- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مونديال قطر 2022.. مواقف سياسية حساسة ومفاجآت في الملاعب
مونديال قطر 2022.. مواقف سياسية حساسة ومفاجآت في الملاعب
- 28 نوفمبر 2022, 5:54:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بالرغم أنه لم يمضِ وقت طويل منذ افتتاح المونديال في قطر، إلا إنه ظهرت بالفعل بعض المفاجآت غير المتوقعة بالنسبة للخاسرين والفائزين في المباريات، بالإضافة إلى المواقف والحوادث الحساسة سياسيا وشخصيًا.
وستؤدي خسارة قطر أمام الإكوادور ثم السنغال إلى تعزيز الانتقادات القائلة بأنه لم يكن من المفترض أن تُمنح حق استضافة كأس العالم، مع عدم وجود تاريخ لها في كرة القدم (من بين أمور أخرى).
وبغض النظر عن حيثيات هذا الادعاء وخيبة الأمل القطرية، يظل من غير المعروف ما سيعود على قطر فيما يتعلق برأسمالها من السمعة، خاصة بعد التكاليف الهائلة التي أنفقتها.
وبالنسبة لقطر، يعتمد التقييم النهائي للعائدات إلى حد كبير على كيفية إدارتها للبطولة والمفاجآت المحتملة، مع محاولة المعارضين تحويل المباريات الإيرانية إلى أماكن للاحتجاج، وسعي النشطاء إلى الاستفادة من الفرصة للحشد من أجل قضاياهم، ورفض المشجعين التصرف بما يتوافق مع أهداف القوة الناعمة القطرية، ناهيك عن حوادث التسمم المحتملة والشغب، والقضايا المتعلقة بـ"الشواذ".
وحتى الآن، تعكس الصورة نتائج مختلطة.
تحدي الاحتجاجات الإيرانية
وفي استجابة لمخاوف الحكومة الإيرانية، منعت قطر قناة "إيران إنترناشونال" (مدعومة من السعودية ومقرها لندن) من تغطية كأس العالم، وهي قناة تتهمها الحكومة الإيرانية بتأجيج الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ولمنع تحول أول مباراة لإيران في كأس العالم ضد إنجلترا إلى منصة للاحتجاج، منعت قطر المشجعين الإيرانيين من جلب علم إيران ما قبل الثورة. ويُنظر إلى العلم (الذي يرجع إلى زمن الشاه الذي أطيح به في الثورة الإسلامية لعام 1979) كرمز للاحتجاج على حكومة إيران الثيوقراطية.
ولكن، لم يمنع ذلك المشجعين من حمل لافتات تطالب بالحرية في إيران، وكذلك صور للمتظاهرين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن. كما لم تستطع قطر فعل شئ إزاء رفض الفريق الإيراني غناء النشيد الوطني للبلاد.
وقال كابتن الفريق الإيراني "إحسان حاج صافي" للصحفيين قبل ساعات من المباراة: "أود أن أعرب عن تعازي لجميع الأسر الثكلى في إيران. يجب أن يعلموا أننا معهم. ونحن ندعمهم ونتعاطف معهم".
وفي حين تجنبت القناة المحلية التابعة للحكومة في قطر إظهار النساء الداعمات للاحتجاجات واللواتي كشفن شعرهن في الاستاد، قطع التلفزيون الحكومي الإيراني البث الحي حين تم تشغيل النشيد الإيراني والإكوادوري.
وعلى مدار أسابيع، أشار لاعبو كرة القدم الإيرانيون إلى دعمهم للمتظاهرين من خلال عدم الاحتفال بأهداف الدوري الإيراني، وارتداء معصم أسود، دون ذكر الاحتجاجات لتجنب الانتقام الحكومي. ومع ذلك، فقد تم استجواب اللاعبين الحاليين والسابقين من قبل السلطات، وتم اتهام بعضهم بـ"تهديد الأمن القومي".
وأدى رفض المنتخب الإيراني ترديد النشيد الوطني وخسارتهم المحرجة 6: 2 أمام إنجلترا لتغذية مخاوف الحكومة الإيرانية من أن يكون كأس العالم منصة عالمية للمعارضة بدلاً من كونه لحظة احتفال وطني موحّدة.
وساهم المدير الفني للمنتخب الإيراني "كارلوس كيروش" في تشجيع اللاعبين على التعبير عن موقفهم (في مخالفة لتوجيه الفيفا فصل للسياسة عن الرياضة)، وقال "كيروش": "اللاعبون أحرار في التعبير عن احتجاجهم، ويتوافق ذلك مع روح الرياضة".
وعموما، فإن خسائر إيران تجاوزت الخسارة في أرض الملعب. ففي بداية العام، كانت إيران تأمل في عدد من المشجعين مثل الإمارات والسعودية وعُمان، واقترحت صياغة خطة مشتركة للسياحة مع قطر، حتى أن طهران وافقت على التخلي عن متطلبات التأشيرة لزوار كأس العالم.
ولكن، تحطمت هذه الآمال بفعل الاحتجاجات المناهضة للحكومة، والفشل في إحياء الاتفاق النووي، وعدم قدرة إيران على إكمال البنية التحتية اللازمة في جزيرة كيش.
وقد يتكشف أن المباراة ضد إنجلترا كانت نزهة مقارنة بالاحتكاك المحتمل عندما تلتقي إيران بالولايات المتحدة في الملعب في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، فيما قد يكون أحد المباريات الأكثر شحنًا سياسياً في كأس العالم.
تحديات التطبيع
أوضح المشجعون العرب (في انعكاس لمشاعر بعض القطريين) أن كأس العالم لن يكون حدثًا لبناء الجسور، على الأقل فيما يتعلق بالعلاقات على المستوي الشعبي.
فقد رفض معظم المشجعين العرب إجراء المقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأظهرت اللقطات المنتشرة عبر الإنترنت مشجعين سعوديين ومتسوقًا قطريًا و3 من المشجعين اللبنانيين وهم يمشون بعيدًا عن المراسلين الإسرائيليين. وفي حادثة أخرى، هتف الفلسطينيون "عودوا من حيث جئتم" عندما اقترب منهم مراسلون إسرائيليون.
ونشرت وسائل الإعلام القطرية بعض مقاطع الفيديو لمواجهات حادة بين المشجعين العرب مع الزوار الإسرائيليين، وعنونت هذه اللقطات بـ "لا للتطبيع".
وقال مشجع كرة القدم السعودي "خالد العمري"، الذي سافر إلى قطر لدعم المنتخب الوطني للمملكة: "بالتأكيد، تتجه معظم البلدان في العالم العربي نحو التطبيع، لكن ذلك لأن معظمهم ليس لديهم حكام يستمعون إلى شعوبهم".
وأدى رفض المشجعين للمشاركة مع المراسلين الإسرائيليين إلى تحطيم الآمال بأن تمثل الرحلات الإسرائيلية التي تنقل ما يصل إلى 20 ألف مشجع من إسرائيل إلى كأس العالم (وهي الأولى على الإطلاق بين تل أبيب والدوحة) خطوة فارقة في تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية خاصة بعد "اتفاقات أبراهام".
ومثل السعودية؛ أوضحت قطر بأنها تشرط حل الصراع العربي الفلسطيني قبل التطبيع وبناء علاقات رسمية. وبموجب قواعد الفيفا، اضطرت قطر إلى السماح بدخول المشجعين بغض النظر عما إذا كانت تعترف بالبلد الذي يصدر جواز سفر المشجعين.
وتماشيا مع القواعد، سمحت السلطات للقنوات الإسرائيلية بالبث من الدوحة، ولكن على عكس الشبكات الأجنبية الرئيسية الأخرى، فإنها لم توفر لها استوديو رسمي.
جدل دعم "الشواذ"
لم يكن الاحتجاج قاصرًا على الإيرانيين والعرب المؤيدين للفلسطينيين، فقد عبر عدد كبير من المشجعين عن مواقفهم من خلال ارتداء شارة مؤيدة لفلسطين في مباراة ألمانيا واليابان بعد أن عرفوا أن وزيرة الداخلية الألمانية "نانسي فيزر" سترتدي شارة "حب واحد" الداعمة لـ"الشواذ" في المباراة.
ومن المفارقات أن السيدة "فيزر" كانت تجلس في قسم "VIP" التابع للاستاد بجوار رئيس الفيفا "جياني إنفانتينو"، الذي كان قد منع اللاعبين للتو من ارتداء شارة "حب واحد" على أرض الملعب لدعم "الشواذ". ورداً على ذلك، وضع لاعبو ألمانيا أياديهم على أفواههم أثناء ألتقاط صورة الفريق قبل المباراة الافتتاحية ضد اليابان.
عنصرية مزعجة
في غضون ذلك، ربما نسي القطريون خسارتهم في خضم النشوة التي حفزها انتصار السعودية في المبارة الأولى لها ضد الأرجنتين 2 - 1، فيما مثل الانتصار الأول غير المتوقع في كأس العالم.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تغريدة، أن الانتصار السعودي المفاجئ وضع اللاعب الأرجنتيني "ليونيل ميسي" (الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم) في "موقف غريب" بالنظر إلى موافقته على الترويج للسياحة السعودية وربما محاولة المملكة المشتركة مع مصر واليونان لاستضافة كأس العالم 2030.
وتساءلت الصحيفة عن احتمالات قيام "ميسي" بحملة ضد وطنه، حيث تخطط الأرجنتين لتقديم عرض منافس مع أوروغواي وباراجواي وتشيلي. وحتى الآن، فإن دول إسبانيا والبرتغال وأوكرانيا هي الوحيدة التي أعلنت رسميًا عن اهتمامها المشترك باستضافة كأس العالم.
وأدت هذه التغريدة،بالإضافة إلى عنوان رئيسي مؤخرًا في موقع "ذا أثلتيك" الرياضي الذي استحوذت عليه "نيويورك تايمز" اتهم "ميسي" ببيع نفسه للشيطان، لإثارة غضب شخصيات صحفية عربية بارزة منها "محمد اليحيى"، رئيس التحرير السابق في موقع "العربية" الإنجليزي.
وقال "اليحيى" في تغريدة له: "عنصرية مذهلة، إنهم لا يصدقون أن العرب بإمكانهم الفوز لدرجة أنهم يتهمون أفضل لاعب في العالم بالفساد.. لابد أن يعلم هؤلاد أن ميسي ثري بشكل لا يجعله يهتم سوى بتاريخه. لكن نيويورك تايمز اعتبرته خائنا أبرم صفقة مريبة مع العرب الأثرياء. هذا اتهام مخجل".