- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
منافسة سعودية روسية شرسة في ميدان النفط الصيني.. من سيربح الجائزة الكبرى؟
منافسة سعودية روسية شرسة في ميدان النفط الصيني.. من سيربح الجائزة الكبرى؟
- 9 أغسطس 2023, 9:22:25 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تمضي السعودية قدما في استثماراتها النفطية بالصين، رغم انخفاض أرباحها بسبب تراجع أسعار النفط خلال الفترة الماضية، لكن يبدو أن للأمر بعدا مهما، نظرا للمنافسة بين المملكة وروسيا كأكبر منتجين للنفط عالميا، على السوق الصيني، الذي يعد بمثابة "الجائزة الكبرى".
ما سبق كان خلاصة تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي"، وترجمه "الخليج الجديد"، حول التنافس بين الرياض وموسكو في بكين.
انخفاض أرباح "أرامكو"
ورغم أنها أعلنت عن انخفاض صافي أرباحها بنسبة 38%، خلال الربع الثاني من 2023، تمضي شركة "أرامكو" السعودية قدما في استثمارات جديدة في الصين.
والإثنين الماضي، أعلنت "أرامكو" أن صافي أرباحها انخفض إلى نحو 30.08 مليار دولار في الربع الثاني من العام الجاري المنتهي في 30 يونيو/حزيران، مقارنة بـ 48.44 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
لكن، وفي يوم الإثنين أيضا، قال الرئيس التنفيذي للشركة أمين الناصر، في تصريحات صحفية، إنهم ملتزمون بتوسيع وجودهم في الصين، أكبر عميل للنفط في المملكة.
وأضاف: "تمثل الصين سوقًا مهمًا بالنسبة لنا، ليس فقط من حيث مواضع النفط الخام ولكن أيضًا من حيث نمو المواد الكيميائية".
وأردف: "هناك عدد من الاستثمارات في الصين قيد الإعداد نقوم بتقييمها حاليًا وسنعلن عنها في الوقت المناسب".
وقد استثمرت السعودية بكثافة في مصافي التكرير الصينية.
مصافي التكرير الصينية
ففي الشهر الماضي، أكملت "أرامكو" شرائها لحصة 10% في شركة "رونجشنج" للبتروكيماويات الصينية مقابل 3.6 مليارات دولار.
وبموجب الصفقة، ستورد "أرامكو" حوالي 480 ألف برميل يوميًا من النفط الخام الإضافي إلى مصافي التكرير التابعة لشركة "رونجشنج".
ويلفت التحليل إلى أن تزايد الاستثمارات النفطية للمملكة في الصين سيتناسب طرديا مع الاستمرار في انخفاض أرباحها من مبيعات النفط بسبب تذبذب أسعاره؛ نظرا لأن الصين تعد بمثابة "الجائزة الكبرى" التي تتسابق عليها الرياض وموسكو الآن.
فبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وأمام إحجام أوروبا عن استيراد النفط الروسي، اتجهت موسكو إلى السوق الآسيوية، وبالتحديد إلى الصين والهند، حيث قضمت جزءا كبيرا من حصة الرياض في هذين السوقين العملاقين.
وبالفعل، تجاوزت روسيا السعودية كأكبر مصدر للنفط إلى الهند، وليست المملكة فقط، بل إنها تجاوزت أيضا كلا من الإمارات والعراق والولايات المتحدة.
الصين ميدان للتنافس
هنا، تأتي الصين كميدان مهم وحساس للمنافسة النفطية بين السعودية وروسيا، كما يقول أدي إمسيروفيتش، مدير شركة "Surrey Clean Energy"، والرئيس السابق للنفط في الذراع التجارية الخارجية لشركة "غاز بروم" الروسية، مؤكدا أن المنافسة على حصة السوق الصينية هي واحدة من أكثر القضايا حساسية بالنسبة للمملكة.
ورغم أن السعودية استحوذت على حصة روسيا في السوق الأوروبية بعد العقوبات الغربية وتداعيات غزو أوكرانيا، إلا أن السوق الأوروبي تبقى إمكانات نموه محدوده، لا سيما مع توجه قادة القارة العجوز لتحقيق الأهداف المناخية المتمثلة في تقليل الانبعاثات، وبالتالي تظل آسيا، لا سيما الصين، هي الكعكة المغرية الكبرى.
وبشكل عام، تعمل السعودية، إلى جانب دول الخليج الأخرى، على تكثيف الاستثمارات من أجل إنتاج المزيد من المنتجات الخام والبترولية، في وقت تعمل فيه الشركات الغربية على تقليص الإنتاج الجديد وسط مخاوف بشأن تفويضات الحكومات الغربية بشأن المناخ والطلب المستقبلي.
ويدفع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بخطة لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن اعتمادها على الوقود الأحفوري، مع التركيز على المستقبل عندما ينخفض الطلب، ولكن في الوقت الحالي تحتاج المملكة إلى عائدات النفط.
ويقول صندوق النقد الدولي إن السعودية بحاجة إلى أسعار خام برنت أعلى من 80 دولارًا للبرميل لموازنة ميزانيتها وتخصيص الأموال للمشاريع الضخمة مثل مشاريع "نيوم" وجزيرة البحر الأحمر.