- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مناطق الزلزال تصوت.. إقبال كبير في الساعات الأولى من الانتخابات التركية
مناطق الزلزال تصوت.. إقبال كبير في الساعات الأولى من الانتخابات التركية
- 14 مايو 2023, 11:24:04 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إقبال كبير شهدته الساعات الأولى من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، والتي تعد "الأهم في تاريخ الجمهورية التركية" منذ تأسيسها في أكتوبر/تشرين الأول 1923، ويترقب العالم نتائجها في ظل أدوار وتأثيرات أنقرة إقليميا ودوليا.
واصطف الناخبون في طوابير طويلة تشكلت قبل فتح أبواب مراكز الاقتراع، قبل أن تزداد مع بداية التصويت.
وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن تركيا قد تشهد أكبر نسبة مشاركة في تاريخها، نظراً إلى الإقبال الكبير منذ الساعات الأولى لبدء التصويت، حيث رصدت طوابير طويلة للمواطنين أمام مراكز الاقتراع في مختلف محافظات البلاد.
في وقت كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن هناك أكثر من 600 ألف عنصر أمن يمارسون مهامهم الآن لحماية العملية الانتخابية حتى نهايتها.
ويبلغ عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات 60 مليونا و697 ألفا و843 ناخبا، منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخبا يصوتون للمرة الأولى.
وكان المشهد الأبرز، مشاركة سكان الولايات التركية المتضررة من زلزال 6 فبراير/شباط 2023 في العملية الانتخابية.
ووفق وسائل إعلام محلية، فقد توافد الأتراك في ولايات غازي عنتاب وقهرمان مرعش وملاطية وشانلي أورفة وأدي يامان وكليس إلى الصناديق.
وأقيمت مراكز اقتراع داخل مساكن مسبقة التجهيز في المناطق المتضررة من الزلزال جنوبي تركيا، وسط إقبال كبير على التصويت من المواطنين المقيمين هناك.
واتخذت الهيئة العليا للانتخابات التركية، تدابير مختلفة في 11 ولاية متضررة من كارثة الزلزال لضمان تصويت المواطنين في أجواء سليمة ودون أية عوائق.
ومنذ الساعة السادسة من مساء أمس السبت بالتوقيت المحلي، دخلت تركيا مرحلة الصمت الانتخابي بشكل رسمي، وحظرت الدعاية الانتخابية بكل أشكالها.
ويتنافس على منصب الرئاسة الرئيس التركي مرشح تحالف الجمهور رجب طيب أردوغان، الذي يطمح إلى الفوز بولاية ثانية وأخيرة بعد تحول البلاد إلى النظام الرئاسي، ومرشح تحالف الشعب زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح تحالف الأجداد سنان أوغان.
وكان مرشح حزب البلد محرم إنجه قرر الانسحاب قبل 3 أيام من الاستحقاق الرئاسي، في حين يتنافس 24 حزبا سياسيا على مقاعد البرلمان.
وأنهى أردوغان آخر أيام الحملة الانتخابية بصلاة المغرب في مسجد آيا صوفيا، الذي يُعَد رمزًا لفتح القسطنطينية في القرن 15، حيث تجمعت حشود من المصلين، وجلس في الصف الأول وقرأ فواتح سورة البقرة، وذلك بعد أن عقد أردوغان لقاءات جماهيرية عدة في أحياء إسطنبول.
في المقابل، اختتم كليتشدار أوغلو، المنافس الرئيسي لأردوغان، حملته الانتخابية بزيارة رمزية لضريح مصطفى كمال أتاتورك الذي يوصف بمؤسس تركيا الحديثة في العاصمة أنقرة.
فيما تخوض الأحزاب السياسية الانتخابات، عبر 5 تحالفات ذات توجهات مختلفة تحت مسمى "تحالف الشعب"، و"تحالف الأمة"، و"تحالف آتا" (الأجداد)، و"تحالف العمل والحرية"، و"اتحاد القوى الاشتراكية".
ويخوض حزب "العدالة والتنمية" (الحاكم منذ عام 2002) اختبارا انتخابيا صعبا للغاية في ظل انتقادات لأداء حكومته في الأيام الأولى بعد زلزال مدمر ضرب جنوبي البلاد في 6 فبراير/شباط الماضي، وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص بجانب دمار مادي هائل.
وضمن وضع عالمي، يعاني الأتراك من ارتفاع في أسعار السلع وغلاء المعيشة مع ارتفاع نسبة التضخم؛ جراء تداعيات جائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ 24 فبراير/شباط 2002.
وسيحدد الناخبون مسار تركيا السياسي والاقتصادي خلال السنوات الخمس المقبلة؛ فإما أن تفتح المعارضة صفحة جديدة في الحكم أو يستمر "العدالة والتنمية"، الذي يقود البلاد منذ 21 عاما، حيث فاز في كل الانتخابات منذ 2002.
ونظرا إلى أهمية تركيا كقوة إقليمية، فسيكون لنتائج الانتخابات آثارها على المنطقة بأكملها والعلاقات الدولية؛ فلكونها عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تلعب أنقرة دورا مهما على المستويين الإقليمي والدولي، بما في ذلك الأزمة في سوريا (الجار الجنوبي لتركيا) والصراع الإسرائيلي الفلسطيني والحرب الأهلية في ليبيا والحرب الروسية الأوكرانية.
ويقول سياسيون ومسؤولون سابقون في تركيا إن عواصم غربية، في مقدمتها واشنطن، تحاول التأثير على الانتخابات لضمان عدم فوز حزب العدالة والتنمية، لعدم رضاهم عن المسار المستقل الذي ينتهجه أردوغان لتحقيق مصالح بلاده، لاسيما عبر تنويع علاقاتها الخارجية، خاصة مع روسيا.