مع انطلاق نسختها الـ17.. كل ما تريد معرفته عن كأس الأمم الأوروبية

profile
  • clock 14 يونيو 2024, 1:18:49 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تستضيف ألمانيا، من اليوم الجمعة، 14 يونيو الجاري وحتى 14 يوليو المقبل، النسخة 17 من بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم.

وتقام مباريات النهائيات في 10 ملاعب موزّعة على 10 مدن، وتسعة من هذه الملاعب ساهمت باستضافة مونديال كأس العالم 2006.

ومرت البطولة الأوروبية بتغييرات عديدة منذ بدايتها رسميا عام 1960، وحتى وصلت إلى شكلها الحالي في نسختها الـ17.

وفي كتابه "تاريخ كرة القدم" (2014)، يقول المؤرخ بول ديتشي إن فكرة كأس الأمم الأوروبية تعود إلى الفرنسي هنري دولوني الذي تحدث عنها للمرة الأولى في 5 فبراير 1927.

لكن الفكرة لم تلق قبولا، لاسيما وأن أسرة الساحرة المستديرة كانت منشغلة آنذاك بوضع اللمسات الأخيرة على انطلاق بطولة كأس العالم الأولى في أوروغواي عام 1930.

وفارق دولوني الحياة عام 1955، قبل أن تبصر فكرته النور على يد نجله بيار، بعد تأسيس الاتحاد الأوربي للعبة (اليوفيا) في الخمسينات.

وخلّف بيار والده أمينا عاما للاتحاد الفرنسي، ونجح في إقناع اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي بالفكرة، خلال اجتماعها بمدينة كولن الألمانية.

خطوات أولى

وفكرة إنشاء البطولة، حسب ديتشي، كانت انتقاما من جول ريميه رئيس الاتحاد الفرنسي بين 1919 و1945، ورئيس الاتحاد الدولي بين 1921 و1954، الذي حصل على لقب "عراب" كأس العالم.

وفي 1956 انطلقت الكؤوس الأوروبية للأندية، وتابع مبارياتها جمهور حاشد تخطى أحيانا 70 ألف متفرج في لشبونة ومدريد وبلغراد وميلانو.

هذا الإقبال ساهم بدرجة كبيرة في تشجيع المسؤولين في الاتحادات الأوروبية على إطلاق بطولة قارية على مستوى المنتخبات.

وعرض رئيس الاتحاد الأوروبي الدنماركي إيبي شفارتس خطوات ملموسة لانطلاق البطولة القارية الأولى.

وحظي شفارتس بتشجيع، خصوصا من اتحادات إسبانيا والمجر واليونان، التي اقترحت أن تكون البطولة بنظام خروج المهزوم اعتبارا من خريف 1958.

وقرر الاتحاد الأوروبي إقامة البطولة كل أربع سنوات، على أن تنطلق بين 1958 و1960، وبالفعل بدأت في 6 أغسطس 1958.

حينها، سحب الاتحاد الأوروبي قرعة الأدوار الأولى للبطولة، وأطلق اسم هنري دولوني على الكأس.

واتفق الاتحاد على إقامة الدورين نصف النهائي والنهائي بطريقة تجميع المنتخبات، واختار فرنسا لتكون الدولة المضيفة.

النسخة الافتتاحية

في تصفيات النسخة الافتتاحية شارك 17 منتخبا بنظام خروج المهزوم من مواجهتي ذهاب وإياب، وصولا إلى نهائيات شاركت فيها 4 منتخبات.

وقاطعت إنجلترا وألمانيا الغربية وإيطاليا هذه النسخة؛ "اعتراضا على ازدحام جدول المباريات"، كما شرح ديتشي.

وقال إن "الجمهور لم يكن على الموعد"، فحضر 27 ألف متفرج فقط لمشاهدة فرنسا، دون نجميها المصابين ريمون كوبا وجوست فونتين، وخسرت أمام يوغوسلافيا بأربعة أهداف مقابل خمسة.

فيما حضر 18 ألفا النهائي بين الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا، وفاز المنتخب الأول بهدفين مقابل هدف.

وهذا الحضور الجماهيري المحدود هو "مشكلة بطولة شابة تحتاج إلى بناء إرث لها"، حسب تفسير ديتشي.

واستدرك: "لكن بطولة كأس العالم الأولى لم تكن أكثر نجاحا عام 1930، بمشاركة منتخبات معظمها أمريكية وأربعة منتخبات أوروبية من الصف الثاني (فرنسا ورومانيا وبلجيكا ويوغوسلافيا)".

وأضاف أن "الجمهور حضر بشكل كثيف فقط في مباريات أوروغواي وجارتها الأرجنتين".

تأثير سياسي

وفي نسخة 1960، وبالإضافة إلى فرنسا، جمعت البطولة ثلاثة منتخبات من الكتلة الشرقية.

لكن السياسة، حسب ديتشي، لعبت دورها، فانسحبت إسبانيا- فرانكو من ربع نهائي التصفيات؛ لعدم رغبتها بمواجهة الاتحاد السوفييتي الشيوعي، ما دفع وسائل إعلام إلى اعتبار أن "كرة القدم ضحية الحرب الباردة".

ومن المفارقات أنه بعد 4 سنوات، فازت إسبانيا في مدريد على الاتحاد السوفيتي بهدفين مقابل هدف.

وفي بطولة 1964، انضمت إيطاليا وإنجلترا إلى نهائيات البطولة، ثم ألمانيا الغربية في 1968.

8 منتخبات

نظام البطولة استمر حتى عام 1976، وفي العام 1980 بإيطاليا شاركت 8 منتخبات للمرة الأولى في النهائيات.

وبحارس المرمى جان ماري بفاف والقائد يان كولمانز، بلغت بلجيكا نهائي البطولة.

وآنذاك، تمكنت بلجيكا من إقصاء إيطاليا، قبل أن تخسر في النهائي أمام ألمانيا الغربية، مكتفية بتسجيل هدف مقابل ثنائية هورست هروبيش.

24 منتخبا

وفي 1996 بإنجلترا، ارتفع عدد المنتخبات إلى 16، وحصدت ألمانيا البطولة بنظامها الجديد، بهدف ذهبي في مرمى تشيكيا (2-1)، ضمن ثنائية سجلها أوليفر بيرهوف.

وأخيرا، ارتفع عدد المنتخبات إلى 24 في بطولة 2016، عندما استضافت فرنسا النهائيات للمرّة الثالثة.

لكن خلافا لبطولة 1984، لم يتوج "الديوك" هذه المرة على أرضهم، فخسروا النهائي أمام البرتغال بعد وقت إضافي.

وللاحتفال بالعيد الـ60 للبطولة، اختار الاتحاد الأوروبي صيغة مختلفة، بحيث تستضيفها 11 مدينة في 11 دولة أوروبية.

لكن في 2021، تأخرت البطولة لسنة بسبب جائحة كورونا، ثم فازت إيطاليا باللقب الثاني في تاريخها على حساب إنجلترا بركلات الترجيح.

والجمعة، تنطلق بطولة 2024 في ألمانيا، بمشاركة 24 منتخبا موزعين على 6 مجموعات تتنافس للمرور إلى الأدوار الإقصائية، على أمل اقتناص اللقب القاري.

المصادر

الأناضول

التعليقات (0)