- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
مريم السويطي تكتب: حرب أكتوبر.. غزة تفرض معادلات جديدة
مريم السويطي تكتب: حرب أكتوبر.. غزة تفرض معادلات جديدة
- 4 فبراير 2024, 8:03:31 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"رُبما ننفقُ كل العمر كي يثقب ثغرة ليمرّ النور للأجيال القادمة".
هذه العبارة تحاكي السابع من أكتوبر الذي عايشته فلسطين، مقاومون خرجوا من عمق الحصار والألم، باحثين عن الضوء الخافت وأن يبصروا شمس الحرية، لتروي فلسطين قصة حرب حملت مسمى "طوفان الأقصى" وأبطالها “عناصر كتائب القسام” قدموا ليعيدوا صياغة موازين القوى في الشرق الأوسط، ويؤكدوا أن إسرائيل وقوتها مجرد وهم وسراب.
فرضوا معادلاتٍ جديدة على إسرائيل متحكمين في قواعد الاشتباك وإدارة المعركة، ففي الصباح الباكر باغتت كتائب عز الدين القسام الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية فريدة من نوعها ولم تشهد الساحة الفلسطينية سابقة لها، ما أن خرج قائد أركان المقاومة محمد الضيف، بخطاب رسمي، حتى استيقظت إسرائيل على أصوات الرشقات الصاروخية، واقتحام المئات من عناصر المقاومة الفلسطينية لمستوطنات غلاف الاحتلال "جواً ، براً ، بحراً " من عدة محاور.
لم تمنعهم أسياج وحصون العدو من الوصول إلى فلسطين المحتلة ، وأن يكبروا باسم الله العالي بصلابة وتحدي وبرشاشاتهم تصدوا فكان إيمانهم أقوى من الطائرات والدبابات والحقوا الخسائر الفادحة بالعدو ما بين آلاف القتلى والجرحى والأسرى ، ليعلموا كل معتدٍ ظالم معنى شموخ الأمة العربية ويثأروا لجيلٍ بأكمله ، مدافعين عن المرابطين في القدس ، والاعتداء على النساء الفلسطينيات وسياسة الإعدام الميداني بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، واستمرار الاقتحامات وتدنيس الأقصى
اختيار زمان وسياق العملية كان له بعد ودلالات رمزية عربية لنعود في شريط الذاكرة ونرى الحدث الذي ترسخ على جدار الزمن " حرب أكتوبر عام 1973" التي شنتها الدول الثلاثة مصر ، سوريا ، فجاءت في الذكرى الخمسين لأكتوبر العربية.
طوفان الأقصى ضربة قاضية لإسرائيل
هذه الحرب التي أثبتت بكل مقاييسها الفشل الأمني الذريع لإسرائيل ، وبددت مقولة الجيش الذي لا يقهر وأوضحت مدى ضعفه وهشاشته ، فهزت منظومته الأمنية وترسانته الصهيونية ، حتى هذه اللحظة لم تستيقظ إسرائيل من تأثير الدهشة والصدمة ، فلم يرتسم في مخيلتها سيناريو المواجهة البرية مع المقاومة الفلسطينية في غزة ، لتخلف معركة الطوفان تداعيات وخيمة ألقت بأظلالها على العدو ما بين قتل العشرات من ضباط في الجيش والشرطة لديها، و الأزمة السياسية الداخلية وفقدان صورتها أمام العالم والفشل الاستخباراتي والعسكري الذريع الذي تعيشه الأن ، ( نقص بالأسلحة والمعدات العسكرية ، شلل وتضليل وانهيار في البنية التحتية ) ، انهار اقتصادها حتى شهدت أسعار البورصة في إسرائيل انخفاضاً غير مسبوق ، وركوداً وعجزاً اقتصادياً.
فأوضحت المشاهد التي عرضتها قناة الجزيرة لكتائب القسام أثناء اقتحامهم حاجز إيرز العسكري مدى بسالة وشجاعة عناصر المقاومة وضعف وهشاشة العدو ، يقتلون الجنود ويأسروهم ، ويحررون مستوطنات غلاف غزة ، وعسقلان ، وأسدود ، من بطش المستوطنين ، فالجيش الذي كان يروج لنفسه على أنه الأقوى في العالم لم يستطع أن يواجه المقاومة الفلسطينية بشكل بري ، والحكومة اليمنية المتطرفة التي كانت تدعو لقتل الفلسطينيين وإبادتهم باتت اليوم إسرائيل تستعطف وتسترحم العالم أجمع ، حتى أسقطت روايتها التي كانت تسعى دائماً لترويجها عبر الإعلام الدولي ، وما رأيناه من صياغة إعلامه للأخبار حول القتلى " مقتل بريطاني ، بولندي ، روسي ) بشكل معاكس للأيام الاعتيادية التي كان يصيغ الأخبار ب" مقتل اسرائيلي " باتت تصنف كل مهاجر جاء من أوروبا وأمريكا وروسيا وغيرها حسب دولته ، لتفصح بشكل واضح عن مدى تناقض أكاذيبها و روايتها الزائفة وتضليلها للحقائق ، ولتثبت جلياً بأن هذه الأرض للفلسطينيين فقط وأن الشعب الفلسطيني صامدٌ فيها كأشجار الزيتون الممتد منذ آلاف السنين وأن العدو أرادت أوروبا التخلص منه فأرسلته إلى أرضنا ليقتلوا أبناءنا ويهجروا أجدادنا بالمذابح وعصابات الهاغاناة وشتيرن.
عقب ذلك شنت طائرات الاحتلال الحربية عدواناً على قطاع غزة ، كُل حي في غزة استهدفه الاحتلال مستخدماً سياسة العقاب الجماعي ، في قتل الأطفال الأبرياء والنساء ،وكبار السن بقذائف حقده المدمرة ، وتريق دمائهم بقلب بارد ، فدائماً الأطفال هم بنك أهداف الاحتلال ، ويتعمد قصف المدنيين ، ومحاولة إبادة الفلسطينيين ، تدمير أحياءٍ كاملة ، مسح شامل ، واستخدام السلاح المحرم دولياً " الفسفور " ، في محاولة لفرض الانتقام ، مما أدى إلى ارتقاء ما يقارب ال 700 قمراً وإصابة آلف آخرين ، ، وتهجير ما لا يقل عن 200 ألف من سكان غزة بسبب الغارات الجوية كما أعلنت الأمم المتحدة ، فتعمد الاحتلال قتل المدنيين في محاولة لبث سياسة كي الوعي وإضعاف روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني ، قطعوا الماء والكهرباء والوقود والانترنت عن القطاع في محاولة لفرض سياسة لا موت لا حياة وسط حالة من الصمت الدولي التي تسود الأجواء ، ووزير جيش الاحتلال " غالانت " وصف الفلسطينيين بالحيوانات ، عبارة تنتهك الكرامة الإنسانية ، واستمرار العدو في اقتراف الجرائم بحق الفلسطينيين في غزة تدمير للمساجد على رؤوس من فيها ، إراقة دماء الأطفال وكبار السن والنساء والشباب في محاولة إعادة صورة جيشه المهزوم فشن عدواناً على قطاع غزة ، مستخدماً سياسة العقاب الجماعي ، في قتل الأطفال الأبرياء والنساء ،وكبار السن بقذائف حقده المدمرة ، وإراقة دمائهم بقلب بارد ، فدائماً الأطفال هم بنك أهداف الاحتلال ، ويتعمد قصف المدنيين ، ومحاولة إبادة الفلسطينيين ، تدمير أحياءٍ كاملة ، مسح شامل ، واستخدام السلاح المحرم دولياً " الفسفور " ، في محاولة لفرض الانتقام ، مما أدى إلى ارتقاء ما يقارب ال 1417 قمراً وإصابة آلف آخرين ، 800 قمرا أغتيلت احلامهم وأمنياتهم فتعمدت قتل المدنيين في محاولة لبث سياسة كي الوعي وإضعاف روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني ، قطعوا الماء والكهرباء والوقود والإنترنت عن القطاع وآخرون نزحوا من منازلهم وافترشوا العراء في محاولة لفرض سياسة لا موت لا حياة وسط حالة من الصمت الدولي التي تسود الأجواء ، واستمرار في اقتراف الجرائم بحق الفلسطينيين في غزة تدمير للمساجد على رؤوس من فيها ، إراقة دماء الأطفال وكبار السن والنساء والشباب في محاولة إعادة صورة جيشه المهزوم.
إسرائيل ابنة الغرب المدللة
بدأت الدول الأوربية تنزع قناع النفاق والتحضر وتسدل الستار عن وجهها الحقيقي القائم على ازدواجية المعايير والانحياز لطرف على حساب الآخر ، والصلافة والبجاحة بتصريحاتها الداعمة لإسرائيل ، وتجاهلها للمجازر الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
كشفت طوفان الأقصى مدى هشاشة إسرائيل واعتمادها على الدعم الغربي ، ولا سيما امريكا التي تعتبرها ابنتها المدللة وتزودها بالأسلحة والمصالح المشتركة القائمة بينهن، فمن خلال تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي أعلن دعمه الكامل لإسرائيل في كل شيء وماكرون وغيره وتزويدها بالإمدادات العسكرية لإسرائيل ، وتدعمها في قتل أطفال غزة ، وبريطانيا التي ساندت موقف إسرائيل في إبادة الفلسطينيين ، نرى بأن الغرب شركاء إسرائيل في مجازرها بحق الفلسطينيين في غزة ، والضفة ، والقدس إما في قتل الأطفال، أو في تدمير البنى التحتية والمؤسسات التعليمية والصحية ، وذلك عن طريق تزويدها من قبل أمريكا بالأسلحة المتطورة والقذائف القاتلة ، مما يشير إلى المشاركة العلنية الأمريكية في اقتراف المجازر والمذابح بحق الفلسطينيين ، وأما الدول العربية التي أعلنت التطبيع مع العدو تركت غزة وحيدة تدافع عن شرف أمة بأكملها ، وتصنع المجد ، وقفوا ضدها لأنه فقط أرادت استرداد فلسطين ودحر الاحتلال