- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
منير رشيد يكتب: النكبة من ذكراها الخامس والسبعين .. وحدة الساحات ومعركة التحرير
منير رشيد يكتب: النكبة من ذكراها الخامس والسبعين .. وحدة الساحات ومعركة التحرير
- 15 مايو 2023, 11:11:01 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
النكبةُ مصطلحٌ فلسطينيٌ يبحثُ منِ المأساةِ الإنسانيةِ بأبعادها التي حلّت بهذا الشعبِ، وما تَعرضَ لهُ من مجازرَ وفظائعَ همجيةٍ وتدميرٍ للقرى والبلداتِ على أيدي عصاباتِ القتلِ والإجرامِ (الهاجاناه) و(شيترن)
و (الأرجون) لهدمِ معالمِ المجتمعِ الفلسطينيِّ الحضاريِّ والإقتصاديِّ لصالحِ الكيانِ الغاصبِ، وإنّ الذكرى تعكسُ الواقعَ المريرَ الذّي حل بالشعبِ الفلسطينيِّ وشاهدًا حيًّا على جرائمِ الإحتلالِ، ولأطولِ فترةِ لجوءٍ في التّاريخِ.
ومنَ الجديرِ بالذكرِ أنّ الفلسطينيَّ لم يتحول إلى لاجئ ٍكسولٍ يبحث عن مساعدةٍ هنا أو هناك لاهثًا وراءَ لقمةِ عيشةِ وعِبئًا على الآخرين، بل اجتهد وبنى شخصيته العلمّية والعملية والنّضالية من بدايات النّكبةِ، وساهم في البناءِ والإعمارِ والنهضةِ حيثما حلّ وارتحلَ ومدركًا لطبيعةِ عدوّه داعمًا لمقاومتِه مصممًا على عودتِه إلى أرضِه وديارِه.
الفلسطينيُّ بنى شخصية النّضالية والكِفاحيّة وانخرطَ في العملِ المقاومِ من بدايات النّكبةِ ،ولا زال مشتبكًـا مع عدّوه مغتصب أرضِه، ومحتلَّ وطنِه في كل ساحاتِ تواجده، وحسب ظروفِه، مدركًـا لواقع ساحة موطئ قدمه، ملتزمًا بقانونها ومحترمًا لإدارتها ، مستثمرًا أيَّ مساحةٍ حريةٍ للتعبير عن موقفه وإسناده لقضيته.
إنَّ أبناءَ الأمتين العربيةِ والاسلاميةِ وأحرار العالم ساندوا كفاحَ الفلسطيني ونضالهِ بكافةِ وسائلِ الإسناد والدعمِ المتاحةِ بدءًا من التعاطفِ والوقوفِ بجانبِ عدالةِ قضيـّـتـه وما نشاهدُه من مظاهراتٍ ومسيراتٍ تأييدًا له وإنكارًا لجرائم عدوّه دليلًا على الإيمان بعدالةِ قضيتِه عدا عن مشاركـتِـه بخنادقِ المقاومة وأكتافهم مع كتفه.
جوهرُ المشكـلةِ ولبُّ الصّراع هو الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتشريدَ شعبها ،ولذا تُعدُّ منطقةُ الشرقِ الأوسطِ منطقةَ عدمِ استقرارِ ، وعُرضةً للإهتزازاتِ بسبب هذا الإحتلالِ ، مع أنّ الدولَ العربيّةَ تمتلكُ ثرواتٍ هائلةٍ ينبغي أن تنعكس على واقعها ورفاه شعوبها وبناءِ قدراتِها واكتفائِها، وتعبرُ شعوبها عن رأيها بحريّة،
كما ينبغي أن تنتهي فيها الصراعات الداخلية والحروب الأهلية وخلافاتها البينية، مما يجعلها صفًا واحدًا ضاغطًا مؤثرًا على موازينِ القوى، لتؤمن بالحقِّ الفلسطينيِّ وعودته إلى أرضِه وديارِه ولا تنحاز لدولةِ الإحتلالِ كسابقِ مواقفها تاريخيًا.
في ذكرى النكبة الخامسةِ والسبعين نرى حالةَ تصاعدِ هجماتِ المستوطنين، وبدعم من حكومتهم المتطّرفةِ وبرنامجها وبحمايةِ شرطته وجنوده على المسجدِ الأقصى المباركِ، لتقسيمه مكانيًا كما يحلمون ويُخططون، لكن هذه المحاولات سيفشلها صُمودُ المرابطين والمعتكفين فيه وفي باحاتِه وساحاتِه، وبدعمِ الحالة الشعبيّة للأمةِ ، ومن المؤكّد أن ضرباتِ المقاومةِ من مختلفِ السّاحاتِ أربكت حساباتِه ومخططاتِه وشكّـلت معادلةَ ردع ٍ ، لذا ينبغي تكريسُ هذه الحالةِ لردعِه وتراجعِه وإفشالِه فوق أيَّ أرض وتحت أيّ سماء كلٌّ حسب طاقاتِه وإمكاناتِـه وظروفِ إقامته، فالإنتفاضةُ الشاملةُ وبإسنادِ المقاومة في كلِّ السٍّاحات، هي الطريقُ الأقصرُ لتحقيقِ الرّدع والتحرير والنّصر .