- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
ملاحظات حول انتصار طالبان وهروب الأمريكان
ملاحظات حول انتصار طالبان وهروب الأمريكان
- 16 أغسطس 2021, 1:01:04 م
- 1268
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
- تحليل منطقي وبدون أحاديث عاطفية بل بأدوات التحليل المنطقي والاستقراء السياسي أقول ما يلي تعليقاً على انتصار طالبان ودخولها القصر الرئاسي وهروب الرئيس صنيعة الأمريكان أشرف غني :-
- أرى أن موقف الأمريكان من طالبان يرجع إلى عدة أسباب هي :-
أولاً: محاولة لتصفير المشاكل والجبهات الخارجية استعداداً لحرب أو مواجهة أو صراع مع الصين وقد ينضم إليها الدب الروسي أيضاً ... وبالتالي كان على واشنطن إنهاء وضعها في جبهة افغانستان بأي شكل حتى لو بدا في شكل هزيمة بعد حرب استمرت لأكثر من عشرين عاما.
ثانيا : محاولة لكسب تعاطف أو ود أو تحسين الصورة أمام العالم الإسلاميي او على الأقل جزء منه بعدما ساءت سمعة أمريكا لدعمها الانقلابات وصمتها على حكم الديكتاتوريات في العالم الإسلامي .
ثالثاً : قد تكون خطوة من قبل أمريكا نحو الاستعداد للتحالف مع العالم الإسلامي بصفة عامة وجماعات الإسلام السياسي السني بصفة خاصة لمواجهة الصين وروسيا في المستقبل كما سبق ذكره وفي تكرار لدعم الج ها د الأفغاني ضد روسيا في ثمانينيات القرن الماضي . وهذا عن موقف أمريكا الذي لا يقلل من كفاح طالبان وج ه ادها البطولي وصبرها الذي استمر لعقدين من الزمان ..نسأل الله ان يوفقهم لما ينفع الإسلام والمسلمين .
رابعاً : قد يكون ذلك مؤشراً على شيخوخة امريكا كإمبراطورية وميلها غلى الراحة وعدم القتال والمجازفة إلا عند الضرورة القصوى " ولم تعد أفغانستان التي استنزفتهم تلك الضرورة القصوى .
أما عن مواقف وتحركات طالبان فألحظ فيها نضج سياسي وفهم لقواعد اللعبة بدءاً بالأخذ بأسباب القوة وإصراراهم على عدم وضع السلاح أثناء المفاوضات مع أمريكا ، وايضاً بروز علامات للفهم والحكمة وحسن التصرف
تمثلت في النقاط التالية :-
أولا: الإصرار على توقيع حكام الولايات على وثائق تسليم السلطة لكي تكون حجة قانونية ووثيقة دولية بعد التغلب بقوة السلاح وعنصر القوة .
ثانياً : تأخير دخول كابل لترك الفرصة للأمريكان والبعثات الدبلوماسية الغربية لإجلاء رعاياهم ودبلوماسييهم، وأيضاً تعهد طالبان بعدم التعرض للبعثات الدبلوماسية او التسبب في أي مشاكل أو قلاقل للدول المجاورة .
ثالثا : التسامح وعدم القتل أو التنكيل بالخصوم كما كانت تفعل داع ش" حتى لو كان ذلك إلى حين استقرار الأوضاع لها".
رابعاً : المبادرة لإخراج سجنائها من السجون والمعتقلات لكي لا تكون ورقة ضغط عند التفاوض بل يكون التفاوض من منطق ومنطلق القوة وامتلاك الارض وعدم وجود ورق ضغط عليهم .
خامساً : المسارعة إلى احتلال المدن الكبرى وكان ىخرها العاصمة وعدم ترك الفرصة للنظام السابق للاستقواء بروسيا التي كانت تدرس تزويدهم بطائرات مروحية متقدمة.
واختم بغباء تقارير المخابرات العالمية سواء الأمريكية او الروسية التي توقعت أ ن تسط طالبان خلال ستة أشهر ثم تقلصت المدة عدة مرات حتى وصلت عند الأمريكان إلى 72 ساعة ولم يصق هذا التوقع أيضاً ..وكان آخر تقرير للمخابرات الروسية بان كابول لن تسقط خلال 72 ساعة ،وكان ىخر تلك التقارير الكاذبة والخائبة هو تأكيد المخابرات الروسية عدم إمكانية سقوط كابل بعد 72 وكان ذلك في تمام الساعة الثانية عشرة ودقيقة بالتوقيت المحلي لافغانستان ، ولكن كابل سقطت بعد ساعة واحدة وليس 72 ساعة وتحديداً في تمام الواحدة بتوقيت أفغانستان أيضاً ...