- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: لا تلوموا أمريكا ولكن لوموا سلطة أوسلو
مصطفى الصواف يكتب: لا تلوموا أمريكا ولكن لوموا سلطة أوسلو
- 21 فبراير 2023, 12:26:18 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد موقف مجلس الأمن الدولي من موضوع الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية يلومون كثيرا على موقف الإدارة الأمريكية تجاه الاستيطان، ووقوفها ضد إدانة الاحتلال الصهيوني وكأن الموقف الأمريكي جديد تجاه الكيان الصهيوني، وكأنه في السابق كان يدين خطوات الاحتلال في تعديه على حقوق الشعب الفلسطيني!.
الإدارات الأمريكية السابقة والحالية تتبنى الموقف الصهيوني بالكامل وتدافع عنه وتقدم له كل أشكال الدعم المادي واللوجستي والإعلامي والسياسي فلا غرابة إذن من الموقف الأمريكي الأخير من إدانه الإستيطان، فهو الموقف الأمريكي المعهود وكذلك الضغط الذي مارسته على بعض الدول المطبعة كالإمارات، وحتى الإمارات لا غرابة من موقفها تجاه الاستيطان بعد كل ما قامت به من اعتراف وتبادل سفراء وتعاون مع الاحتلال في كل المجالات، ولكن اللوم على من يدعي أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والذي تعرض للضغط الأمريكي ولا زال يعيش في الوهم منذ ثلاثين عاما؛ بأن أمريكا يمكن ان تقدم له حلا أو إنجازا، حتى أوسلو لم يعد قائما فعلا لدى الإدارة الأمريكية رغم الخداع الذي تمارسه إعلاميا، بأن الإدارة الأمريكية مع ما يسمى حل الدولتين.
اللوم الحقيقي هو على الجانب الرسمي الفلسطيني والذي اتخذ موقفا يندى له الجبين وهو يضيع حقوق الشعب الفلسطيني ويؤكد ذلك بعد سحب قرار إدانه الاستيطان من مجلس الأمن.
السؤال الذي لا يحتاج إلى إجابة، هل ما قامت به سلطة رام الله موقف وطني ينبئ على أن متخذه حريص على مصالح شعبه ووطنه، أم يدلل بشكل واضح بأنه موقف متخاذل لازال مخدوعا بالموقف الأمريكي الذي لا يملك موقفا مساندا لحقوق الشعب الفلسطيني وهو مع الموقف الصهيوني قلبا وقالبا.
موقف سلطة رام الله كأنه يقول أنه مع الاستيطان، وأنه يقر بحق الاحتلال إقامة المستوطنات، وأن هذه المستوطنات شرعية وعلى الفلسطيني الإقرار بذلك، ولما لا فهذه السلطة التي اعترفت بهذا الكيان بمستوطنيه، صعب عليه أن يعترف ببعض المستوطنات الجديدة التي أقرها الكيان؟!.
جريمة سلطة رام الله كبيرة، ولم يعد هناك من يجد لها تبرير لدى أحرار العالم فكيف بصاحب الأرض والحق المشروع الشعب الفلسطيني الذي يعاني ما يعاني من قتل وارهاب ومصادرة أراضي وبناء مستوطنات واعتقالات وهدم بيوت وترحيل .
هذه السلطة لم تعد تمثل الشعب الفسطيني ولا تدافع عن حقوقه ولا تعمل على تحريره من المحتل الغاصب، وباتت أكثر وضوحا في حماية مصالحها فقط، وتؤكد في كل مرة أنها منصاعة للإدارة الأمريكية وللاحتلال الصهيوني ولم تعد سلطة وطنية تحمل الهم الفلسطيني وتدافع عنه، ما قلناه لا نتجنى فيه على سلطة بانت بشكل أكثر وضوحا، وباتت تلعب على المكشوف ولم تعد ذات مصداقية وبات الموقف الشعبي أيضا أكثر وضوحا من سلطة باعت نفسها للشيطان.