- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
معركة الأسرى.. تحشيد ليوم الغضب وعمليات فدائية انتقاما للأسيرات
معركة الأسرى.. تحشيد ليوم الغضب وعمليات فدائية انتقاما للأسيرات
- 22 ديسمبر 2021, 3:37:55 م
- 417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
استمرت التهديدات الفلسطينية، الموجهة لدولة الاحتلال، بسبب استمرارها في عمليات التنكيل ضد الأسرى، حيث هددت حركة حماس، بنقل معركة الأسرى إلى خارج أسوار السجون، في الوقت الذي بدأ الفلسطينيون يرسلون إشارات على ذلك، من خلال تنفيذ عمليات فدائية والتي كان آخرها ليل الثلاثاء، وأسفرت عن استشهاد شاب من مدينة جنين.
غليان الشارع
واستعدادا لـ”يوم الغضب” الذي دعت الفصائل الفلسطينية أن يكون يوم الجمعة القادم، نصرة للأسيرات اللواتي تعرضن لعملية قمع وحشية، قام خلالها السجانون بانتهاك خصوصيتهن والاعتداء عليهن بالضرب، ونزع غطاء الرأس، وذلك قبل أيام في سجن “الدامون”، وما تلاه من اعتداء على أسرى سجن “نفحة”، تشهد المناطق الفلسطينية حالة غليان، تنذر بتنفيذ العديد من العمليات الفدائية الفردية، كما حصل ليل الثلاثاء.
وكان الشاب حكمت عبد العزيز الذي يقطن قرية مركة التابعة لمدينة جنين، نفذ ليل الثلاثاء عملية دهس لعدد من جنود الاحتلال، قرب حاجز عسكري، حيث قام الجنود باستهدافه بعدة أعيرة نارية ما أدى إلى استشهاده على الفور.
وقد اعتبرت فصائل المقاومة بغزة، أن هذه العملية تعتبر “الرد الأولي” على جرائم الاحتلال ضد الأسيرات الفلسطينيات.
وفي هذا السياق، أكد نادي الأسير الفلسطينيّ، أنّ الأسرى وفي مختلف السجون يواصلون خطواتهم الاحتجاجية، وتتمثل بإغلاق كافة الأقسام، وإرجاع وجبات الطعام، وذلك رفضًا للهجمة الممنهجة التي تشنها إدارة السّجون بحقّ الأسيرات، والأسرى في سجن “نفحة” وتحديدًا في قسم (12)، وللمطالبة بإنهاء معاناة الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 128 يومًا.
ساعات حاسمة
وقال نادي الأسير في بيان له، إن الساعات القادمة ستكون حاسمة، وأضاف “في حال واصلت إدارة السّجون في تصعيدها، فإن المواجهة ستكون مفتوحة وتتجه نحو كل الخيارات، وذلك بعد أنّ تنصلت إدارة السّجون من إعلانها بإنهاء عزل الأسيرات ورفع العقوبات عنهن”.
ومن جهته حذر مكتب إعلام الأسرى، من أن الأوضاع داخل سجون الاحتلال تتجه نحو التصعيد، وأكد في تصريح صحافي أن ذلك الأمر مرده عدم استجابة إدارة السجون بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه وخصوصاً عند الأسيرات، لافتا إلى أن الساعات القادمة “تحمل تصعيدا خطيرا”.
وبشأن أوضاع الأسيرات، ذكر مكتب إعلام الأسرى، أن إدارة سجون الاحتلال تواصل عزل الأسيرة مرح باكير، والأسيرة شروق دويات في زنازين سجن الدامون، فيما بدأت ثلاث أسيرات بإضراب مفتوح عن الطعام، وستنضم إليهن باقي الأسيرات على مراحل، لافتا إلى أن إدارة سجون الاحتلال حولت قسم الأسيرات في سجن “الدامون” إلى قسم للعزل، ومنعت الأسيرات من الخروج إلى الساحة.
وفي إسرائيل، حذرت إدارة السجون الإسرائيلية، من تأجج الأوضاع داخل السجون في ظل عدم الاستجابة للطلب بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه وخصوصًا عند الأسيرات.
وفي هذه الأوقات تجرى الاستعدادات لـ”يوم الغضب” من خلال دعوات أطلقتها الفصائل الفلسطينية، وعمليات تحشيد كبيرة، تهدف إلى خروج أعداد كبيرة من المواطنين لمناطق التماس، والاشتباك هناك مع جنود الاحتلال، من خلال المواجهات الشعبية.
وقد أكدت قيادة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في إطار دعوات التحشيد، أن الأسيرات الفلسطينيات بمثابة “خط أحمر” وأن المساس بهن “سيفجر الأوضاع في السجون وخارجها”.
وشددت في بيان سرب من داخل السجون على أن “عملية الرد الأولي” التي قام بها الأسير يوسف المبحوح، بطعن سجان إسرائيلي في سجن نفحة “لن تكون الأخيرة ما لم تستجب إدارة السجون لمطالبنا ومطالب الأسيرات، وإعادتهن إلى الأقسام وتلبية كافة المطالب لهن”.
ودعت في ذات الوقت جماهير الشعب الفلسطيني لاعتبار الجمعة القادمة “جمعة الأسيرات” تحت شعار “الأسيرات خط أحمر”، والمشاركة في فعاليات “جمعة الغضب”.
ودعت كذلك المؤسسات الحقوقية وذات الاختصاص إلى العمل الجاد لمعرفة مصير الأسرى في قسم 12 بسجن “نفحة”، وكذلك مصير الأسير المبحوح.
كذلك طالبت الفصائل والقوى الفلسطينية وقوى المقاومة لـ”الرد بالشكل المناسب وما يلائم ما تم من اعتداء على الأسيرات في سجن الدامون؛ وبعد ذلك الاعتداء على الأسرى في سجن نفحة”.
قيادة الحركة الأسيرة طالبت الفصائل والمقاومة برد يلائم اعتداء السجان
وجاء ذلك في وقت أكد فيه مسؤول مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في حركة حماس زاهر جبارين، أن الأوضاع داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي “خطيرة جدا”، وقال منذرا الاحتلال “لن نسمح أن تبقى المعركة داخل أسوار السجن”.
المقاومة تهدد
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، أن المقاومة جاهزة لـ”فرض معادلة جديدة لحماية الأسرى والأسيرات داخل السجون وتوفير حياة كريمة وعزيزة لهم، كما فرضت سابقا معادلة في الشيخ جراح وسيف القدس”.
وأكد أن “حالة الغليان” التي تعتري الأسرى في السجون وحالة الغضب المتزايدة في أوساط الشعب الفلسطيني “ستتدحرج ككتلة نار جارفة تحرق العدو الصهيوني وتدفعه الثمن الباهظ جراء عدوانه على الأسرى والأسيرات”.
وحمل الناطق باسم حماس الاحتلال جميع النتائج المترتبة على العدوان الذي يمارس ضد الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية، وقال “المقاومة حاضرة لإسنادهم ودعمهم، وستلتحم معهم في الوقت الذي تقرره”.
وأكد أن قيادة حركة حماس أرسلت رسالة للوسيط المصري، وحذرت الاحتلال من استمرار التغول والاعتداء على الأسرى والأسيرات داخل السجون، لافتا إلى أن الحركة في حالة تشاور مستمر مع الفصائل الفلسطينية لتعزيز ودعم الأسرى ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وخشية من التصعيد، ذكرت تقارير عبرية أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية أجرت الأربعاء، تجربة لفحص صافرات الإنذار، في مستوطنات “غلاف غزة”، في ظل احتمالات أن تدخل فصائل المقاومة في غزة على الخط، بعد الرسائل التي وجهتها للاحتلال.
يشار إلى أن نادي الأسير أكّد أنّ عملية قمع واسعة نُفّذت بحقّ الأسرى في سجن “نفحة” تم خلالها إخراج الأسرى تحديدا ممن يقبعون في قسم (12) إلى ساحة السّجن “الفورة”، وتم تكبيلهم وإبقاؤهم لساعات متواصلة في البرد القارس، والاعتداء على مجموعة منهم بالضرب، وكذلك عزل مجموعة أخرى.
وأوضح نادي الأسير، أن من بين الأسرى الذين تم الاعتداء عليهم الأسير يوسف المبحوح من غزة، الذي واجه أحد السّجانين، ردًا على عمليات القمع التي تعرضت لها الأسيرات، إضافة إلى ثلاثة أسرى آخرين وتم نقلهم إلى عيادة السجن، دون معرفة تفاصيل أخرى، حيث تفرض إدارة السجون عزلًا مضاعفًا على الأسرى في سجن “نفحة”.
كذلك تم نقل وعزل مجموعة من الأسرى، عرف منهم: يوسف مسعود، وأِشرف الزغير، ومنير مرعي، ومحمد عرمان، ومحمود رضوان، وعمر الشريف، دون معرفة الجهة التي جرى نقلهم إليها.
ولفت نادي الأسير إلى أنّه وحتى اللحظة لا تفاصيل عن مصير الأسرى في سجن “نفحة”، تحديدًا أسرى قسم (12)، وطالب كافة جهات الاختصاص وعلى رأسها الصليب الأحمر بالتدخل العاجل لطمأنة عائلات الأسرى، والاطلاع على أوضاعهم.
وكان نادي الأسير قد حذر من عملية قمع واسعة، بعد أن قامت إدارة السجون على مدار ساعات باستقدام قوات كبيرة من وحدات القمع، تتزامن هذه الخطوة مع مشروع قانون يسعى الكنيست الإسرائيلي لإقراره يتعلق بتعزيز وحدات القمع في السجون، محملا إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى في سجن “نفحة”.