- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: نحن بحاجة إلى مركز بحثي شامل
مصطفى الصواف يكتب: نحن بحاجة إلى مركز بحثي شامل
- 25 يوليو 2023, 2:16:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يشغلني على الدوام تساؤل، متى سنرى في بلدنا مركزا بحثياً حقيقياً مرفدًا بمتخصصين متفرغين على خبرة ودراية، يتمكن من تقديم رؤى شاملة لكل القضايا الحياتية المجتمعية والسياسية والأمنية والاقتصادية والإعلامية وغيرها من الملفات التي يمكن الاستناد إليها في التفكير وتحديد التوجهات وصناعة القرار، عوضًا عن هذا التعدد الشكلي الذي هو تعدد غير محمود، ولا يعطي الفائدة المرجوة لمراكز الأبحاث.
نحن بحاجة ماسة إلى مركزٍ جامع يُبنى على أسس عملية حقيقية، ويرفد بالمتخصصين والإمكانيات اللازمة، يجمع شتات المراكز المتفرقة، والتي يُغنِّي كل منها على ليّلاه، دون تقديم رؤية استراتيجية شاملة للقضايا كلها، يمكن أن يُستند إليها في بناء الخطط والاستراتيجيات وتحديد التوجهات.
التفرق هذا لم تعد تحتمله الحاجة الماسة إلى مركز أم متخصص، عوضًا عن أن يكون طرح القضايا والاشكاليات يعتمد فقط على رئيس المركز، أو أن يأتيه العنوان من جهات عليا لعقد مؤتمر أو ورشة عمل أو حوار، من أجل مزيد من الثرثرة والكلام غير المنتج في كثير من الأحيان، وكفى المؤمنين القتال!.
ليس عيبًا أن نُخضع مراكزنا المنتشرة جميعًا لتكون جزءًا من جسم واحد، توزع من خلاله الملفات، ويتخصص كل واحد منها في زاوية متخصصة في البحث والدراسة وتقديم الرؤى الشاملة والتوصيات التي يمكن الاستناد إليها في التخطيط وعند التنفيذ، وفي تحديد السياسات وتصويبها وبناء الاستراتيجيات.
ما أحوجنا اليوم إلى رؤى شاملة لكثير من القضايا الملحة والإستراتيجية، والتي قد يُبنى عليها مستقبل، هذه الرؤى نعمل عليها، ونضعها موضوع التنفيذ. ويستمر هذا الجسم في تقديم الدراسات المبنية أسس مهنية، بحيث يتشكل لدينا رؤية استراتيجية شاملة نعمل على تحقيقها، ويمكن الإشراف ومتابعة تنفيذ الخطط المنبثقة عنها.
آمل أن نجد من يتبنى ذلك، ويعمل على تنفيذه برؤية واضحة، فهو أمر ليس مستحيلا، ولكنه بحاجة إلى إرادة جمعية عوضًا عن هذا التشتت الذي لا ينتج أمرًا يمكن أن يبنى عليه.