامه موحِّدًا بالله عز وجل.

.. تبدأ رحلة ريكاردو إلى طريق الحق حينما حانت ساعة الفراق، وريكاردو إلى جوار والده يودعه الوداع الأخير، كان الوالد لديه الكثير لكي يحدِّث به ولده حديثَ الصدق،

 والحقيقة التي تختلج في صدور الكثير من الناس، ولكن دافع الخوف على الجاه أو المنصب أو لاعتبارات أخرى، 

يجعلهم يفضِّلون الموت في صمت، دون الإقرار بالحقيقة الباقية "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

أراد والد ريكاردو أن يحوز الخير لولده، وهو يخشى عليه أن يتحول حينما يكبر في العمر إلى إنسان لا دين له، فقال له: يا بُنَيّ،

 إذا وصلت إلى درجة من الشك تؤدي بك إلى الإلحاد، فابحث عن الإسلام، ..دوَّتْ هذه الكلمات في مسامع ريكاردو، 

وهو الذي كان يرى والده مع كونه مسيحيًّا يحوز نسخة من القرآن الكريم، ويراه يقرأ فيها أحيانًا.

مضت الأيام وتخصص ريكاردو في علوم الأديان، وكلما ازدادت علومه ازداد شكه، كيف يكون لله ولد سبحانه؟! كيف يكون الله ثالث ثلاثة -تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا-؟! كيف.. وكيف.. وكيف..؟ أسئلة لم يجد لها إجابة. حينها تذكَّر كلمات والده الأخيرة قبل ثمانية أعوام، ومنذ تلك اللحظة بدأ رحلته للبحث عن إجابات شافية لدى الإسلام والمسلمين.

وبحث ريكاردو أولاً عن نسخة القرآن التي كانت لدى والده، فلم يجدها؛ لأن أخاه كان قد أهداها من قبل. وحاول الحصول على نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة البرتغالية، اتصل بالكثير من الناس، ولكن محاولاته باءت بالفشل. وفي نهاية الأمر وجد موقعًا على شبكة الإنترنت يبيع ترجمة معاني القرآن، فاشترى نسخة، وبدأ رحلته لدراسة القرآن الكريم، قرأه مرة واثنتين وثلاثًا، وبدأت قناعاته تتغير شيئًا فشيئًا، ولكن الشكوك ما زالت تحاصره.

ودخل على قاعات المحادثة على شبكة الإنترنت، وأخذ يوضِّح التناقضات الموجودة لدى الأديان الأخرى، ويدافع عن الإسلام؛ ليكون ذلك دافعًا ومحفزًا لغيره من البرازيليين لاعتناق الدين الحنيف.

جاء ريكاردو إلى مسجد في جواروليوس خلال شهر رمضان عام 2011، وقدمه الشيخ خالد تقي الدين إمام المسجد ليلقي كلمة بعد صلاة التراويح، فقال لروَّاد المسجد: إنه ما زال مسيحيًّا، ولكنه يريد أن يوضِّح حقيقة أن لدى المسلمين أعظم جوهرة على وجه هذه المعمورة، وأن عليهم أن يفتخروا بها، ويعطوها حقها، ألا وهي القرآن الكريم.

وأضاف: "لقد قرأته أكثر من مرة، وأشهد أن هذا الكلام ليس من صُنْع البشر".

ويوم ميلاد عيسى -عليه السلام- عند البرازيليين، كان موجودًا لحضور ومتابعة دورة للمسلمين الجدد بمسجد جواروليوس باحثًا عن إجابات لبقايا الشكوك التي كانت تراوده،

 وشاهد رفيقه في ذلك اليوم وهو يعلن إسلامه على الملأ، أمَّا هو فقد ظل أسيرًا لشكوكه، وقال يومها: لم يَحِنْ الوقت بعدُ.

يقول الشيخ تقي الدين: حينما وصلت إلى المسجد ذات صباح للتجهيز لأداء صلاة الجمعة، 

وجدته ينتظرني بوجه بشوش، مليء بالحيوية والنشاط، وبادرني بالقول: "جئت اليوم لأعلن إسلامي"! دقَّ قلبي سريعًا؛ فرحًا بسماع هذا الخبر.

انتهت الصلاة وتقدم ريكاردو الصفوف ليعلن شهادته على الملأ "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ووضع حدًّا لرحلة الشك الطويلة..

 ثمانية أعوام من البحث والدراسة، ثمانية أعوام كانت كافية، ليقتنع ريكاردو قناعة كاملة بقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: 19].

أسلم ريكاردو ساد (Ricardo Saade) وكان إسلامه فتحًا لقلب إحدى الأخوات البرازيليات التي كانت تحضر صلاة الجمعة، فتقدمت هي الأخرى لتعلن شهادتها.

أما الدكتور واجنير مسئول الصليب الأحمر في ولاية ساو بالو بالبرازيل..فقصة  إسلامه فتحت الباب واسعًا أمام الجدل حول مستقبل الجالية المسلمة في البرازيل، 

حيث صرح أن أصوله من زحلة اللبنانية، وأنه رأى واستمع جدّه أكثر من مرة يقرأ القرآن، وهذا يعني أن جده كان مسلمًا.

هذه الحقيقة دفعت الشيخ خالد تقي الدين الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية في البرازيل للتركيز في خطبة الجمعة على أهم الأمور التي تساعد في المحافظة على هوية الشباب المسلم في البرازيل، 

وهي التربية الإسلامية التي تعتمد على أربعة محاور: البيت، والمدرسة، والمسجد، والمجتمع. 

وبيَّن أنه إذا لم تكن هناك برامج واضحة وتعاون بين هذه المحاضن التربوية، فإننا سنخسر الكثير من شبابنا أمام أمواج المادية والإباحية العاتية.

الدكتور واجنير الذي أسلم على يد الدكتور الشيخ عبد الحميد متولي رئيس بعثة وزارة الأوقاف المصرية للبرازيل، دفعته القدرة الإلهية لزيارة أقدم مساجد البرازيل، 

ولدى وصوله الساعة الثامنة والنصف مساء وجد باب المسجد مغلقًا، إذ إن صلاة العشاء كانت قد انتهت منذ ساعة ونصف،

 ولكن مشيئة الله ساقت إليه أحد زوّار الشيخ عبد الحميد الذي اتصل به، فنزل ليلتقي بالدكتور واجنير ويرحب به ويشرح له شعائر الإسلام ومحاسن القرآن، والتي كانت سببًا لشرح صدره وقلبه لنور الإسلام.

ولد الدكتور واجنير في ساو بالو عام 1949م، لم يكن له دين كما صرَّح هو، وقال: "سمعت القرآن في بيت جدي، وخلال فترة حياتي

 والتي قضيتها في العمل التطوعي في الصليب الأحمر تجولت في الكثير من دول إفريقيا عام 1983م، 

ذهبت إلى رواندا، وتم حبسي من طفل مسلح يبلغ من العمر 9 أعوام، ورأيت الموت بعد أن تم ضربي بقبضة مسدس في رأسي، فأصابني إصابة فادحة"،

 وكشف عن الجرح الغائر في رأسه.

بعد ذلك أصبح منسقًا بالصليب الأحمر، ثم رئيسًا للفرع في ولاية ساو بالو أكبر الولايات البرازيلية وأكثرها سكانًا، 

ومع مرور الوقت كان يفكر في القرآن والإسلام وفي جدِّه الذي كان لا يدع تلاوة القرآن، واستقر به الحال أن يبحث عن أحد المساجد في ساو باولو،

 حيث أعلن الشهادة أمام جمهور كبير من المسلمين الذين كبروا تكبيرات الفرح والسرور بهداية هذا الرجل لنور الإسلام، والذي أعرب بعدها عن شعوره بمنتهى السعادة والاستقرار النفسي بعدما نطق بالشهادتين.

إن الدعاة والمشايخ في دولة البرازيل لا يتجاوز عددهم 60فردا، حسب إحصاء المجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية في البرازيل، يبذلون جهدًا قويًّا للمحافظة على هوية الجالية المسلمة وعرض الإسلام على المجتمع البرازيلي،

 ولكن هذا العدد قليل على دولة تبلغ مساحتها 8.500.000 كيلو متر مربع، وعدد المسلمين الذي يصل إلى مليون ونصف مسلم؛ 

ولذلك نهيب بأهل الإيمان والمؤسسات الخيرية التي تُعنى بشئون الأقليات المسلمة أن تُولِي اهتمامًا خاصًّا بهذه الأقلية، ولدينا يقين أنه إذا تم هذا التعاون والاهتمام فإن خارطة الإسلام ستتغير في البرازيل.

 


 

التعليقات (0)