مصطفى السعيد يكتب : مغالطات مروجي الإنبطاح

profile
مصطفى السعيد كاتب صحفي
  • clock 11 مايو 2021, 2:56:28 م
  • eye 693
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مع كل صدام بين المقاومة والإحتلال يخرج بعض مروجي الإنبطاح لينتقدوا ويقللوا من شأن أي عمل مقاوم، 

وفي المعركة الأخيرة مع الإحتلال نجدهم يسوقون مبررات خائبة ومغلوطة، منها أنه لا توازن في القوى،

 وأن عدد الإصابات بصواريخ المقاومة محدود بينما خسائر المقاومين كبيرة، وهو تبرير غريب للإنبطاح،

 لو طرحته أي حركة تحرر في العالم ما تحررت، فيتنام فقدت أكثر من مليوني قتيل وهزمت الولايات المتحدة أكبر قوة في العالم والتي خسرت عددا اقل بكثير جدا، 

وقبلها هزمت فيتنام فرنسا، وقال "هوشي منه": لم نخسر أي طائرة أو دبابة أو سفينة لأننا لا نمتلك أي منها،

 وأسروا أكثر من 10 آلاف فرنسي في معركة ديان بيان فو، وكذلك خسرت الجزائر أكثر من مليون شهيد،

 وقاتلوا بأسلحة بدائية وانتصروا، وعشرات الأمثلة، وعندما استخدم الفلسطينيون الصواريخ البدائية التي كانت تسقط بعد عشرات الأمتار كان دعاة الإنبطاح يسخرون منها،

 ويسموها بمب أي لعب أطفال، لكنها تطورت مع الإرادة والمعارك، وتطال تل أبيب والقدس وعسقلان وأشدود،

 ومع ذلك مازالوا يقللون من شأنها، أما المبرر الثاني هو اختزالهم المقاومة في حماس، لأن حماس يسهل النيل منها لكثرة أخطائها،

 وهنا وقعوا في سقطتين، الأولى أن إحتزال المقاومة في حماس إساءة كبيرة للشعب وباقي الفصائل التي شكلت غرفة عمليات مشتركة،

 الثاني أن الوقوف مع حماس أثناء قتالها كحركة تحرر هو الصواب وقت القتال، أما أخطاؤها فتناقش في وقت آخر غير أيام الحرب،

 أما نتائج الإشتباك فقد حققت إيجابيات كثيرة رغم التضحيات، حمت الأقصى وطردت المستوطنين وقوات الإحتلال وأوقفت الهدم،

 ووحدت الشعب في الضفة وغزة وأرض 48 التي خرجت بأعلام فلسطين ورفعتها على مدينة اللد وقدمت شهيدا وجرحى،

 وانتفضت من الجليل إلى حيفا ويافا وأم الفحم وغيرها، ورفعت معنويات المتظاهرين وأشعرتهم بالعزة والقوة والقدرة على الرد. 

إن التهوين من الكفاح ليس مجرد خطيئة، وإنما إساءة للمضحين بدمائهم وتشجيعا للعدو، وترويجا للإنبطاح تحت أقدامه.

التعليقات (0)