تكبير الخط تصغير الخط

جاءت شهادة جيروم بأول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، أمام الكونجرس الأمريكي، بمثابة إنذار للأسواق مع تلميحه بلوغ الفائدة لمستويات تاريخية.

ومن المتوقع أن تتضمن شهادة باول أمام لجنة الشؤون المصرفية والإسكان والشؤون الحضرية بمجلس الشيوخ، تقريرًا عن مدى فاعلية قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة إلى أعلى مستوى لها في 16 عامًا من أجل كبح التضخم.

ويتراوح معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية، والذي يحدد معدل الإقراض بين البنوك ويؤثر بشدة على تكاليف الاقتراض على الصعيد المحلي، بين 4.5% إلى 4.75%، مع توقع زيادة أخرى في 22 مارس/آذار 2023.

رفع الفائدة بأكثر من المتوقع

وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" للمشرعين الأمريكيين، الثلاثاء 7 مارس/آذار 2023، إن المجلس سيحتاج على الأرجح لرفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع على خلفية بيانات قوية في الآونة الأخيرة، وإنه مستعد للتحرك بخطوات أكبر إذا أشارت المعلومات اللاحقة "بالكلية" إلى ضرورة فرض تدابير أكثر صرامة للسيطرة على التضخم.

وقال رئيس البنك المركزي الأمريكي في مستهل جلسة استماع أمام لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ "جاءت البيانات الاقتصادية الأخيرة أقوى من المتوقع، ما يشي بأن المستوى الذي ستصل إليه أسعار الفائدة سيكون على الأرجح أعلى من التوقعات السابقة".

وشدد "باول" على أن الزيادات المستمرة في معدل السياسة هي على الأرجح مناسبة في النظام من أجل أن يكون الموقف مقيّدًا بشكل كافٍ لاستعادة التضخم إلى 2% بمرور الوقت.

وفي رد فعل سريع بالأسواق، تراجعت الأسهم بعد فترة وجيزة من شهادة بأول؛ حيث خسر كل من مؤشر داو جونز الصناعي، ومؤشر S&P 500، وناسداك أكثر من 0.5%.

وبينما قد تكون بعض تلك القوة الاقتصادية غير المتوقعة راجعة إلى الطقس الدافئ وبعض العوامل الموسمية الأخرى، قال باول إن البنك المركزي يدرك أنه ربما أيضا تكون هناك علامة على أنه بحاجة إلى فعل المزيد لكبح التضخم، وربما يعود حتى إلى رفع أسعار الفائدة بما هو أكبر من خطوات الرفع ربع نقطة مئوية في كل مرة التي كان يعتزم المسؤولون تبنيها.

وقال "إذا أشارت البيانات إلى حتمية التشديد بوتيرة أسرع، فسنكون مستعدين لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة".

مستهدف التضخم لا يزال بعيدًا

ويستمر تقرير باول إلى الكونجرس، غدًا الأربعاء؛ حيث سيدلي بشهادته أمام مجلس النواب.

ولا تتضح الرؤية بعد متى سيتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع معدلات الفائدة، لكن محللي جولدمان ساكس، وبنك أوف أميركا يتوقعون زيادة أخرى في معدلات الفائدة بعد قراءة تضخم أعلى من المتوقع الشهر الماضي.

وقد تباطأ معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياته في 15 شهرًا، ليصل إلى 6.4% خلال يناير/كانون الثاني الماضي، مقابل 6.5% في ديسمبر/كانون الأول 2022، لكنه جاء أعلى من التوقعات التي رجحت تراجعه إلى 6.2%.

وتتوقع هذه البنوك الآن أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة إلى مستوى أعلى من 5.5%، ما يجعله أعلى مستوى منذ بداية الألفية.

أشار مؤسس Sevens Report، توم إيساي في مذكرة إلى العملاء حول التراجع الأخير لسوق الأسهم : "يقر السوق بأن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال بعيدا عن حقيقه هدفه".